الإسكندر الأكبر، كلنا سمع أو قرأ شيئا عن هذه الشخصية التاريخية،
لكن القليل منا تعمق في حقيقة هذا الرجل وأدرك الملامح والخصال الفريدة التي تميز
بها هذا الإنسان، واستوعب أبعاد تأثيره
على مسير البشرية وانعكاسات سيرته على العالم إلى يومنا هذا.. فمن هو الإسكندر
الكبير وما هي الحقيقة وراء الأسطورة؟ وما أهميته بالنسبة لنا اليوم في عالمنا
المعاصر؟
بدايةً، ليس الغرض الأساسي من هذه المقالة سرد حرفي ممل لتاريخ الإسكندر
فحسب، بل الأهم هو أن ندرك انعكاسات هذه الشخصية على عالمنا المعاصر اليوم حضارياً
وسياسيًا وإنسانياً وهناك الكثير من المواعظ والدروس المستفادة من قصة هذا الرجل
وسيرة حياته كإنسان وكقائد للعالم القديم..
من المؤكد أن هذه ليست شخصية تاريخية عادية، حيث اجتمعت في هذا
الانسان صفات الذكاء، والشجاعة والفراسة والدهاء والحكمة وحسن الآدارة والحنكة
السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى النبل والوفاء والشهامة والتقبل. ناهيك عن العلم
والثقافة والمعرفة الواسعة التي تمتع بها هذا الرجل الذي كان له رؤيا خاصة للعالم
مختلفةً تمامًا عن معاصريه من قادة العالم، فحواها؛ نظام عالمي جديد قوامه وأساسه
تقبل واحترام كافة الأديان والمذاهب (Tolerance) ومن ثم التقاء وانصهار حضارات وفلسفات
البشرية جمعاء مع الحضارة والفلسفة الإغريقية التي كان ينتمي هو إليها (Globalization).. مما أجبر ناظم التأريخ أن يفصل الحضارة الإغريقية
(أو الحضارة الغربية) إلى عصرين متميزين؛ العصر الهليني Hellenic(ما قبل الإسكندر)،
والعصر الهيلينستي Hellenistic(عصر الإسكندر وما بعده).
وهنا يجدر بالذكر أن الإسكندر هو أول من جاء بفكرة نظام عالمي جديد
يوحد ويدمج الغرب والشرق من أجل تطور حقيقي للحضارة الإنسانية يساوي بين جميع
البشر ويتقبل كل الأديان والثقافات والفلسفات، وبالتأكيد لم تكن فكرة نظام العالم
الجديد من فكر جورج بوش الأب أو اليمين الأمريكي المتطرف؛ وأشير هنا إلى ما قاله
جورج بوش قبيل الهجوم على العراق في مطلع عام ١٩٩١، حين صرح بأنه يريد نظاما عالميا
جديدا (New World Order ). فشتان بين ما هدف إليه الإسكندر وبين
ما هدف إليه اليمين الأمريكي المتطرف الذي استهدف إذلال واستعباد شعوب الشرق
وتدمير حضاراتها بلا رحمة وبلا إنسانية..
ومن هذا المنظور المتجاوز لمفهوم الهيمنة العسكرية البحتة على
العالم، كان الإسكندر الأكبر شخصية عالمية قيادية سابقة لأوانها، تأثر بها وحاول
تقليدها العديد من قادة العالم القديم والحديث ومنهم يوليوس قيصر Julius Caesarوأغوسطوس Augustus
Caesar وبطليموس Ptolomy وملوك فارس (الساسانيين) وامبراطور الهند جاندرا كوبتا موريا Chandra Gupta Morea وملك الهند اشوكا العظيم Ashokaونابليون بونابارت وسليمان القانوني Kanuni Süleyman ومحمد الفاتح Fatih Sultan Mehmet .. ولكن لم يستطع اي من هؤلاء
إنجاز المشروع العظيم الذي بدأه الإسكندر، لأنهم لم يستوعبوا مفهوم التقبل
والانصهار البشري مع مراعاة الاحترام لكافة الشعوب بعد انضمامها إلى نظام العالم
الجديد حسب مفهوم ورؤيا الإسكندر الذي أيقن بأن الاحتلال العسكري القسري للشعوب
واستعبادها، مع عدم احترام أديانها
وحضاراتها غير مجدي ولا يدوم ولا يؤسس نظاما عالميا متكاملا وموحدا يحترم حقوق
البشر…
هذه الرؤيا لم تكن واضحة للإسكندر في بداية مشواره طبعاً
ولكنها تبلورت في ذهنه عبر الزمن، حيث أنه بدأ حياته كقائد عسكري لبلاد
اليونان
وهدفه الأساسي هو الاحتلال والتوسع والانتقام من الإمبراطورية
الإخمينية الفارسية التي كانت تتحكم بالعالم القديم في وقتها ابتداءً من الشرق
وامتداداً إلى الغرب، حيث أنها كانت قد انتهكت سيادة أرض اليونان عسكرياً في قرون
ماضية..
وهنا يجدر بنا أن نستوعب الدرس الأول من هذه الدراسة؛ ألا وهو أساس فكرة
ومفهوم صراع الحضارات، وتحديداً صراع الغرب والشرق، وبداية صراع الحضارات الأمر
الذي ما زال يشغل البشرية إلى يومنا هذا.. حيث يمثل الإسكندر واليونان أصول حضارة
الغرب، وتمثل امبراطورية فارس القديمة أصول حضارة الشرق.. وهنا نبدأ قصتنا.
ولد الاسكندر الكبير في (Pella), عاصمة مقاطعة مقدونيا شمال بلاد
اليونان (Magna Graecia ) عام ٣٥٦ق.م 356BC في أواخر الفترة الكلاسيكية من
حضارة اليونان الهلينية.. وطبعًا مقدونيا كانت تعتبر مقاطعة متخلفة نسبيًا من
الناحية الحضارية في اليونان، مقارنةً بالدويلات اليونانية المجاورة مثل أثينا (مركز
العلم والفلسفة والفنون والديموقراطية)، أو اسبارطة (مركز القوة العسكرية
والمنهجية الانضباطية) في عالم اليونان الكلاسيكي حينئذً ..
اقتنع الإسكندر منذ طفولته بأنه ابن الإله زيوس مما جعله يشعر بأنه خالد وأن في داخله قوى خارقة تفوق قدرة البشر، فأكسبه ذلك شجاعةً وجرأةً غير عادية. وهذه الظاهرة تفسر الكثير من قراراته العسكرية والسياسية المغامرة التي تخرج أحيانا عن حدود المنطق والفكر التقليدي
والده الملك فيليب الثاني من سلالة (Argead) الأسرة الحاكمة في مقدونيا.والدته أولمبيا(Olympias) أميرة من مقاطعة (Epirus) في آسيا الصغرى على ساحل بحر إيجة، كانت على خلاف دائم مع والده فيليب ولكنها كانت محور حياة إبنها الإسكندر ومؤثرة جداً في صقل شخصيته، حيث أقنعت إبنها وهو طفل أنه إبن الإله
زيوس (Zeus).
اقتنع الإسكندر منذ طفولته بهذا المعتقد مما جعله يشعر بأنه خالد وأن
في داخله قوى خارقة تفوق قدرة البشر، فأكسبه ذلك شجاعةً وجرأةً غير عادية. وهذه الظاهرة تفسر الكثير من قراراته العسكرية والسياسية
المغامرة التي تخرج أحيانا عن حدود المنطق والفكر التقليدي.
نشأة الإسكندر كانت مع أقرانه من أولاد الطبقة العليا من المجتمع
المقدوني مثل بطليموس وسلوقس وأنطيوخس وغيرهم ممن أصبحوا فيما بعد قادة جيوش
الإسكندر.. كان المجتمع اليوناني مهتماً جدًا في موضوع التوازن بين
تربية العقل والجسد على مبدأ العقل السليم في الجسم السليم.. وفي سن العاشرة
استحضر له والده المعلم (Lysimachus) الذي علمه القراءة والكتابة والموسيقى
وبعض الفنون.. وفي سن الثالثة عشرة بدأ يتتلمذ على يد الفيلسوف المشهور أرسطو (Aristotle) ،
الذي علمه الفلسفة والمنطق والرياضات والتاريخ والسياسة والدبلوماسية والجغرافية
لسنوات عديدة.. ومن الواضح أن أرسطو زرع في عقل الإسكندر اليافع مبادئ الديمقراطية
وحقوق الشعوب وتقبل الفلسفات والأديان والأفكار المتنوعة..
ومن جهة أخرى اهتم والده بالجانب العسكري والانضباطي من تربيته.
بالإضافة إلى الرياضة الجسدية والفروسية.. والغريب أن الإسكندر كان في البداية
يعاني من بنية جسدية ضعيفة نسبيًا، ولكنه استطاع بالعقل والتركيز والتدريب أن
يتفوق جسديًا في النهاية على زملائه ويظهر قوة جسدية خارقة لا تتناسب مع حجمه
المادي..
استنتج أنها كانت مستمدة من صميم مكوناته النفسية والروحية العميقة،
حيث أنه كان معتقداً بأنه يمتلك قوة خارقة ( Mind
over Matter)… وفي
رأيي هذه نقطة مهمة جدا في تركيبة العقل والنفسية البشرية ، حيث من الممكن أن يقدم
الإنسان على إنجاز أعمال خارقة أحيانًا بالعزيمة والإرادة والإيمان بقدرته
الداخلية والهدف أو القضية التي يسعى إلى تحقيقها . فليس هناك مستحيل مطلق، كل
شيءٍ جائز إذا وجدت العزيمة والإرادة.
وفي هذه المرحلة من هذه الدراسة يجدر بي أن أوضح الدروس التالية
المفيدة من السرد الموضوعي لتاريخ هذه الشخصية؛ أوضحنا مسبقًا بداية صراع
الحضارات واصطدام الغرب والشرق متمثلًا بحضارة الإغريق وحضارة بلاد فارس. وهناك
خصائص تميز الحضارتين لا بد من الإشارة إليها فحضارة
الإغريق آنذاك كانت مبنية على أسس فلسفة
سقراط وأفلاطون والجمهورية الفاضلة بإلإضافة إلى فلسفة أرسطو ومنهجه الواقعي
المنطقي، فكان هنآك ديمقراطية نسبية ولم يكن نظام الدولة دكتاتوريا
مطلقًا، على الأقل هذا كان المعلن والمتعارف عليه في بلاد الإغريق.
وكان الحكام ينتخبون من الشعب أغلب الأحيان، وهذا الحاكم كان يستمد
قوته من الشعب فمن الطبيعي أن يعمل لإرضاء الناس.. أما في الشرق وفي بلاد فارس
تحديدا فكان النظام ملكيًا متوارثًا عبر القرون ومستبدًا مطلقًا لا يقبل
الجدال مع الشعب. كان الملك يعتبر ظل الخالق على الأرض.. وهذه الحقائق تعكس الفرق الشاسع بين الحضارتين.علما بأن عهد الملك فيليب الثاني والإسكندر غير من هذا المفهوم
الديمقراطي في بلاد الإغريق التي انقلبت مرحليًا إلى نظام ملكي انتهى بوفاة
الإسكندر..
حضارة الإغريق آنذاك كانت مبنية على أسس فلسفة سقراط وأفلاطون والجمهورية الفاضلة بإلإضافة إلى فلسفة أرسطو ومنهجه الواقعي المنطقي، فكان هنآك ديمقراطية نسبية ولم يكن نظام الدولة دكتاتوريا
مطلقًا، على الأقل هذا كان المعلن والمتعارف عليه في بلاد الإغريق.
الإستنتاج الثاني في هذا المنعطف من هذه الدراسة هو توافر الزمان
والمكان والظروف المواتية تاريخياً لكي يفرز العالم مثل هذه الشخصية القيادية التي
غيرت شكل العالم القديم ونظمت التاريخ بإيقاع مختلف.. فكم ملك أو قائد أتيحت له
مثل هذه الظروف وهذه التربية العلمية والعسكرية والفلسفية منذ الطفولة، حتى أنه
تتلمذ وانصقل على يد الفيلسوف أرسطو كما ورد مسبقًا.
وخدم القدر الإسكندر مرة أخرى عندما استطاع والده فيليب الثاني أن
يوحد كافة دويلات اليونان المتشرذمة في دولة واحدة بعد هزيمة دولة أثينا وحلفائها
في معركة كايرونيا Chaeronea عام ٣٣٨ ق.م. أمام مقدونيا. قدمت كل
الولايات اليونانية ولاء الطاعة إلى فيليب الثاني وتم انشاء حلف أو اتفاقية دفاع
سميت League of Corinth . حصل هذا كله من أجل توحيد دويلات
اليونان كقوة ضاربة لسحق الامبراطورية الإخمينية الفارسية. وهنا أصبح المسرح
السياسي جاهزاً لقيادة الإسكندر عندما توفي والده فيليب الثاني فجأةً إثر عملية
اغتيال.
بدأت حملة الإسكندر على الشرق عام ٣٣٤ ق. م. حيث عبر مع جيشه الجرار مضيق
الدردنيل من أوروبا إلى آسيا الصغرى وبعد معارك طاحنة مع جيوش داريوس الثالث وهو آخر
ملوك الدولة الإخمينية الفارسية. استطاع أن يفتح المدن الساحلية على ساحل بحر إيجة
الواحدة تلو الأخرى. ثم تولى فتح المدن الساحلية على البحر الأبيض المتوسط وتمت
السيطرة على بلاد الشام وفلسطين ومنها دخل إلى مصر عن طريق غزة، لم تقاوم بلاد
وادي النيل الخاضعة للدولة الإخمينية بل بالعكس استقبلت الإسكندر وكأنه المحرر،
فرح أهل مصر بهذا التغيير حتى أن كهنة معبد آمون في واحة سيوا على
حدود مصر وليبيا رحبوا به وأطلقوا عليه آبن الإله آمون. وتقبل الإسكندر بدوره
الديانة الفرعونية والفلسفة المصرية وحاول أن يجد قواسم مشتركة بين الحضارتين الإغريقية
والمصرية وفعلا نجح إلى حد بعيد في ذلك.
لم يفرض الإسكندر الحضارة والفلسفة الإغريقية على أي من الشعوب التي
ضمها إلى منظومته، بل كان حريصاً طوال مشواره في آسيا على دمج وصهر الحضارات
الجديدة مع الحضارة الإغريقية للوصول إلى نتائج فلسفية وعملية أفضل للجميع لأنه
كان مقتنعاً بمبدأ التكامل بين الحضارات المختلفة وليس مبدأ التفاضل . التكامل
الحضاري كان الأساس لدعم مشروع العالم الجديد الذي صار يحلم به.
وبعد ذلك امتدت حملة الإسكندر إلى عمق بلاد الأناضول فاتحاً المدينة
تلو الأخرى حتى وصل إلى شمال بلاد الرافدين في منطقة قرب الموصل اليوم، حيث تمت
المعركة الأخيرة بين جيش الإسكندر وجيش دارا الثالث آخر ملوك الدولة الإخمينية
الفارسية.تدعى هذه المعركة جاجاميلا (
Gaugamela ), انتصر
فيها الإسكندر وانتهى عصر الامبراطورية الإخمينية .ومن هناك نزل مع جيشه إلى بابل حيث
فتحت له البوابات كفاتح مظفر ودخل في موكب مهيب بالزهور والرياحين.
أحب الإسكندر بابل وأعجب جداً بقصورها ومعابدها ومؤسساتها العلمية
والحضارية، حتى أنه قرر أن
يتخذ من بابل عاصمة دولته في الشرق.
بدأ الإسكندر بإنشاء ميناء جديد على الخليج العربي جنوب العراق عام
٣٢٣ق.م. استعدادا لحملته العسكرية الجديدة لفتح شبه الجزيرة العربية والخليج
العربي، ولكن خانه القدر وداهمه الموت المفاجئ وهو في عمر ٣٣ عاماً فقط، في بابل
عشية يوم ١٣ حزيران عام ٣٢٣ ق.م. في ظروف غامضة بعد حمى
دامت أسبوع.. وتعددت النظريات حول سبب الوفاة، والغالب أنه مات مسموماً في مؤامرة
دبرها أحد قيادات جيشه. ومع وفاته انتهى مشروعه الكبير في توحيد العالم
تحت منظومة النظام العالمي الجديد الذي كان يطمح إليه والذي كان سيوحد الحضارات
ويدمج جميع الأديان والثقافات والفلسفات الإنسانية مع بعضها البعض لغرض التعايش
السلمي والنهوض بالإنسانية علمياً وحضارياً واقتصاديا.
لم يفرض الإسكندر الحضارة والفلسفة الإغريقية على أي من الشعوب التي ضمها إلى منظومته، بل كان حريصاً طوال مشواره في آسيا على دمج وصهر الحضارات الجديدة مع الحضارة الإغريقية للوصول إلى نتائج فلسفية وعملية أفضل للجميع لأنه كان مقتنعاً بمبدأ التكامل بين الحضارات المختلفة وليس مبدأ التفاضل .
تقسمت بعد وفاة الإسكندر الكبير امبراطوريته الشاسعة إلى عدة دول منها
دولة البطالسة في مصر والدولة السلوقية في بلاد الرافدين والدولة الأنتغونية في
الأناضول والدولة الإغريقية والخ من الدول التي استمر بعضها ٣ قرون حتى سيطرت
عليها الإمبراطورية الرومانية عام ٣١ ق.م. وتعرف هذه الفترة من
التاريخ بالحقبة الهلنستية. وتتميز هذه الحقبة من ٣٥٦ ق. م. —٣١ق.م. بحضارات إنسانية
ازدهرت فيها العلوم والتجارة ولها أسلوب متميز في الهندسة المعمارية وبناء المدن
يعكس آثار اندماج وانصهار الحضارات في الغرب والشرق.
وأنا اتساءل اليوم وأنا ارى عالمنا المعاصر غارقاً في الصراعات
الحضارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخلافات
السياسية الخطيرة العالمية التي تولد الحروب والدمار والفقر والفساد والمجاعات
الإنسانية، أتساءل مع نفسي جدلاً؛ ماذا لو عاش الإسكندر الكبير فترة أطول وترك
بصمة أكبر على هذا العالم، يا ترى هل كان مسار التاريخ قد تغير؟ هل يا ترى كان وضع
البشرية مختلف عما هو عليه اليوم؟
أتساءل حين أقارن الإسكندر الكبير بقادة العالم اليوم غرباً وشرقاً
الذين باتوا يعيثون في هذه الأرض فساداً ويزجون بنا من حرب إلى حرب تلد أخرى، من
كارثة اقتصادية إلى أخرى غير مكترثين بانعكاسات أعمالهم، لا على معاناة شعوبهم ولا على البشرية جمعاء. أتساءل هل
درس هؤلاء أو قرأ أحدهم سيرة هذا الرجل والقائد العظيم الذي أدرك من ٢٤٠٠ سنة أن
استعباد الشعوب بالقهر العسكري والاقتصادي والديني والعرقي غير مجدي وأن الأمل
الوحيد لنجاة البشرية في هذا العالم هو احترام جميع الحضارات والأديان والثقافات والتعايش
السلمي وانصهار الحضارات ليعم الخير والبركة وتسود الرحمة على الجميع. وأتساءل
أخيرًا: متى سوف يفهم قادة العالم هذا الاستنتاج المنطقي البسيط؟