قضايا وآراء

الانقسام الرسمي العربي بين غانتس ونتنياهو

حازم عياد
1300x600
1300x600

نقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مصادر إسرائيلية رفيعة قولها إنه تجري اتصالات لتحديد موعد لزيارة نتنياهو للإمارات والبحرين ليستخدمها نتنياهو في دعايته لانتخابات الكنيست يوم 23 آذار (مارس) الحالي.

إعلان جاء بعد أيام قليلة على استقبال نتنياهو للسفير الإماراتي محمد آل خاجة؛ الذي احتفى به نتنياهو كإنجاز لحقبته السياسية التي تميزت باختراق خطير في العلاقة مع دول خليجية تقف على رأسها البحرين والإمارات.

احتفاء نتنياهو بالسفير الإماراتي والكشف عن جهود رسمية لزيارته أبو ظبي والمنامة قابله احتفاء زعيم (حزب أزرق أبيض) وزير الدفاع بيني غانتس بالأخبار التي تحدثت عن لقاء سري جمعه بالملك عبد الله الثاني في العاصمة عمّان بحسب زعم صحيفة يديعوت أحرونوت؛ فغانتس احتفى بالخبر أمام أعضاء حزبه بالقول: "نتنياهو شخصية غير مرغوب فيها في الأردن، ووجوده يضر بالعلاقات بين البلدين"؛ ليضع بذلك الدول العربية في صلب الحملات الانتخابية الإسرائيلية.

فغانتس يكشف عن بعد جديد في الصراع الداخلي الإسرائيلي إذ ذهب بعيدا عندما قال "لدي علاقة متواصلة ودائمة مع العاهل الأردني وكبار المسؤولين الأردنيين الآخرين، وأنا أعلم أنه يمكن أن نحقق إنجازات كبيرة"؛ فغانتس يقدم نفسه كزعيم قادر على ترميم العلاقة المتدهورة مع الأردن؛ التي قال فيها الملك عبد الله الثاني في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2019: "ان العلاقات الأردنية الإسرائيلية في أسوأ حالاتها الآن".

العلاقة الأردنية ـ الإسرائيلية التي تأثرت سلبا باتفاقات التطبيع العربية ـ الإسرائيلية الأخيرة مهددة بتهميش الدور الأردني ومصالحه المباشرة لصالح ملفات خليجية تمتد إلى إيران والعراق وسوريا؛ جعل انفتاح عمّان على غانتس خيارا أردنيا قبل أن يكون إسرائيليا لمواجهة نتيناهو ومشاريعه الخليجية؛ فالانفتاح الأردني يمثل دعما غير مباشر لزعيم (كحول الافان) في الانتخابات المقبلة التي لا يتوقع أن تكون حاسمة؛ وأن يتبعها انتخابات خامسة تعيد ترتيب أوراق البيت الصهيوني لغير صالح نتنياهو.

 

العلاقة الأردنية ـ الإسرائيلية التي تأثرت سلبا باتفاقات التطبيع العربية ـ الإسرائيلية الأخيرة مهددة بتهميش الدور الأردني ومصالحه المباشرة لصالح ملفات خليجية تمتد إلى إيران والعراق وسوريا؛

 



فالأردن يملك تفضيلات في الانتخابات الإسرائيلية لا تتضمن نتنياهو، يقابلها تفضيلات خليجية مغايرة  لا تتضمن غانتس؛ إذ نقلت قناة 24 الإسرائيلية بأن مصدرا سعوديا أكد بأن نتيناهو المرشح المفضل للفوز بالانتخابات الإسرائيلية دون أن تؤكد المصادر الرسمية السعودية هذا التوجه أو تنفيه؛ فالدول العربية باتت جزءا من اللعبة الانتخابية والحملات المحتدمة داخل الكيان الإسرائيلي؛ حملات لا تخفي انقساما خفيا وغير معلن للدول العربية على شخصية رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المقبلة ومشاريعها التطبيعية البائسة.

تداخل مضامين الانتخابات الإسرائيلية وحملاتها بالشأن العربي والمشاريع الإقليمية سمة بارزة في  الانتخابات وحقيقة شبه ثابتة؛ فمقال الأمير حسن عم الملك عبد الله الثاني حول البينولوكس في صحيفة يديعوت أحرونوت تبعها إحياء الحديث عن تحالف ثلاثي يضم المنامة والرياض وأبو ظبي لمواجة إيران تروج له أوساط إسرائيلية وخليجية تبرز أهمية نتيناهو وعلاقاته المتطورة مع دول الخليج.

ختاما: يطرح ملف الانتخابات الإسرائيلية العديد من التساؤلات حول طبيعة الانقسام داخل الكيان الإسرائيلي وجدية المشاريع السياسية المطروحة؛ والأهم قدرة نتنياهو على تشكيل حكومة مستقرة؛ إلا أنها في ذات الوقت تطرح تساؤلات أكثر عمقا حول الانقسام والتصارع العربي العربي على الأدوار السياسية والمكانة الإقليمية التي باتت إسرائيل محورها ولبها؛ فالانقسام السياسي في الساحة الإسرائيلية تحول وعلى نحو مأساوي إلى انقسام في الساحة العربية؛ بعد جديد لم يكن معروفا أو مرئيا في العلاقات العربية ـ العربية من قبل.

hazem ayyad
@hma36


التعليقات (0)

خبر عاجل