ملفات وتقارير

إلى أي مدى أحرج هجوم "بئر العبد" السيسي وتفويضه بليبيا؟

هجوم بئر العبد أوقع قتيلين و 4 إصابات- جيتي
هجوم بئر العبد أوقع قتيلين و 4 إصابات- جيتي

أثار الهجوم على معسكر للجيش المصري، بمنطقة بئر العبد شمال سيناء، أمس الثلاثاء، تساؤلات حول التوقيت والدلالات، بعد يومين من حصول رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، على موافقة البرلمان، لتنفيذ عمليات خارج الحدود، بالاتجاه الغربي للبلاد بالإشارة إلى تدخل في ليبيا.

وقال الجيش المصري إن عسكريين قتلا في هجوم الأمس، والذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن، في حين أصيب أربعة وقتل 18 مسلحا بعد التصدي للهجوم.

وقال الجيش إنه "نجح في إحباط محاولة هجوم لمن وصفهم بالعناصر التكفيرية على أحد الارتكازات الأمنية بمنطقة بئر العبد باستخدام 4 عربات مدرعة وعدد من العناصر التكفيرية". وقام بمطاردة المهاجمين بالاستعانة بالقوات الجوية، وقصفهم ما أسفر عن مقتل 18 فردا منهم شخص يرتدي حزاما ناسفا.

وتأتي العملية بعد هدوء نسبي، وتراجع زخم العمليات، خلافا للهجمات المكثفة التي كانت تقوم بها "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم الدولة، والتي كبدت القوات المصرية خسائر كبيرة في الأرواح والمواقع العسكرية.

 

إقرأ أيضا: برلمان مصر يمنح السيسي "تفويضا" للتدخل العسكري في ليبيا 

 

لكنها تزامنت في الوقت ذاته مع التفويض، الذي يلاقي أصواتا معارضة عديدة، على اعتبار أن الجيش لم ينته من "مأزق سيناء" الداخلية، ليفكر في تنفيذ عمل خارجي، وفق مراقبين.

وكان مغردون مصريون دشنوا على مواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء، وسما بعنوان "أنا مفوضتش"، للتأكيد على رفضهم التام لقرار مجلس النواب المصري بتفويض رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، في إرسال قوات خارج الحدود بالاتجاه الغربي بدعوى "الحفاظ على الأمن القومي".

وتتقاطع الانتقادات الموجهة للسيسي بالانشغال في ليبيا، على حساب الوضع الداخلي في سيناء، مع تقارير عبرية تتحدث عن أن المتابعة الأمنية الإسرائيلية للتطورات الميدانية الجارية في شبه جزيرة سيناء، تشير إلى "عدم وجود حالة من الاستقرار الأمني فيها".

وأضاف إيهود يعاري في مقاله على القناة العبرية 12، ترجمته "عربي21" أنه "منذ عملية النسر في عام 2012، التي شنها الجيش المصري عبر سلسلة من الهجمات الكبرى، وبموافقة إسرائيل ومساعدتها النشطة للغاية، بهدف تطهير سيناء من المنظمات المسلحة، لكنها اليوم بعد مرور كل هذه السنوات اتضح أنها دون جدوى، بدليل توجه العناصر المسلحة باتجاه كمائن الجيش، ومداهمة معسكراته".

 

عدم كفاءة

الباحث والناشط السيناوي، أبو الفاتح الأخرسي، قال إن هجوم الأمس، يكشف "إلى أي مدى يعاني الجيش المصري من عدم جاهزية، أو قدرات كافية للدفاع عن نفسه في سيناء، وحماية مقراته".

وأوضح الأخرسي لـ"عربي21"، أن "الوضع سيكون أكثر سوءا في حال تنفيذ عمليات عسكرية في عمق مئات الكيلومترات داخل الحدود الليبية".

وأضاف: "المصادر التي تواصلنا معها من داخل سيناء، أفادت بتدمير الكمين بالكامل، خلال الهجوم، وقتل وجرح جميع من فيه، وبالتالي التحرك نحو ليبيا سيكون رحلة إلى مستنقع جديد، بعد غوصه في مستنقع سيناء والذي لم يحسم بعد، في ظل انتهاكات خطيرة يقوم بها الجيش بحق السيناويين، عملية الأمس تشكل إحراجا كبيرا للسيسي".

وتابع الأخرسي: "تجربة اليمن لا تزال في الأذهان، أيام عبد الناصر، وخسرت فيها مصر عشرات آلاف الجنود، والوضع في ليبيا ليس حديثا عن عدة مقاتلين من تنظيم الدولة، بل قوات لحكومة معترف بها دوليا، ولديها إمكانيات ومعدات لا تقارن بولاية سيناء".

 

العدو يأتي من الشرق

 

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور سيف الدين عبد الفتاح: إن "التاريخ والجغرافيا، يؤكدان أن أعداء مصر يأتون دائما من الشرق، ولم يسبق أن هددت مصر من الغرب سوى مرة واحدة إبان تمدد الفاطميين".

 

وأوضح عبد الفتاح لـ"عربي21"، أن "سيناء التي تجاورها دولة الكيان الصهيوني، وهو العدو الاستراتيجي القائم في الشرق، أولوية قصوى للأمن القومي المصري، ليس على طريقة السيسي التي نراها منذ سنوات، لكن عبر رؤية استراتيجية بمواجهة الخصوم المتمثلين بالاحتلال لا غيرهم".

ولفت عبد الفتاح إلى أن الانقلاب، "أعلن بنفسه، أن عاما أو أكثر، هو ما يلزمه من أجل إنهاء الوضع في سيناء، وتطهيرها من الإرهاب، وإذا بالأمر يمتد سنوات، ويأتي هجوم بئر العبد، بالتزامن مع احتفال إثيوبيا بملء السد".

 

اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: الوضع بسيناء كئيب وجيش مصر تخلى عن المواجهة


وأضاف: "النظام يفتعل المعارك الوهمية مثلما يفعل بملف ليبيا، ويزيف مفهوم الأمن القومي المصري، بالاتجاه غربا ونسيان ما يترتب عليه فعله حقيقة في سيناء، التي صنع منها فناء خلفيا لدعم الاحتلال الصهيوني".

وقال إن عملية بئر العبد، "تعطي دلالة واضحة، رغم أنف السيسي، أن سيناء صلب الأمن القومي الحقيقي، الذي تغافلوا عنه، نحو الانشغال بمسألة في أدنى سلم الأولويات صوب ليبيا، وهو انشغال متعمد وخيانة للقضايا الأساسية في الأمن القومي المصري".

لكن عبد الفتاح أكد في الوقت ذاته، أن السيسي "لا يأخذ ما يتحدث عنه في ليبيا على محمل الجد، ولو حرك قوات إلى هناك، وهو يقوم بهذا الدور لأغراض يمثل فيها أطرافا أخرى ويعمل بالوكالة عنها، لإشعال جبهة لمصلحة دول أخرى مثل الإمارات".

وتابع: "لن تتطور الأمور لمواجهة مباشرة مع تركيا، ودرس اليمن، لا يزال ماثلا، إلا إن كان السيسي يحاول القضاء من كل الطرق على الجيش المصري كقوة للمواجهات الاستراتيجية، ومن خان وغدر سابقا يمكن أن يخون ألف مرة".

التعليقات (2)
ابوعمر
الخميس، 23-07-2020 09:50 ص
السيسي يرأس مليشيات مسلحة..مثله مثل الحرامي القاطع للطريق...
مصري
الخميس، 23-07-2020 01:41 ص
الوضع فى سيناء هو جماعات مسلحة تتقاتل فيما بينها و لا يوجد لما يسمى بالجيش المصرى فقد اندثر و حلت محله عصابات السيسي كلب تل ابيب وهم من المرتزقة الذين يستقوون على العزل من النساء و الاطفال .