ملفات وتقارير

بذكرى مقتل سليماني.. هل يقع صدام أمريكي إيراني بالعراق؟

بغداد تريد ضبط إيقاع المليشيات الموالية لإيران في العراق- جيتي
بغداد تريد ضبط إيقاع المليشيات الموالية لإيران في العراق- جيتي
مع اقتراب ذكرى مقتل قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا بغارة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي مطلع العام الجاري، تزداد خشية العراق من وصول صراع بين واشنطن وطهران على أراضيه إلى مرحلة الصدام المسلح.

وعلى ضوء ذلك، أجرى وفد عراقي رسمي زيارة إلى إيران، حاملا رسالة من رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، يطلب فيها "ضبط إيقاع" المليشيات الموالية لها في العراق، فيما كشفت مصادر سياسية عن مغادرة مسؤولين عراقيين المنطقة الخضراء في بغداد؛ خشية تصعيد إيراني أمريكي متحمل.

نذر مواجهة

وقالت المصادر في حديث لـ"عربي21"، طالبة عدم كشف هويتها، إن "رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، وعددا من المسؤولين العراقيين، غادروا المنطقة الخضراء إلى خارج البلاد؛ خشية اندلاع مواجهة بين المليشيات الموالية لإيران والولايات المتحدة".

المصادر ذاتها أشارت إلى أن "مغادرة عدد من المسؤولين جاء بعد الحديث عن تحذيرات أمريكية من وجود نوايا مع ذكرى مقتل سليماني والمهندس، لمهاجمة سفارتها في المنطقة الخضراء، والتي تضم منازل ومكاتب كبار المسؤولين العراقيين".

وفي السياق، جدد الرئيس العراقي برهم صالح، الثلاثاء، تأكيده على ضرورة إبعاد بلاده عن التوترات الحالية في المنطقة، وذلك خلال لقائه في بغداد ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت.

وأفاد بيان لمكتبه الإعلامي بأن اللقاء ناقش تطورات الأوضاع الإقليمية، إذ جرى التأكيد على ضرورة تخفيف التوترات في المنطقة، والتزام العراق بالنأي عن الصراعات، ورفضه أن يكون ميدانا للنزاعات.

وقبل ذلك، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تغريدة على "تويتر"، الجمعة، إيران إلى إبعاد صراعاتها مع أمريكا عن العراق، محذرا في الوقت ذاته ما وصفه بـ"الاحتلال" من تماديه في ذلك الصراع.


رسالة الكاظمي

وبخصوص زيارة وفد عراقي رسمي إلى طهران، أكد المتحدث باسم مجلس الوزراء العراقي حسن ناظم، الثلاثاء، زيارة وفد حكومي عراقي إلى إيران، مبينا أن الوفد المرسل من الحكومة إلى إيران ناقش الوضع الأمني، وفقا لوكالة الأنباء العراقية.

وقال ناظم إن "الوفد المرسل من الحكومة إلى إيران ناقش الوضع الأمني الذي تتعرض له البلاد"، لافتا إلى أن "هناك سلاحا منفلتا بحاجة ليس فقط إلى مفاوضات ونقاشات داخلية، بل هناك قوى إقليمية حاضرة في العراق، وبالتالي يجب التفاهم في هذه المسألة".

وتعليقا على ذلك، قال البرلماني العراقي رياض المسعودي إن "العراق جزء مهم من سياسة واشنطن في المنطقة، وهي تسيطر عليه الآن سياسيا وعسكريا اقتصاديا، لذلك جرت أحداث كثيرة في المنطقة كان واجهتها صراع إيراني أمريكي، لكن حقيقتها أن الأخيرة تصدّر هذا الواقع إلى دول الخليج العربي لاستخدامه في ملفات أخرى".

وأضاف المسعودي، في حديث لـ"عربي21"، أنه "في المقابل، هناك ضغط داخلي هائل على إيران، كونها تعاني من مشاكل اقتصادية هائلة وسياسية كبيرة جدا، وبالتالي جزء من حلحلة هذه المشاكل هو تصديرها إلى الخارج، أو فتح جبهات خارجية كما حصل مع اليمن وسوريا".

ورأى عضو تحالف "سائرون"، المدعوم من مقتدى الصدر، أن "التهدئة في العراق لا تخدم أي أطراف إقليمية أو دولية، ليس لإيران فقط لأنها ليست اللاعب الوحيد، فالكثير من الدول تعتاش من خلال مزيد من المشاكل في الداخل العراقي، ونحن في تحالف سائرون لا نرغب بأن يكون البلد طرفا أو ساحة للصراعات".

ولفت إلى أن "النداء الأخير للصدر نابع من وجود احتقان يهدف إلى ديمومة المشاكل في العراق، وبالتالي بقاء تأثير القوى الدولية والإقليمية فيه. البلد الآن تحت طائلة الاحتلال الأمريكي والتدخل الإقليمي، وبالتالي يعيش مرحلة غير مستقرة، يتطلب جهدا حقيقية لمعالجتها، والتي هي غير متوفرة".

إستراتيجية إيران

من جهته، قال المحلل السياسي الدكتور يحيى الكبيسي لـ"عربي21"، إن "إيران لديها إستراتيجية خاصة بها، أي أنها تستخدم مليشياتها في العراق بما يخدم مصالحها، ولا أعتقد أنها ستلتفت إلى أي مطالبة من الحكومة العراقية، سواء الضغط على هذه المليشيات أو تحجيمها".

وأضاف أن "إيران استخدمت مليشياتها في العراق وسوريا واليمن لخدمة أجنداتها الواضحة والصريحة، والجميع كان يعلم منذ البداية أن إيران ستستخدم العراق كساحة مواجهة أولى للضغط على الولايات المتحدة فيما يتعلق بعقوبات واشنطن على إيران، أو مفاوضات الملف النووي بعد وصول بايدن للبيت الأبيض، لهذا لا أعتقد أن مثل هذه الزيارة ستنتج شيئا".

وجزم الكبيسي بوجود "نوع من الإيقاع في المواجهة الإيرانية الأمريكية، فإن كلا الطرفين غير مستعد للذهاب إلى صدامات مسلحة، سواء كانت محدودة أو مفتوحة، ولا يمكن أن نتوقع تصعيدا إيرانيا عبر مليشياتها في العراق، بل أن صواريخ الكاتيوشا لم تكن سوى رسائل سياسية، لذلك كانوا صريحين على عدم إيقاع أي إصابة في القوات الأمريكية".

وأعرب عن اعتقاده بأنه "ليس من مصلحة إيران دفع ترامب إلى ردة فعل غير محسوبة، لأنها راهنت منذ عام 2017 على مغادرته ومجيء إدارة ديمقراطية، وهي حريصة على أن يذهب ترامب بهدوء ويستلم بايدن إدارة البيت الأبيض، والأخير أبدى رغبته بالعودة إلى الملف النووي مع شروط إضافية، لهذا لا أعتقد ثمة تصعيدا متوقعا من طهران أو واشنطن".

ورأى أن "كل الفصائل لا تمتلك قوة ذاتية حقيقية، وهي تعلم أن أي خروج عن العباءة الإيرانية سيعني نهايتها بشكل كامل، لأن الحكومة العراقية ستستغل مثل هذا الخروج لضرب هذه المجاميع المسلحة".

ولفت إلى أن "هذه المجاميع قوتها تكمن في الحصانة العقائدية التي يمنحها لها الفاعل السياسي الشيعي بضغط من إيران، لذلك من غير الوارد خروج أي من هذه الفصائل عن الإرادة الإيرانية، لأنها هي من تضبط الإيقاع في صراعها مع الولايات المتحدة داخل العراق".

وكانت العاصمة العراقية بغداد شهدت الجمعة توترا أمنيا؛ على خلفية اعتقال الأجهزة الأمنية العراقية لأحد عناصر مليشيا "عصائب أهل الحق"، بتهمة قصف السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين.

ونشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، في 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، تقريرا أكد فيه أن "عصائب أهل الحق" التي يقودها قيس الخزعلي، تمردت على إيران، وتتحداها من خلال شنها هجمات صاروخية على مصالح الولايات المتحدة في العراق.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: نذر مواجهة أمريكية إيرانية في العراق بذكرى سليماني

التعليقات (3)
ممدوح حقي
الأربعاء، 30-12-2020 10:24 ص
يجب أن يكون القصاص والثأر من ترامب وإدارته الحالية فهم من إرتكبوا هذه الجريمة وهم من يجب أن يدفع الثمن، وحتى لا تفتح إيران جبهة مع الإدارة الجديدة بقيادة بايدن. فالجميع سوف يكون متفهماً الإنتقام الإيراني لهذه الجريمة.
عراقي عروبي
الأربعاء، 30-12-2020 09:27 ص
...ايران اجبن من تواجه الولايات المتحدة لاي سبب ..ايران فقط تطلق العبارات والوعيد في العلن وعلى مسمع من حشود البهائم والمطايا الذي يتبعونها ويصفقون لها من اتباع الولي السفيه ..ولكن الاتصالات زالرسائل الايرانية السرية في الكواليس التي ترد وبجنون الى الولايات المتحدة او الوسطاء المتفق عليهم بين اميركا وايران ...تفهم الاميركان ان تلك التصريحات ماهي الا كلام وبالونات منفوخة بالهواء فقط القصد منها خداع مؤيدي ايران بان الولي السفسه ودولته هي الند والمحارب لاميركا في المنطقة وحولها ...انا اتحدى ايران وكلابها القذرة الجبانة كامهم ايران من ان يطلقوا رصاصة واحدة ...بل ان يقذفوا حجرا على نافذة اميركية ...الفرس جبناء هم وميليشياتهم ويعرفون ماذا سيحل بهم ان نفذوا ولو تهديدا صغيرا من عشرات التهديدات ضد اميركا .
احمد
الأربعاء، 30-12-2020 05:52 ص
لن يحصل شئ لان ايران و شيعه العراق شجاعتهم على الضعفاء من سنه العراق و سوريا اما امريكا فيكتفون بالنباح و اطلاق التهديدات