CNN: إصابة ترامب تتسبب بفوضى في الانتخابات وأزمة بالحكم

تشخيص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا يقدم تطورا جديدا في عام مليء بالاضطرابات، حيث يلقي الانتخابات، قبل شهر على إجرائها في حالة من الفوضى، ويزيد من الاحتمالات الخطيرة التي تشير إلى المزيد من الأزمات الأمريكية حول الحكم والأمن القومي في وقت محفوف بالمخاطر.

وقالت شبكة "سي إن إن"، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن هناك قلقا على صحة ترامب نفسه، الذي يعاني من السمنة ويبلغ من العمر 74 عاما من أن يتعرض لمضاعفات الفيروس.

وذكرت الشبكة أن "خطر تهديد صحة القائد العام للقوات المسلحة يدعو إلى الوحدة؛ لأنه يمكن أن يؤثر على أمن الدولة نفسها، خاصة إذا ما سعى أعداء الولايات المتحدة إلى تحقيق المكاسب واستغلال الفراغ المحتمل في القيادة".

اقرأ أيضا: ترامب يظهر برسالة مصورة قبل نقله إلى المستشفى (شاهد)

ويتعرض الاقتصاد، الذي يعاني أصلا من ضغوط كبيرة، في الولايات المتحدة، لضغط إضافي: حيث انخفضت العقود الآجلة للأسهم بمقدار 400 نقطة عندما اندلعت أخبار إصابة الرئيس، بحسب التقرير.

وتضيف "سي أن أن" أحد الأسئلة الأكثر أهمية، هو ماذا سيحدث بعد ذلك في انتخابات لا يفصلنا عنها سوى شهر واحد؟، فلن يكون أمام ترامب الآن خيار سوى إخراج نفسه من مسار الحملة الانتخابية لفترة طويلة.

والنتيجة الإيجابية بفيروس كورونا تعد كارثة لحملة ترامب السياسية؛ بالنظر إلى أنه متخلف عن بايدن في العديد من الولايات المتأرجحة، ويبدو بالفعل أنه بحاجة إلى حدث يغير قواعد اللعبة لصالحه ليخرج منها في الوقت المتقبي.

والمناظرة الرئاسية المقبلة التي كان من المقرر عقدها في 15 تشرين الأول/ أكتوبر في ميامي بات عقدها محل شك. وعلى الرغم من أن نتائج اختبار نائب الرئيس مايك بنس سلبية، إلا أنه كان بالقرب من كبار مساعديه والرئيس في البيت الأبيض الذي أصبح بؤرة لفيروس كورونا، لذا هناك شكوك من قدرته على مواجهة المرشحة الديموقراطية لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس.

الأخبار الصادمة عن إصابة ترامب، تعني أن بايدن معرض أيضا لخطر الإصابة بفيروس كورونا، الذي اجتمع مع الرئيس الصاخب عبر منصة داخلية لمدة 90 دقيقة خلال المناظرة يوم الثلاثاء، وفي التقرير.

وتشخيص ترامب بفيروس كورونا خلق لحظة حساسة لبايدن، الذي يجب أن يجد طريقة صحيحة في الأيام المقبلة لمعرفة ما إذا كان سيقلل من التزامات حملته الخاصة لمراعاة حالة الرئيس.

وما لم ينهكه المرض، سيظل ترامب قادرا على استخدام تويتر لإبقاء تصرفاته اليائسة والمتزايدة أمام الأمريكيين، ومن المرجح أن يكون لديه خط مفتوح مع وسائل الإعلام المحافظة في أثناء فترة حجره.

وفي مثل هذه الظروف، قد يكره بايدن تقليص ظهوره وعقد فعاليات افتراضية. ولكن نظرا لأنه المرشح الذي يتصدر استطلاعات الرأي، مع بدء المزيد من الولايات في مرحلة التصويت المبكر، فقد يحصل على بعض المزايا السياسية من تجميد حملته؛ نظرا لعدم قدرة الرئيس على القيام بحملة خارج واشنطن.

اقرأ أيضا: كيف تؤثر إصابة ترامب بكورونا على مسار الانتخابات وحظوظه؟

ولكن ماذا عن الأسوأ؟

إذا كان تدهور صحة ترامب يؤثر إلى هذا الحد على مسار الانتخابات، فماذا عن وفاته أو انسحابه من السباق؟

وناقش تقرير لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، ترجمته "عربي21"، تلك السيناريوهات الأكثر إثارة للفوضى والإحراج للتقاليد الديمقراطية الأمريكية.

وإذا أصيب ترامب بمضاعفات، بحسب التقرير، فمن المحتمل أن يجبره ذلك على الانسحاب من السباق الرئاسي، ويجب على الحزب الجمهوري تعيين إسم جديد لانتخابه على ورقة الاقتراع.

وبينما يحدد التعديل الخامس والعشرون من الدستور تولي نائب الرئيس السلطة عندما يكون الرئيس عاجزا، فإن ما يحدث عندما يصاب مرشح رئاسي بمرض ما أو ينسحب هو أمر غير معروف.

وأوضح التقرير أن غياب ترامب عن المشهد سيدفع الحزب الجمهوري لعقد مؤتمر طارئ، حيث يصوت الأعضاء من كل ولاية أو إقليم على المرشح الجديد، واستبدال اسمه على بطاقات الاقتراع.

ولكن تكمن المشكلة بأن تشخيص ترامب بفيروس كورونا يأتي قبل أقل من شهر من الانتخابات ومع إدلاء الملايين بأصواتهم في سباق أصبح بالفعل محتدما على البيت الأبيض، وفق التقرير، في إشارة إلى الاقتراع المبكر.

وكتب "ريك هاسن"، أستاذ القانون بجامعة كاليفورنيا حول هذه الحالة، قائلا: "ما هو مرجح هو أن الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد، مع وجود اسم المرشح المتوفى أو العاجز على بطاقة الاقتراع".

وأوضح السيد هاسن "عندئذ سيكون هناك سؤال واحد حول ما إذا كانت المجالس التشريعية في الولايات ستسمح لأعضاء المجمع الانتخابي في كل ولاية بالتصويت لشخص آخر غير المرشح المتوفى"، الذي صوت الناخبون فعليا له.

وعادة ما يرى نظام المجمع الانتخابي أن كل ولاية تحسب أصواتها الشعبية وفقا لقوانين كل ولاية على حدة.

وفي معظم الولايات، سيحصل المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات على جميع ناخبي الولاية الذين يتعهدون بالتصويت للفائز عندما يجتمعون في كانون الأول/ ديسمبر للإدلاء بأصواتهم في المجمع الانتخابي، وهو ما سيعتمد على قرار من المحكمة العليا حول ما إذا كان من الدستوري أن تلزم الولايات ممثليها بالمجمع الانتخابي بالتصويت للمرشح الذي فاز بالتصويت الشعبي في تلك الولاية، في حالة ما إذا كان المرشح قد انسحب أو توفي.

ومعظم قوانين الولايات لا تحدد ما إذا كان لا يزال يتعين على الناخب أن يصوت لمرشح متوفى، وإذا لم يكن كذلك، فمن يجب عليه أو يمكنه التصويت بدلا منه.

وعندما تمت كتابة هذه القوانين، لم تكن الهيئات التشريعية في الولايات تفكر في مثل هذا الاحتمال البعيد، بحسب الصحيفة.

ومع ذلك أصدرت المحكمة العليا مؤخرا حكما ضد ثلاثة ممن يطلق عليهم "أعضاء المجمع الانتخابي الخائنين"، الذين جادلوا بأنهم يستطيعون التصويت لأي مرشح يريدونه هم، بالانتخابات الرئاسية الماضية، سواء مالت كفة الناخبين له أم لا.

وانتهك الثلاثة، وهم بيتر شيافالو وليفي غويرا وإستر جون، تعهداتهم بدعم هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، لكن القضاء الأعلى حكم ضدهم وغرّمهم، وهو ما سيشكل قاعدة للانطلاق منها في النظر بقضية أوسع نطاقا تشمل انسحاب أو وفاة أحد المرشحين في وقت حرج جدا.