هي الخيانة الكبيرة، وليس هو الخنجر الأول من حاكم
الإمارات الفعلي محمد بن زايد في ظهورنا كمصريين وعرب ومسلمين وفلسطينيين، فقد أجهضوا من قبل ديمقراطيتنا وتسببوا بعزل وقتل رئيسنا المنتخب المرحوم محمد مرسي، واغتيال مفكرنا الدكتور عصام العريان قبل أيام في السجن، وخربوا ثورتنا بمالهم ومكرهم.
محمد بن زايد، هذا المتصهين الذي نفذ تعليمات ترامب بإعلان ما كان تحت الطاولة ضمن اتفاق مع الكيان الصهيوني لإنجاز تسوية مذلة وخيانة لقيم الأمة الإسلامية والقضية
الفلسطينية.
هي والله تسوية مهينة كافأوا بها الاحتلال على جرائمه التي لا تعد ولا تحصى، ومنها اغتيال القائد القسامي محمود المبحوح، رجل المقاومة ومخطط عمليات أسر الجنود الصهاينة، والذي أدخل إلى قطاع غزة السلاح الأكثر رعبا وجعل الاحتلال الصهيوني يعيد حساباته قبل أي اعتداء على أهل غزة الأبطال، ألا وهو الصواريخ الذي قضت مضاجع الاحتلال، هذا الاغتيال الذي شاركت به الإمارات فعليا من تحت الطاولة بحسب ما توصلت إليه تحقيقات أمن المقاومة الفلسطينية.
واليوم وكمواطنة مصرية اغتربت كرها عن وطني إرضاء للإمارات، فقد كنت مرتاحة للتحرك الإماراتي في بداية عاصفة الحزم ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، لكنني سأقف بالتاكيد مجددا ضد هذه الدولة المتعاملة مع الاحتلال والتي تريد تقديم الخدمات له طوعا أو رهبا، وعلى الجميع الآن أن يحذر من الانضمام عن علم أو جهل في مشروع
إسرائيل عبر الأدوات السعودية والإماراتية.
وأما استنكارهم للاعتراض التركي عليهم وتوبيخهم على خطوتهم مع الصهاينة، بحجة أن الاتراك يقيمون علاقات مع إسرائيل، فهو عذر أقبح من ذنب، لأنكم أولا أنتم العرب أصحاب القضية، وثانيا فإن نظام الرئيس أردوغان ورث هذه التركة الثقيلة من أسلافه أصدقائكم العلمانيين المتطرفين حكام تركيا السابقين.
لقد صادقتم على الخروج نحو إعلان الخيانة الرسمية المباشرة بعد عقود من ممارسة عمليات تطبيعية دنيئة من تحت الطاولة، خدمة للمشروع الصهيوني وكيانه في المنطقة، وتعلنوه اليوم كما أعلنتم الحرب من واشنطن على الشعب اليمني بحجة طرد إيران التي لم تجرؤوا على المس بها، بينما جزرتم في أطفال اليمن ولم تسعوا للم شمل اليمنيين جميعا ضمن تسوية مقبولة. من جديد تقدمون الخدمات المجانية للصهاينة في اتفاقية العار الجديدة، وتحت إشراف رعاة الإرهاب والإجرام في حق فلسطين ومقدساتها، الثنائي ترامب- نتنياهو، وفي سياق متطلبات المرحلة التي يحتاجها هذا الثنائي بعد سقوط ما يسمى صفقة القرن، وانهيار أجندة تصفية قضية فلسطين ومعها المستقبل السياسي للثنائي المشؤوم.
هذه الخطوة لا تعدو أن تكون حركة إعلامية ساقطة مكشوفة للدعاية الصهيو-تطبيعية وتقديم خدمة انتخابية لكل من ترامب ونتنياهو في الوقت الضائع.
لقد أضحت الإمارات كما وصفها برلمانيون أتراك بالأمس: مجرد أداة كومبارس ملحقة بأجندة المشروع الصهيو- أمريكي في المنطقة، سواء في محاولات تصفية القضية الفلسطينية أو في محاور صناعة الفوضى والخراب في أكثر من قطر عربي، خاصة في اليمن وليبيا وسوريا وتونس. وما أقدم عليه نظام القبيلة في الإمارات، لا يساوي المداد الذي كتب به، لأنه ليست لهم أية صفة في الاتفاق عليه، ولأنه لم يكلفهم أحد بالحديث بالنيابة عن فلسطين، وليسوا مؤهلين لذلك، وقد أدانه بأشد العبارات كل ممثلي الشعب الفلسطيني مثل "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي"، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".
ويبقى السؤال: أين الشعوب، وخاصة شعب مصر العظيم الذي بات أسير الخوف والجوع بسبب السيسي الخزمتشي عند بن زايد وإسرائيل؟
* ناشطة مصرية ضد التطبيع
[email protected]