هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
باتت مصر على أعتاب المرحلة الثالثة من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مع تسجيل 656 حالة موثقة، نتج عنها 41 وفاة، حتى فجر الثلاثاء.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية، السبت، عزل قرى ومدن في نحو 10 محافظات؛ كإجراء احترازي لمنع انتشار فيروس "كورونا"، دون أن تشير إلى تفاصيل حول القرى والمدن المعزولة، ما أثار المخاوف بشأن تفاقم الأزمة في بعض الأماكن، وسط تكتم حكومي.
وقال المتحدث باسم الوزارة، خالد مجاهد، في تصريحات نقلتها صحيفة "الشروق" المحلية، إن كل أجهزة الدولة تشترك في هذا العزل، بتقليل الزيارات، وضمان بقاء الأفراد في المنزل لمدة 14 يوما، واتباع الإرشادات الوقائية.
وفي إطار إجراءات السلطات المصرية للحد من انتشار الفيروس، بدأت منذ الأربعاء الماضي حظر تجوال ليلي في جميع البلاد. فيما اتخذت قرارات أخرى، بينها تعليق الدراسة، وغلق جميع المطاعم والمقاهي، وتخفيض العمل بالقطاعين العام والحكومي.
اقرأ أيضا: لماذا اعتبر أطباء مصر زيادة السيسي لرواتبهم مخيبة للآمال؟
تحذير الصحة العالمية
كان وزير الدولة للإعلام، أسامة هيكل، ألمح إلى احتمال اللجوء إلى المرحلة الثالثة والحاسمة (حظر شامل) في حال وصل عدد المصابين ألفا، قائلا: "مصر تواجه أزمة كورونا في المرحلة الثانية، التي من المفترض أن تضم أعداد مصابين تتراوح ما بين مئة وألف، وفقا للتقديرات العالمية لمنظمة الصحة العالمية".
فيما حذرت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، في وقت سابق، من تهاون بعض المواطنين في اتباع إجراءات الوقاية اللازمة خلال الأسبوع السابع لانتشار الفيروس، الذي بدأ الأحد.
وفي مؤشر على احتمال تزايد عد المصابين؛ دعت منظمة الصحة العالمية، الإثنين، السلطات المصرية إلى توفير مزيد من أماكن الرعاية الصحية، تحسبا لاحتمال أن تشهد البلاد انتقالا على نطاق أوسع لفيروس كورونا المستجد.
بيانات سياسية لا صحية
علق المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية سابقا، يحيى موسى، بالقول: "بكل أسف، أقول إن الفرصة الوحيدة للسيطرة على الوباء وتحجيم الخسائر قد فقدناها، بالتأخر المتعمد في إعلان وصول الوباء لمصر، وفي اتخاذ إجراءات تقييد الحركة والتجمعات".
مضيفا لـ"عربي21": "البيانات اليومية الصادرة عن وزارة الصحة، والمقصود منها إظهار السيطرة على الوباء، تجعل نسبة وفيات الفيروس في مصر هي الأعلى عالميا بواقع 10 بالمئة من المصابين، وبالقطع هي بيانات سياسية لا صحية".
وشكك المتحدث السابق في صحة البيانات التي تعلنها الحكومة المصرية، قائلا: "هناك تفسيرين لهذا الأمر؛ إما أن التحليلات لا تجرى من الأساس إلا بمعدلات معينة، أو أن النتائج يتكتم عليها. وعلى ذلك فإن الاستماع لصوت العقل بدعم خط الدفاع الأخير ضد الوباء، المتمثل في الكادر البشري، ربما يحد ولو قليلا من نتائج الكارثة أو يؤخر وقوعها".
تداعيات الأسوأ لم تأت
وصف المحلل السياسي والاقتصادي، محمد السيد، تعامل الدولة من الأزمة بـ"الغباء"، قائلا: "تعاملت الدولة بغباء مع فيروس كورونا، واستخدمت الأبواق الإعلامية في النفي المطلق لوجوده، في الوقت الذي وصلت أعداد من مواطني بعض الدول تحمل الفيروس إلى كل من فرنسا وكندا وأمريكا وألمانيا وحتى لبنان قادمة من مصر".
وأضاف لـ"عربي21": "الهدف من الإنكار كان بدافع الحفاظ على موارد السياحة، ولم تأخذ الدولة في اعتبارها خطورة انتشار هذا الفيروس، وضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تفشيه، وعندما أصبح النظام أمام واقع فرضته الصحف الغربية بأن مصر تصدر الفيروس للخارج، والحديث عن وجود بؤر للفيروس فيها، أعلنت الحكومة عن بعض الإصابات، وبدأت في تحذير المواطنين".
ورأى السيد أنه "كان من المفترض تطبيق الحظر الشامل لمنع انتشار الفيروس، مع الأخذ في الاعتبار مراعاة الفئات المتضررة التي لا تملك قوت يومها، لكن النظام الذي رصد حزمة مقدارها 100 مليار جنيه للقطاعات المتضررة، أعلن عن صرف 500 جنيه فقط للعمالة اليومية"، مشيرا إلى أن "خوف النظام الآن من إجراء تنفيذ حظر شامل هو كيفية تأمين احتياجات ملايين الفقراء، فالأسوأ لم يأت بعد".
اقرأ أيضا: جائحة "كورونا" تقتل قرابة 37 ألفا.. هذه حصيلتها خلال 24 ساعة