سياسة دولية

رفض روسي للهدنة.. غوتيريش بتركيا قبل زيارة موسكو وكييف

روسيا ترى أن الوقت غير مناسب لوقف إطلاق النار- جيتي
روسيا ترى أن الوقت غير مناسب لوقف إطلاق النار- جيتي

رفضت روسيا، الاثنين، وقف إطلاق النار في أوكرانيا، مع مرور 61 يوما على بدء الحرب فيها، معتبرة أن الوقت ما يزال غير مناسب لها، في حين يزور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تركيا، قبل بدئه زيارة إلى كييف وموسكو لمحاولة إنجاح هدنة ترفضها الأخيرة.

 

وبدأ غوتيريش جولته المتعلقة بالحرب الأوكرانية إلى تركيا التي تلعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا، واستطاعت جمعهما على طاولة المفاوضات المباشرة على أعلى المستوى الدبلوماسي بينهما منذ بدء الأزمة.

 

واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، غوتيريش، في العاصمة أنقرة. وجرى اللقاء بين أردوغان وغوتيريش في المجمع الرئاسي، بعيدا عن عدسات الإعلام.

 

اقرأ أيضا: هذه نتائج زيارة أول وفد أمريكي إلى أوكرانيا منذ بدء الحرب

وأمس الأحد، أفاد بيان صادر عن مكتب غوتيريش أن الأخير بعد مغادرته أنقرة سيزور موسكو الثلاثاء، ويلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، الخميس.

وسبق أن أثار ترتيب زيارة غوتيريش غضب الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي اعترض على بدء غوتيريش زيارته إلى موسكو قبل كييف.

رفض روسي للهدنة

 

وفي سياق متصل، قال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة السفير ديميتري بولانسكي، الاثنين، إن الوقت الحالي "ليس مناسبا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا".

 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المندوب الروسي للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، قبيل لحظات من بدء جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الحالة بالشرق الأوسط.


وقال السفير الروسي: "لا ينبغي أن يوجد أي دور لأي أحد يسعى كي يستغل النظام في كييف، وقف إطلاق النار لإعادة نشر قواته وزيادة الاستفزازات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".


وأضاف: "شهدنا من قبل مبادرات لوقف إطلاق النار نجم عنها استفزازات في بوتشا وغيرها وتعلمون أن الأمين العام طلب وقفا لإطلاق النار خلال أيام عيد الفصح، وكما تعرفون فقد انتهى العيد".


ودعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إلى هدنة إنسانية في أوكرانيا، لمدة 4 أيام، تزامنا مع عيد الفصح المسيحي (من الخميس إلى الأحد الماضيين).


وقال السفير الروسي: "نحن لا نعتقد أن وقف إطلاق النار هو الخيار المناسب الآن، لأن الفائدة الوحيدة من وقف إطلاق النار حاليا ستكون منح الأوكرانيين الفرصة لإعادة التموضع.. وبصراحة شديدة أقول لكم إنه لا يوجد سبب معقول يدعو إلى وقف النار الآن".


لا اتفاق على ممر إنساني بماريوبول


وأعلنت الحكومة الأوكرانية، الاثنين، عدم وجود اتفاق مع روسيا على فتح ممر إنساني لإجلاء المدنيين المحاصرين في مصنع "أزوفستال" للصلب في مدينة ماريوبول المحاصرة جنوب شرقي البلاد.

جاء ذلك عقب إعلان روسيا من جانب واحد، اليوم، عن هدنة إنسانية ووقف للأعمال القتالية بشكل "مؤقت" في مدينة ماريوبول لإجلاء المدنيين.

 

اقرأ أيضا: هدنة في ماريوبول.. وأوكرانيا تكشف حصيلة خسائر الروس

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن الهدنة تستهدف إجلاء المدنيين، الذين قالت حكومة كييف "إنهم محاصرون داخل مصنع أزوفستال للصلب"، بحسب موقع قناة "روسيا اليوم".

ونفت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أريانا فيريشوك، عبر تطبيق "تلغرام"، توصل كييف لاتفاق على فتح ممر إنساني.

وقالت: "كان من الممكن تصديق ذلك لو لم يُفشل الروس فتح الممرات الإنسانية عدة مرات من قبل".

وأضافت: "أعرف ما أقول لأني شخصيا أقوم نيابة عن الرئيس (الأوكراني) بإجراء مثل هذه المفاوضات وتنظيم ممرات إنسانية".

وتابعت المسؤولة الأوكرانية: "لذا، أعلن رسميا وعلنا أنه ليس هناك للأسف اتفاقات على فتح ممرات إنسانية من "آزوفستال" اليوم".

وأوضحت أن بلادها طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بدء وضمان ممر إنساني للمدنيين في مصنع الصلب الضخم الذي يعد آخر حصون مدينة ماريوبول المحاصرة.

 

مقتل 5 أوكرانيين في فينيتسا


وأعلنت السلطات الأوكرانية، الاثنين، مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 18 آخرين إثر قصف روسي على مدينة فينيتسا وسط البلاد.


وقال ممثلو الادعاء الإقليميون في فينيتسا، إن ضربات صاروخية روسية، اليوم، على بلدتي جميرنكا وكوزياتين، تسببت بمقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 18 آخرين.


بدوره، صرح حاكم المدينة، سيرهي بورزوف، في وقت سابق اليوم، أن الضربات الروسية استهدفت "البنية التحتية الحيوية"، دون ذكر أي مزيد من التفاصيل.


وتجدر الإشارة إلى أن مدينة فينيتسا ما تزال تحت سيطرة أوكرانيا بشكل كامل، وبعيدة عن الخطوط الأمامية للقتال.

 

روسيا تطرد 40 دبلوماسيا ألمانيا


وقررت روسيا، الاثنين، طرد 40 دبلوماسيا ألمانيا يعملون على أراضيها، ردا على قرار مماثل اتخذته برلين، في وقت سابق من نيسان/ أبريل الجاري.


وقالت الخارجية الروسية، في بيان، إنها استدعت سفير برلين في موسكو، غيزا أندرياس فون غاير، إلى مقرها.

وأوضحت أنها أعربت للسفير عن "احتجاجها الشديد على القرار غير الودي الذي اتخذته الحكومة الألمانية في 4 أبريل بإعلان 40 موظفا في المؤسسات الدبلوماسية الروسية في ألمانيا أشخاصا غير مرغوب بهم"، حسبما نقل موقع قناة "روسيا اليوم".


وندد البيان بتصريحات وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك، التي بررت الإجراء بأن الدبلوماسيين الروس "يهددون حرية ألمانيا ووحدة المجتمع الألماني".


ووصفت الخارجية الروسية تصريحات بيربوك بأنها "غير مقبولة".


وأضافت: "سلمنا السفير مذكرة تنص على إعلان 40 موظفا في المؤسسات الدبلوماسية الألمانية في روسيا أشخاصا غير مرغوب بهم، في إطار الرد بالمثل على قرار الحكومة الألمانية المذكور".


وكانت دول غربية طردت نحو 300 دبلوماسي روسي، احتجاجا على العملية العسكرية التي شنتها موسكو ضد أوكرانيا، وهي إجراءات ردت روسيا عليها بـ"المثل".

بوتين يحذر من تقسيم المجتمع الروسي


قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الدبلوماسيين الغربيين يعملون من أجل تحقيق أوكرانيا النصر في ساحة المعركة، وتقسيم المجتمع الروسي، معربا عن استغرابه من الدبلوماسية التي تتبعها الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وأفاد بوتين في كلمة ألقاها خلال اجتماع موسع للمدعين العامين في روسيا، الإثنين، أن الدبلوماسيين رفيعي المستوى في أوروبا والولايات المتحدة حثوا أوكرانيا على استخدام جميع مواردها للانتصار في ساحة المعركة.

وأضاف: "لدى الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين دبلوماسية غريبة للغاية، حتى الدبلوماسيون يحثون على هذا الأمر (تشجيع أوكرانيا على حشد مواردها ضد روسيا)، وعندما يدركون أنه مستحيل، تبرز مهمة أخرى".

وأشار إلى أن المهمة المذكورة تتمثل في "تقسيم المجتمع الروسي وتدمير روسيا من الداخل، ولكنه لا ينجح أيضا، فمجتمعنا يبدي نضجا وتضامنا ويدعم جيشنا".

ومن جانب آخر أعلن بوتين أن هيئة الأمن الفدرالية أوقفت صباح الإثنين أنشطة مجموعة إرهابية خططت لاغتيال إعلامي معروف.

ولم يصدر تعليق فوري من جانب الولايات المتحدة أو دول غربية حول اتهامات الرئيس الروسي.

 

وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا هجوما على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلا في سيادتها".

 

التعليقات (0)