كتاب عربي 21

ترامب وبايدن.. "ليس كل أولاد عبد الواحد واحد"!

سليم عزوز
1300x600
1300x600
لا أعرف ما إذا كان لفظ "المحفوظات" معروفاً على مستوى العالم العربي، أم أنه قاصرا علينا في المحروسة، فالمحفوظات هي مادة الشعر والنثر، إذ يُحفظ الأول ويُفهم الثاني، ولأن الغلبة لما يحفظ فلهذا سميت مادة المحفوظات.. من الحفظ!

وقد كانت الانتخابات الأمريكية فرصة للتأكد من أن تفاصيلها ضمن المنهج المقرر في هذه المادة، وعليه فقد تبارى كثيرون في إلقاء المحفوظات، والتعامل معها على أنها مسلمات لا تقبل الجدل، فيقول أحدهم بمنطق العاقل اللبيب إن السياسة الخارجية الأمريكية لا تتغير بتغير الرؤساء وتعاقبهم، فهي ثابتة إلى درجة الجمود، وهو تطور لمقولة كانت سائدة وهي أن السياسات جميعها واحدة، لأن الحاكم الحقيقي ليس الرئيس، ولكنها الإدارة، فأمريكا بلد مؤسسات، ولا تتغير سياستها بتغير الرؤساء!

وهذا تصور ينفي أن تكون لأي رئيس بصمته الخاصة، وكأن اختيار هذا المرشح وإسقاط ذاك هو من باب التسلية، ما دام لا يوجد هناك رئيس يحكم، فالحكم للمؤسسات!

ولا تعرف المقصود بهذه المؤسسات، لأنه بقراءة السياق تصل في النهاية إلى أنهم يقصدون إدارات غير مرئية ليست هي الرئيس وإدارته، تماماً كما يقول أحدهم إن الولايات المتحدة لا يعنيها سوى مصالحها، دون إجابة عن سؤال عن هذه المصالح في منطقة الشرق الأوسط!

ولأن ترامب كانت لديه سياساته المغايرة والواضحة تماما في الداخل الأمريكي، لذا فإن من يحفظون الأناشيد عن ظهر قلب تواضعوا واجتهدوا مع النص، ليكون الثابت هو السياسة الخارجية، فلا فرق بين بارك أوباما ودونالد ترامب، أو بين ترامب وبايدن!

وهو كلام تروج له أبواق السلطة في مصر، تماما كما يروج له خصومها. يفعل هذا الأولون حتى يؤكدوا على استمرار قوتهم، وهم يدركون أنها مستمدة من الرضا الأمريكي عليهم، وبعد أن وقفوا بكل ثقلهم خلف ترامب، ومن بين بيهم من دعا "اللهم انصر عبدك ترامب"، في حين أن الآخرين يفعلونه بدافع استعذاب العذاب، والخوف من عاقبة إظهار الفرح، في ظل تربية ترى أن السعادة قد تكون كاشفة عن أن مصيبة في الطريق، ولهذا فإن أحدهم إذا استغرق في الضحك، فإنه يستدرك: ليقول اللهم اجعله خيرا!

نسف المقطوعة الشعرية:

فهل صحيح أن السياسات الخارجية الأمريكية ثابتة لا تتغير بتغير الرؤساء وتغير توجهاتهم الحزبية؟!

وبنظرة عابرة على سياسات ترامب الخارجية؛ ستكون الإجابة التي تنسف المقطوعة الشعرية التي تقول بثبات السياسات الخارجية الأمريكية!

لقد انسحب ترامب من اتفاقية دولية حول البرنامج النووي الإيراني، التي وقعت عليها الدول الخمسة الكبار في مجلس الأمن (الصين، وفرنسا، وروسيا، وبريطانيا، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية)، وذلك في تموز/ يوليو 2015، قبل انتخابه بقليل!

وعلى خلاف من سبقوه، فقد سعى للتقارب الأمريكي مع كوريا الشمالية، وعقد قمتين مع الرئيس الكوري الشمالي؛ واحدة في سنة 2018 والثانية في العام الماضي، لكن تكمن المشكلة في أن خطته في الاحتواء قد فشلت، مع قائد يبدو ليست مستعداً للتنازل وليس قابلاً للاحتواء!

وفي السياق ذاته، سحب ترامب التمويل الأمريكي من اليونسكو، وقرر الانسحاب من الاتفاقات الدولية الخاصة بالمناخ، وأنهى علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بمنظمة الصحة العالمية!

ثم إنه فعل ما لم يفعله أحد من قبل عندما اعتمد القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها!

وإذ مثلت سياسته الخارجية لا سيما في هذه الملفات اختلافاً جذرياً عن سياسات من سبقوه، فلن يلتزم بها الرئيس الجديد، ولن يمر عام على حكمه حتى يكون قد ألغاها تماما، عدا نقل السفارة. ولا يعني هذا إنه لو كان هو الرئيس كان سيتخذ هذه الخطوة، فأين الثابت هنا في السياسة الأمريكية الخارجية؟!

وهل يمكن اعتبار التنديد الأمريكي للانتهاكات في ملف حقوق الإنسان في عهد الرؤساء الأمريكيين السابقين مع مبارك؛ متسقاً مثلاً مع هذا التواطؤ الجلي من قبل ترامب مع دكتاتوره المفضل؟!

لقد سيطرت هذه المحفوظات على أذهان البعض فمنعتهم من مجرد الفرح بسقوط الحليف الكبير لأنظمة الاستبداد العربي، إذ اعتبروا أن "أولاد عبد الواحد كلهم واحد"، وأن هذا من ذاك، بل إن هذا هو ذاك، فالسياسة الأمريكية ثابتة، فاذا كشفت أن الثابت الوحيد هو استمرار عقله خامداً، كان الرد: وهل بايدن هو المخلص؟! فننتقل بذلك إلى مستوى آخر، وهو أن هذه رؤية مرجعها إلى توقيع عقد زواج كاثوليكي مع الحزن، وأنها حالة من استعذاب العذاب!

من قال إن بايدن هو المخلص؟.. وهل يعقل أن تكون النظرة أنه هو وترامب واحد، وإلا فأنتم تنظرون اليه على أنه المخلص أو أنه خليفة المسلمين، أو زعيم الثورة الذي سيقوم من فوره بإسقاط السيسي؟!

المرشح المختار:

لقد انزعج نظام السيسي والأنظمة المعادية للثورة لسقوط ترامب، وهو مرشحها المختار، ولم تعمل حساباً لفوز المرشح المنافس، فلم تمد جذور الصلة معه، ولم تضع لنفسها خط رجعة. وسقوط ترامب مهما كان الفائز مدعاة للسعادة، بل وإبداء الشماتة في أنظمة لا ترقب في شعوبها إلا ذمة!

إن الأزمة في اختفاء اللون الرمادي بدرجاته لدى العرب عند التقييم، فإما أبيض أو أسود، وإما شيطاناً أو ملاكاً، فإذا قلت إن بايدن مختلف كان السؤال: هل تعتقد أنه المخلص؟! ولماذا ينزل لك المخلص وأنت متمدد على أريكتك تتحدى الملل؟!

إن إسقاط الدكتاتوريات هي مهمة الشعوب، وعندما حضر الشعب المصري ارتبكت الإدارة الأمريكية واختلفت، بين رأي لبايدن نفسه وهيلاري كلينتون مع استمرار مبارك، وبين آراء أخرى يمثلها الرئيس أوباما مع الانحياز للثورة!

وارتبكت نفس الإدارة أيضاً بعد وقوع الانقلاب العسكري بغطاء شعبي في 3 تموز/ يوليو، ولم تكن هذه رغبة الخارجية الأمريكية لكنها كانت رغبة أكيدة لوزير الدفاع الأمريكي الذي كان على اتصال يومي بنظيره المصري!

إن ترامب مكّن السيسي من أن يفترس معارضيه ومنافسيه، الأمر نفسه حدث مع ابن سلمان وهو يسجن أركان الدولة السعودية وأبناء عمومته ويجردهم من ممتلكاتهم، بل ويقتل الصحفي جمال خاشقجي بوحشية. ومن المؤكد أن بايدن أو غيره لم يكن ليوافق على هذا أو يستره!

وكانت إدارات سابقة تضغط على نظام مبارك، فيفرج عن معتقلين، وإزاء العجز عن نصرة هؤلاء المعتقلين، يصبح فوز بايدن إنجازا!

ولا أجد موشحاً يدفع الناس للقعود ويتركهم لليأس مثل هذا الذي يقول إن أمريكا لا تهتم إلا بمصالحها، وهذا صحيح، فهل تنتظر منها أن تهتم بمصالحك أنت؟ لكن العمل هو أن تصل لسيد البيت الأبيض الرسائل بأن النظام غير المستقر، يمكن أن يسقط فجأة فتتبدد المصالح!

هل سأل أحد عن المصالح الأمريكية في مصر مثلا؟!

إنها تقود العالم العربي!.. ويمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تعامل العرب من خلال القاهرة!

فما هي آخر مرة كلفت مصر بمهمة في هذا الإطار بعد قرار السماح بتدخل القوات الأمريكية لدحر الاحتلال العراقي للكويت؟!

وهل مصر يمكن الآن أن تقوم بأدوار كهذه؟ وهل الولايات المتحدة الأمريكية أو حتى إسرائيل يمكن أن تخاطب العالم العربي من خلال مصر، وزعامة جديدة بدأت تتشكل في أبو ظبي هي من تقود مصر في عهد السيسي، بديلاً عن الزعامة السعودية التي كانت تقود مصر في عهد مبارك؟! وعند توقيع اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان، لم يكن السيسي حاضرا في الحفل الساهر، واكتفى السيسي بأن يكتب منشورات تثمين لهذه القرارات!

ونأتي لبيت القصيد، إن الولايات المتحدة الأمريكية يهمها أمن إسرائيل، وهل هناك نظام بديل مثل تهديداً لأمن إسرائيل؟!

إن التهديد الحقيقي يكون في فوضى بعد إسقاط نظام السيسي، ولا يوجد نظام يمكنه الاستمرار وهو في عداء مستحكم مع كل أطياف الشعب!

هذه الرسالة التي ينبغي أن تصل، فهل لدينا رسل؟ أم أن الرسل متشائمون أيضاً لعدم وصول المخلص؟!

لا نريد رسائل أو رسل، إنما نطلب التوقف عن نشر الإحباط!

twitter.com/selimazouz1
التعليقات (4)
أحمد حمدي
الأربعاء، 11-11-2020 09:13 ص
في سيرك الانتخابات الأمريكية يمكننا قول أنه لا توجد ديمقراطية حقيقية في الولايات المتحدة الأمريكية. فحينما نتحدث عن انتخابات ديمقراطية فإننا نفهم أن الناخب يمكنه الاختيار بين التيارفهل وصلت الرسالة؟فهل وصلت الرسالة؟ات السياسية المختلفة التي تعارف عليها الناس في الغرب وهي في أبسط صورها ثلاثة توجهات (يمين / وسط / يسار)، ولما كانت هذه التوجهات غير كافية لكثير من الناخبين، فقد نشأ تياران آخران أحدهما يمكن وضعه على يمين اليمين، أو ما يسمى باليمين المتطرف، وآخر يمكن وضعه على يسار اليسار وهو ما يسمى باليسار المتطرف. معظم دول أوروبا الغربية توجد بها أحزاب تمثل هذه الاتجاهات الخمس. ويكون للناخب هنا اختيار حقيقي. في الحالة ا?مريكية نجد حزبان لا أكثر يمكن تصنيفهما على أنهما : يمين ويمين متطرف. إذا فالناخب الأمريكي ليس له الخيار المتاح للناخب الألماني أو النمساوي أو الدانماركي أو الفرنسي. أضف على ذلك ما ذكره بعض الكتاب أن السياسة الأمريكية لا تتغير بتغير الرئيس، بكل بساطة لأن الخطوط العريضة والخطوط الرفيعة لكل مستويات السياسة لا يحددها الرئيس بل تتحدد من خلال خطط طويلة الأجل يضعها مختصون في استحمار الشعوب. هؤلاء يُسمّون زورا "مستشارين" البيت الأبيض. والمُلاحظ أن هؤلاء باقون في أماكنهم، في حين أن الرؤساء يأتون ويذهبون. وإذا نظرنا إلى ما تفعله السياسة الأمريكية في منطقتنا العربية على مر السنين والديمقراطيين والجمهوريين، سنجد أنه لن تتغير السياسة الأمريكية فيما يخص المنطقة العربية، لأنها تُحَدّد مسبقاً في تل أبيب. قرأنا عن جو بايدن الذي نراه في الإعلام نقيضا لترامب أنه قال ما معناه: "لو لم تكن إسرائيل موجودة لأنشأناها من أجل مصالح أمريكا في الشرق الأوسط". العجيب أن مصالح أمريكا في الشرق الأوسط محفوظة تماما من صهاينة العرب، وإسرائيل تكلف دافع الضرائب الأمريكي مليارات الدولارات سنويا. فمن هنا يحافظ على مصالح من؟ من كتاب للمؤلف الألماني "يان فان هيلسنج" يتحدث فيه عن الأشخاص والمنظمات التي تتحكم في السياسة العالمية من الخفاء نقتبس، والترجمة من عندي، لأن الكتاب غير متوافر باللغة العربية : (ولا يسعني في هذا المضمار إلا أن أسرد ما قاله الرئيس ا?ميركي روزفلت حرفيا: "في السياسة لا يحدث شيء بصورة عفوية! وحينما يحدث شيء فَتَأَكَّدْ أنَّه خُطِّطَ له أن يحدث بهذا الشكل!") وقال فان هيلسنح في نفس الكتاب حين تحدث عن ما أسماه "سياسة بلا أخلاق أوسياسة بدون رحمة" : أنت ملك جديد لبلد ما وتريد أن تبقى ملكا على هذا البلد وأن تؤمّن كرسيك. فما عليك إلا أن تأتي بشخصين بطريقة منفردة، كل واحد على حدة، ويجب أن تتأكد من أنهم سيقومون بما تأمرهم به. الشخص الأول يُكَوِّن تحت رعايتك حزبا سياسيا ذا اتجاهات يسارية وتموله أنت وتنفق عليه. والشخص الآخر يُكَوِّن تحت رعايتك أيضا حزبا سياسيا آخرا ذا اتجاهات سياسية يمينية وتموله أنت أيضا وتنفق عليه. وبعد ذلك تنفق على الدعاية الإنتخابية للحزبين وذلك يتم بالتنسيق طبعا مع الشخصين المذكورين. وبذلك تكون على علم تام بما يدور في أذهانهم وعلى خططهم وعلى ما يريدون أن يقوموا به قبل أن يعلمه شخص آخر. و إذا أردت لأحد هذين الحزبين أن يتفوق على الآخر فما عليك إلا أن تزيد ميزانية الدعاية لذلك الحزب وتنقصها من الآخر. كلا من الشخصين يعتقد أنك تسانده وأنت بذلك صديق للطرفين! الشعب سيكون متفرق بين هذا وذاك ولن يعتقد أبدا أنك أنت، ملك البلاد، هو سبب هذه الفرقة السياسية. طبق هذا الكلام على الحالة الأمريكية لتعلم أن ممولين الحملات الإعلامية للمرشَّحَيْن هم الملوك الحقيقيون المنتفعون من نتائج الانتخابات أيا كانت نتيجتها، وانشد في مصطلح "اللوبي الصهيوني" ضالتك لتهتدي إلى حقيقة ما يجري في مملكة بني صهيون، التي تسمى في الإعلام "الولايات المتحدة الأمريكية"، فهل وصلت الرسالة؟ أحمد حمدي
عبدالله المصري
الأربعاء، 11-11-2020 07:58 ص
لا اعتقد انه ستكون هناك فوضى بعد ان يذهب السيس الى الجحيم ان شاء الله فقد تعلمنا درسا قاسيا جدا جدا و لن تقع مصر في يد اسرائيل مرة اخرى
ابو محمد
الأربعاء، 11-11-2020 07:39 ص
"الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ ? لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ? وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ? يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ? وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)" هذه المعجزة القرانية حدثت على عهد النبوة واري والله اعلم ان هذه الايات تنطبق على بايدن والاخير ويجب على المسلمين الفرحة بزوال هذا الخبيث . وادعو الله ان يجعل في بايدن خيرا للمسلمين والا تكون نفس فرحة الناس بخلع مبارك ثم جاء من هو شر منه
مرحباً بانتخاب بايدن!
الإثنين، 09-11-2020 06:59 م
نعم أتفق مع الأستاذ عزوز على وجوب أن تميّز بين الأشياء. صحيح أن موقف الرؤساء الأمريكيين عموماً، سواء كانوا من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، شبه ثابت من قضيتنا الفلسطينية، ولكن توجد فروق واضحة. فقد أراد ترامب طمس هذه القضية من جميع نواحيها فأقفل مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وقطع المساعدات المقدمة إليهم وأمر توابعه بوقفها أيضاً، وأوقف كل مساعدة عن الأونروا التي تعمل كلية من أجل الفلسطينيين، وحرض توابعه من بلدان العرب على الاقتداء به في معادة المقاومة الفلسطينية، واعترف بالقدس عاصمة للكيان، ونقل سفارة الولاايات المتحدة إلى القدس، واعترف بضم الإسرائيليين للجولان، واعترف بمشروعية استيلاء الكيان على قطاعات من الضفة الغربية. وهذه الأشياء كلها لم يفعلها أي رئيس سابق. ولذلك فمرحباً بانتخاب بايدن حتى من وجهة نظر القضية الفلسطينية. ولكن علينا أن نكون عمليين ونفصل هذه القضية عن باقي قضايانا عند تعاملنا مع الإدارة الأمريكية. فإن موقفها العدائي تجاه القضية الفلسطينية لا يمنع كل شعب من محاولة الحصول على تأييد الإدارة لقضيته في مواجهة الدكتاتورية وخاصة في حالة السيسي وعصابته. وعلينا ألا ننسى أن بايدن ما كان ليفوز بهذه الانتخابات لولا تأييد جماعات الأقليات المطحونة والمضطهدة ومن بينها السود واللاتينيون والمسلمون في أمريكا. نعم المسلمون. وكان بايدن أول رئيس يتوجه إليهم مباشرة بطمأنتهم على تلبية أهم مطالبهم. وتدور المناقشات الآن بين الجناح التقدمي ويمثله ساندرز والجناح الرئيسي لكي تعكس السياسات الأمريكية الجديدة مطالب هذه الشرائح المضطهدة. وأعتقد أنه بعد تقدم المسلمين في هذه الانتخابات بنجاح 57 منهم في عضوية المجالس المنتخبة اتحاديا وولائياً سيزداد وزنهم وتأثيرهم بشكل تدريجي. وأشجع الإخوان بوصفهم الفصيل الرئيسي للمعارضة في مصر على التواصل مع الإدارة الجديدة بكل شكل ممكن. يجب ألا ينسحب الإخوان من أي ساحة بل أن يحاولوا كسب ما يمكن كسبه، فإن معركتهم ومعركة الأحرار مع الدكتاتورية العسكرية يمكن كسبها بالنقاط وهذه من النقاط الهامة.