قضايا وآراء

بين يدي اليوم العالمي لحقوق الإنسان

أحمد الشيبة النعيمي
1300x600
1300x600

يحتفي العالم اليوم باليوم العالمي لحقوق الإنسان وهو يوم جدير بالاحتفاء والتوقف أمامه. وأهم ما يمكن أن تتوقف أمامه الإنسانية بمختلف مكوناتها الدينية والثقافية، وباختلاف ألسنتها وألوانها هو موضوع كرامة الإنسان وحقوقه في هذا الكوكب.

هذا هو المشترك الذي يجب أن تتوافق حوله الشعوب والحضارات بدلاً من التوفق على التواطؤ مع الطغيان والتطبيع مع الاحتلال وسياسات تغليب المصالح ومساندة الديكتاتوريات على حساب حقوق الإنسان. 

ومن المناسب أن يتصادف الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق الإنسان مع نهاية العام الميلادي، والمفترض أن تناقش الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان في هذا اليوم التقارير الخاصة بالانتهاكات التي تتعرض لها حقوق الإنسان في الكثير من بلاد العالم ومنها بلادنا الإمارات العزيزة على قلوبنا.

 

إن الاحتفاء الحقيقي باليوم العالمي لحقوق الإنسان يجب أن يكون بتوافق الهيئات الدولية على إجراءات عملية لتطبيق العدالة ومواجهة القمع والدفاع عن المظلومين حتى لا يتحول هذا الاحتفاء إلى مجرد ظاهرة صوتية تمظهرية في الوقت الذي تتغلب فيها سياسات المصالح الاستعمارية على القيم الإنسانية.

 



لقد أشارت الكثير من التقارير الدولية الصادرة عن منظمات كبيرة كهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية وغيرهما أن انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات العربية ما تزال تتصاعد وأن جهاز أمن الدولة أخضع المعتقلين، بما في ذلك الأجانب، للقبض والاحتجاز التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري.و

 

كما هو معلوم فإن السلطات تفرض قيوداً كثيرة على حرية التعبير، وتزج بمنتقدي الحكومة في السجون حيث تحتجزهم في ظروف مزرية وتعاملهم معاملة بعيدة عن الآدمية، ولا يخفى ما حصل مع علياء عبدالنور التي توفيت بالسرطان ولم يسمح لها أن تعيش حتى آخر أيامها في سلام بل ماتت و هي مقيدة على سريرها. 

لم تكتفِ السلطات في الإمارات بالاعتقالات التعسفية و المحاكمات السياسية بل طالت المضايقات الكثير من أقارب المعتقلين الممنوعين من السفر و ومنهم من تم تجريده من الجنسية، ولم تتوقف انتهاكات النظام في حدود الدولة فقد تورط النظام في الكثير من جرائم الانتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن وليبيا ودول أخرى.

إن الاحتفاء الحقيقي باليوم العالمي لحقوق الإنسان يجب أن يكون بتوافق الهيئات الدولية على إجراءات عملية لتطبيق العدالة ومواجهة القمع والدفاع عن المظلومين حتى لا يتحول هذا الاحتفاء إلى مجرد ظاهرة صوتية تمظهرية في الوقت الذي تتغلب فيها سياسات المصالح الاستعمارية على القيم الإنسانية.

التعليقات (0)