تقارير

حكمة الشعب الفلسطيني ركن لهويته الوطنية

الزّي الفلسطيني هو حامل للهوية الثقافية الفلسطينية وشاهد على التاريخ الفلسطيني
الزّي الفلسطيني هو حامل للهوية الثقافية الفلسطينية وشاهد على التاريخ الفلسطيني
الفولكلور باللغة اللاتينية تعني حكمة الشعب، ويتشكل فولكلور أو حكمة الشعب الفلسطيني من نتاجاته المتراكمة والمنقولة بالتواتر عبر الأجيال خلال مئات السنينن وهي دالة كبرى على الهوية الوطنية الفلسطينية المتجذرة، وتتضمن الأمثال الشعبية والزي الشعبي، والأكلات الشعبية وفن التطريز والأغنية الشعبية والزجل والموسيقى الشعبية والرسم والعادات والتقاليد في المناسبات الدينية والأعياد المختلفة، فضلاً عن أدوات تراثية فلسطينية ومسميات خاصة بها إضافة إلى الألعاب التي انتشرت في أرجاء فلسطين؛ وفي هذا السياق نستحضر الأزياء والأدوات الشعبية الفلسطينية وبعض الأمثال الشعبية الفلسطينية الدالة على الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة الاحتلالات وآخرها الاحتلال الصهيوني الفاشي.

الأزياء والأدوات الشعبية

تعتبر الأزياء الشعبية الفلسطينية من أهم الوسائل الدالة على هوية الشعب الفلسطيني في مواجهة زيف الدعاية الصهيونية؛ فهي وإن اختلفت في أشكالها وألوانها، فإنما تعبـر بذلك عـن مراحـل تاريخية مختلفة مرت بها فلسطين.

والشعب الفلسطيني كغيره من شعوب الأرض يسجل أفراحه وعاداته وأساليب حياته المختلفـة على القماش؛ ما يجعل منها هوية وطنية للإنسان الفلسطيني المرتبط بأرضه ووطنه. ولكل شعب زيه الخاص الذي يميزه عن غيره من الشعوب، وفق ما مر به من مراحل تاريخية، بحيث نستطيع التعرف على هويته الوطنية من خلال هذه الأزياء.

يمكن الاعتماد على حكمة الشعب الفلسطيني التي صاغها بكافة مسارات حياته عبر مئات السنين بغرض الإسراع إلى تحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة وتغييب الأجندات الفصائيلية الضيقة لمصلحة القضية الوطنية الفلسطينية وهزيمة المحتل الصهيوني بالوحدة وسبل كفاحية مشتركة .
والزّي الفلسطيني هو حامل للهوية الثقافية الفلسطينية وشاهد على التاريخ الفلسطيني، وقد أصبحت الكوفية البيضاء المقلمة بالأسود اليوم، رمزًا وطنيًا يرمز لنضال الشعب الفلسطيني؛ ولذلك أصبح لهذا الزي دور كبير في التعبير عن موقف مرتديه. وقد كان الشهيد ياسر عرفات يرتديها في كل الأوقات وأصبحت صورته بالكوفية رمزا يعرفه كل العالم وارتبطت به كارتباط القضية الفلسطينية باسم الشهيد الراحل.

كما تعتبر الأدوات التراثية الفلسطينية من ركائز الهوية الوطنية الفلسطينية، ويمكن استعراض بعضها؛ أدوات تستخدم للإضاءة، أدوات إعداد الطعام وحفظه، أدوات مصنوعة من القش، أدوات تستخدم في الزراعة، أدوات تستخدم في الصناعات، أدوات تستخدم في البيع والشراء، أدوات نقل الماء وحفظه، أدوات إعداد القهوة، أثاث منزلي فضلاً عن أدوات الزينة النظافة وللعب والتسلية وكذلك أدوات الصيد.

الأمثال الشعبية الفلسطينية

يحتاج التطرق إلى الأمثال الشعبية الفلسطينية إلى بحث طويل يتعدى هذا المقال، لكننا سنتتطرق إلى أهمية الاتحاد في الأمثال الشعبية، وهناك أمثال تستحضر كافة مسارات حياة الشعب الفلسطيني. وقد صاغ أجدادنا كنوزًا من التعبيرات التي تدعو إلى الحفاظ على الوحدة ونبذ الفرقة في سبيل عيش هنيء خال من التهديد والهيمنة، ومن هذه التعبيرات: "إذا كثر خناقهم قرب فراقهم"، أي أن المشاكل تشتت الجماعات. "إذا كثروا الرعيان ضاعت الغنم" أي أن تعدد القيادات والآراء يفسد أمور الرعية. وهو قول غالِبًا مَا يُساقْ للنهي عن تعدد القيادات؛ ويحض على تفويض الأمر لشخص واحد يقود الأمر بدرايته وحده.

"إشِي مْشَرِّق، واشِي مْغَرِّب" وهو قول غالِبًا مَا يُساقْ لوصف الاختلاف والتفرق بين أفراد الجماعة. "إحنا أقرب على بعضنا من شبك السمك" أي أننا متحدون؛ ولا يمكن للخلافات أن تفرقنا. "البركة في الكُثْرَةْ" أي أن كثرة عدد الأشخاص الذين يشاركون في إنجاز العمل يقود إلى سرعة إنجازه. "الحمل، إذا تْفرَّقْ، بِنْشال" أي أن الاتحاد كفيل بإنجاز الأمر، وهو قول غالِبًا مَا يُساقْ لتعزيز روح التعاون والأخوة.

"الدم ما بصير مَيِّة" أي أن صلة القرابة تحث الأقارب على مناصرة بعضهم." "الذهب بحتاج التبن يتغطى فيه" أي أن المرء بحاجة إلى الغير مهما كانوا صغيري الشأن. "الذهب بحتاج نخالته" أي أن الأقارب بحاجة إلى كل فرد منهم مهما كان صغير الشأن. "الشاة إن طلعت من بين ولايفها، بوكلها الذيب" أي أن من يتخلى عن أقاربه فإنه يعرض نفسه للمتاعب ولاعتداء الآخرين. "الطبخة لما يكثروا طبّاخينها بِتْشيط" أي أن تعدد الآراء يفسد الأمور؛ فلا بد من وجود قيادة واحدة تقود الأمور نحو النجاح.

"الظُفر ما بطلع من اللحم" أي أن مشاعر الحمية عند الأقارب تثور عند المحن، رغم الخلافات؛ فيتكاتفون لرد الخطر أو لتحصيل الحقوق. "الكُثْرَة ابتغلب الشجاعة" وهو قول غالِبًا مَا يُساقْ للحض على الاتحاد، وينهى عن الاتكالية والتفرق.

ويمكن الاعتماد على حكمة الشعب الفلسطيني التي صاغها بكافة مسارات حياته عبر مئات السنين بغرض الإسراع إلى تحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة وتغييب الأجندات الفصائيلية الضيقة لمصلحة القضية الوطنية الفلسطينية وهزيمة المحتل الصهيوني بالوحدة وسبل كفاحية مشتركة .

*كاتب فلسطيني مقيم في هولندا
التعليقات (0)