هي تقادير الله عز وجل أن يكون اليوم الذي تطبع فيه دولة
الإمارات مع دولة الكيان، هو اليوم الذي يستشهد فيه القيادي في الإخوان المسلمين في سجون السيسي الدكتور
عصام العريان، ولذي كان نائبا لرئيس حزب الحرية والعدالة وأحد نواب البرلمان
المصري السابق وأمين سر نقابة الأطباء المصرية.
لقد كان استشهاده رسالة للجميع بأن قيادات دول الثورة المضادة قد اتخذت القرار والقرار النهائي بأنها ماضية في طريقها حتى النهاية في محاربة كل من هو شريف ووطني، وأن هؤلاء الشرفاء خياراتهم ما بين القتل أو السجن أو الإبعاد خارج البلاد.
لقد كان السيسي أول المهنئين بعملية
التطبيع الإماراتية مع دولة الكيان، كيف لا وقد جاء إلى الحكم تحفه عناية ورعاية نتنياهو وتدعمه أموال ابن زايد وآل سعود؟ وفي الوقت نفسه كانت تطالعنا الأخبار بأن طائرة المساعدات الإماراتية التي هبطت في مطار بن غوريون كانت تحمل على متنها "طحنون بن زايد ومحمد
دحلان، وكان الغرض من الزيارة وضع اللمسات الأخيرة للاتفاق ما بين دولة الكيان ودولة الإمارات.
فشتان شتان ما بين منقلب على رئيسه عراب صفقات التطبيع والثورات المضادة، وما بين من استشهد من أجل قضيته في سجون الظلم.
إن هذا التوقيت الذي حدث فيه هذان الحدثان (ما بين استشهاد مقاوم وتطبيع خائن) لهي رسالة إلهية حول طبيعة الصراع القائم في الوقت الحالي؛ فلقد انقسمت الأمة الي فسطاطين، حق لا باطل فيه، وباطل لا حق فيه، ويستخدم أصحاب الباطل كل الأساليب من أجل تثبيت باطلهم والعمل على انتصاره في هذه المعركة، سواء ،كان ذلك شيوخ السلطان أو الذباب الإلكتروني أو غيرها من الأساليب، من أجل تغيير وعي الشعوب بأن يتحول العدو إلى صديق والصديق إلى عدو.
لكن هيهات هيهات، فما لاحظناه في هذه المدة، من ردة الفعل من أبناء الشعوب العربية والإسلامية، ليؤكد خيرية هذه الأمة، وإن نهج عصام العريان وإخوانه هو نهج ومنهج هذه الأمة، وإن تصور البعض بأن يد الباطل هي العليا، ولكنه علو مؤقت سيتبعه انهيار وذوبان وسيبقى منهج العريان وإخوانه هو الأصوب والأقدر علي قيادة هذه الأمة نحو التحرير. يسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا.