هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في سابقة هي الأولى من نوعها، أقدم جهاز أمن الحشد الشعبي في العراق على اعتقال قادة أحد الفصائل المقربة من إيران المعروف بـ"سرايا الخراساني"، ما أثار تساؤلات ملحّة حول أسباب القبض على شخصيات عرفت بعلاقتها الوثيقة مع قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني.
وأفادت وسائل إعلام محلية، الاثنين، باعتقال أمين عام "سرايا الخراساني"، علي الياسري، مع 30 عنصرا من قبل أمن الحشد الشعبي، وذلك بعد يوم واحد من القبض على حامد الجزائري النائب السابق لأمين عام "السرايا".
"سببان رئيسيان"
وتعليقا على الموضوع، قال الخبير الأمني والإستراتيجي، فاضل أبو رغيف إن مديرية أمن الحشد الشعبي هي الجهة المعنية بضبط إيقاع جميع منتسبي وأفراد "الحشد"، لأن هيئة الحشد الشعبي مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة شأنها شأن باقي المؤسسات الأمنية.
وتوقع أبو رغيف في حديث لـ"عربي21" استمرار حملات الاعتقال دون خطوط حمراء على أية شخصية في الحشد الشعبي، مؤكدا أنه "قبل مدة من الزمن ألقي القبض على شخص من الحشد الشعبي وأحيل للقضاء وحكم عليه بالإعدام بعدما ثبتت عليه إحدى الجرائم".
وتابع: "لذلك مديرية أمن الحشد سوف لن تتساهل إزاء أي مخالفة قانونية أو أمنية يرتكبها أبناء وقيادات الحشد الشعبي، وأن هناك إجراءات لاحقة لمطاردة كل من تثبت مخالفته للوائح وقوانين الضبط لهذه المؤسسة، وسيحال إلى التحقيق فور ثبوت تقصيره".
اقرأ أيضا: MEE: عصائب أهل الحق تتحدى إيران وتهاجم أمريكا بالعراق
وأكد أبو رغيف وجود سببين وراء اعتقال قيادات "الخراساني"، الأول، كان التحرك بقطعات عسكرية دون موافقة مسبقة من قيادة العمليات المشتركة وهيئة الحشد الشعبي، والسبب الثاني الأساسي، هو افتتاح مقار لهم وهمية دون الحصول على موافقات رسمية.
واستبعد أبو رغيف وجود أي سبب آخر لاعتقال قيادات هذا الفصيل، وخصوصا فيما يتعلق بقتل المتظاهرين في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، والاتهامات التي طالت "الخراساني" بالتورط فيها، والتي نفتها "السرايا" ذاتها عبر بيان صدر في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
"إبعاد واعتقال"
من جهته، قال المحلل السياسي، فلاح المشعل، إن "ما يشاع حاليا في الوسط الإعلامي والسياسي هو أن الذين جرى اعتقالهم هم مطلوبون للقضاء العراقي للتحقيق معهم"، مشيرا إلى أن "الأيام الماضية حصلت فيها الكثير من الجرائم ومنها اغتيال الكاتب هشام الهاشمي، إضافة إلى ما تعرض له المتظاهرون في ساحات الاحتجاج".
وأضاف المشعل في حديث لـ"عربي21" أن "القضاء لم يصدر بيانا واضحا حتى الآن بخصوص الاتهامات المنسوبة للمعتقلين، لكن الأمور تجري بهذا الاتجاه، وسبق لرئيس الوزراء وبعض مستشاريه التلميح لاتهام بعض الجهات المحسوبة على الحشد الشعبي".
ولفت إلى أن "القضاء العراقي في بعض الملفات، ولا سيما ما يتعلق بحقوق الإنسان، إذا أصدر أمرا بإلقاء القبض فإن الحكومة ستنفذ هذا الأمر، لأنه ليس محط مراجعة أو جدل كون الموضوع يتعلق بأرواح المئات والآلاف من الشباب".
ونوه المشعل إلى أن "هناك مئات الجرائم قيدت ضد طرف ثالث، لكن الأيام ستفصح ما كان خافيا، واليوم أصبحت تتكشف الكثير من الحقائق فيما يخص بعض تفاصيل الجرائم التي حصلت في الفترات السابقة".
وبخصوص القبض على حامد الجزائري بعد نحو شهرين من إبعاده عن قيادة الحشد الشعبي، رأى المشعل أن "موضوع الابعاد لا يبتعد عن هذا الأمر (الاعتقال)، لأن ممارسات عديدة حصلت بدوافع شخصية أو انتقامية، لكنها كانت تجري تحت لافتة الحشد الشعبي، لكن بالنتيجة فالحشد غير مسؤول عن هذه الجرائم".
وخلص المحلل السياسي العراقي، فلاح المشعل، في ختام حديثه، إلى أن "عمليات الإقصاء والإقالة أو العزل ستطال الكثير من الشخصيات المتهمة"، في إشارة إلى إبعادهم عن صفوف هيئة الحشد الشعبي تمهيدا لاعتقالهم.
اقرأ أيضا: "ربع الله".. فصيل شيعي يثير الرعب ويمارس الابتزاز بالعراق
وكان موقع "بغداد اليوم" قد أكد أمس الاثنين، أن "قوة من أمن الحشد الشعبي اعتقلت 30 عنصرا من سرايا الخراساني، خلال مداهمة أمنية بحثا عنهم وعن أمين عام السرايا علي الياسري".
وأضاف: "خلال هذه المداهمة لم يكن أمين عام الخراساني، علي الياسري موجودا وسلم نفسه لاحقا لأمن الحشد"، مشيرا إلى أن "الياسري، كان متوجها إلى سوريا، وأوقف سفره، وعاد وسلم نفسه إلى مديرية أمن الحشد الشعبي".
بطاقة تعريفية
وعلى صعيد تأسيس "سرايا الخراساني" فإنه جرى على يد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بعد بدء المعارك في سوريا، وقد انتقلت السرايا إلى هناك للمشاركة في القتال، بحسب تقرير لـ"رويترز" في 25 شباط/ فبراير 2015.
وذكرت الوكالة أن مجموعة الخراساني تأسست بأوامر من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، لقتال تنظيم الدولة، وعكف على تأسيسها القائد الإيراني حميد تقوي، لكنه قتل لاحقا بمعارك في العراق ضد تنظيم الدولة.
وقد عادت "السرايا" إلى العراق مرة أخرى بعد سيطرة تنظيم الدولة على مدينتي الموصل وصلاح الدين بالعراق، وقد تولى القيادة حينها حميد تقوي، الذي يعد في الأصل أحد مؤسسي هذه المجموعة.
ويعتبر هذا الفصيل، هو الذراع المسلح لحزب الطليعة الإسلامي، والذي كان هدفه المعلن هو "الدفاع عن المقدسات والمقامات في سورية"، وقد جرى إدماجه بشكل كامل مع وحدات الحرس الثوري في سوريا.
وكان الأمين العام للسرايا على الياسري، قد أعلن خلال لقاء تلفزيوني مع قناة "بلادي" العراقية في آذار/ مارس 2017، أن السرايا تتبع ولاية الإمام الفقيه في إيران ولا تتبع النظام العراقي، مضيفا أنهم يدينون بالولاء إلى خامنئي لأنه يقدم لهم كل ما يحتاجون إليه من دعم.