رأى مدير عام المركز
الفلسطيني لأبحاث
السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات" هاني المصري، أن صمود حركة
الجهاد الإسلامي في مواجهة
عدوان الاحتلال على مدى الأيام الماضية، وقدرتها على
إيقاع خسائر في صفوفه يعتبر انتصارا في حد ذاته.
وأوضح هاني المصري في حديث خاص لـ "عربي21"، أن طرفي الحرب
الدائرة في الأراضي الفلسطينية سواء قوات الاحتلال أو حركة الجهاد الإسلامي لا
يرغبون في نقل المعركة إلى حرب مفتوحة، وأنهما يسعيان عبر الوسيط المصري إلى صيغة
لوضع حد للمعركة بينهما المستمرة على مدى أربعة أيام حتى الآن.
وقال: "ما يجري من تصعيد حتى الآن بين قوات الاحتلال ومقاتلي
الجهاد الإسلامي هو تصعيد محسوب، فكلاهما لا يرغب في الانتقال إلى حرب مفتوحة،
وكلاهما الآن يستطيع أن يقول بأنه انتصر، بالنظر إلى ما حققاه على الأرض".
وأضاف: "قد يكون من المبالغة القول إن المقاومة الفلسطينية قد
وصلت مرحلة تحقيق توازن الرعب مع الاحتلال، لكن أن تصمد الجهاد الإسلامي طيلة هذه
الأيام في مواجهة الاحتلال وإيقاع خسائر في صفوفه، فهذا في حد ذاته انتصار يحسب
لها وللمقاومة الفلسطينية.. علينا أن نتذكر أن حماس حتى الآن لم تشترك في المعركة،
وإلا لكانت الأمور مختلفة".
وحول موقف السلطة الفلسطينية من الحرب الدائرة بين الاحتلال
والمقاومة قال المصري: "السلطة الفلسطينية ليست طرفا في المعركة، ولا صلة لها
بما يجري.. وهذا موقف عبر عنه عزام الأحمد، وهي مثلها مثل أي طرف خارجي متابع".
وحول الموقف العربي من الحرب الدائرة قال المصري: "بالنسبة للدور
المصري يظل مطلوبا على الرغم من أن مصر كان يجب أن تكون منحازة لفلسطين، ذلك أن
المقاومة لا تتفاوض مع الاحتلال بشكل مباشر، كما أن الاحتلال يحتاج مصر في هذا
الدور.. أما جامعة الدول العربية فموقفها باهت وضعيف ولم يتجاوز مراحل التنديد
والاستنكار".
وأضاف: "لكن في كل الأحوال استمرار الفلسطينيين في الصمود
والدفاع عن حقوقهم المشروعة وإلحاق الخسائر بالاحتلال يظل في حد ذاته انتصارا"،
على حد تعبيره.
وشنّت مقاتلات إسرائيلية، سلسلة غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة،
فيما أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة رشقة صاروخية باتجاه مدينة القدس.
ومنذ فجر الثلاثاء، تنفذ طائرات إسرائيلية هجمات على غزة، أسفرت عن استشهاد
31 فلسطينيا، بينهم 6 أطفال و3 نساء، و5 من قادة "سرايا القدس"، فيما
بدأت الفصائل الفلسطينية الأربعاء بالرد برشقات صاروخية وصلت تل أبيب ومدن وسط
البلاد.
وتبذل أطراف إقليمية ودولية جهودا لوقف التصعيد الإسرائيلي الجديد
على غزة، لكنها لم تحقق اختراقا بعد.
إقرأ أيضا: صواريخ المقاومة تصل إلى القدس المحتلة بالتزامن مع جلسة أمنية لنتنياهو