قضايا وآراء

لغز زيارات إسماعيل هنية المؤجلة إلى موسكو

حازم عياد
1300x600
1300x600

مرت 3 سنوات على آخر جولة لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية للدوحة وبيروت في العام 2016؛ تبعتها محاولات متكررة للقيام بجولات مماثلة تشمل عددا من الدول العربية والإسلامية لتمتد إلى العاصمة الروسية موسكو.

 

تأجيل غير مفهوم

تعددت الإعلانات عن جولة مرتقبة لرئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية على مدى الأعوام الثلاثة كان آخرها الإعلان عن جولة محتملة لرئيس المكتب السياسي هنية في كانون الثاني (يناير) 2019؛ أجلت إلى شهري نيسان (أبريل) وأيار (مايو) من العام الحالي؛ جولة طال انتظارها لمدة عام كامل ليعلن عنها أخيرا الشهر الحالي كانون الأول (ديسمبر) الجاري .

عمليات التأجيل المتكررة تطرح شكوكا قوية وتساؤلات معقولة حول إمكانية إتمام إسماعيل هنية جولته؛ فهل سيدشن هنية زيارته إلى القاهرة الاثنين الموافق 2 كانون أول (ديسمبر) الحالي بزيارة موسكو؛ أم إن مصير هذه الجولة كسابقاتها من الإلغاء والتأجيل؛ علما بأن الخارجية الروسية لم تؤكد من جهتها زيارة هنية إلى موسكو.

 

هل سيتمكن رئيس المكتب السياسي للحركة من كسر الحصار وتجاوز المعيقات وإتمام جولته التي طال انتظارها منذ ثلاث سنوات؟ إنه سؤال يزداد إلحاحا مع غروب شمس كل يوم من الأيام الأربعة التي تلت وصول هينة إلى القاهرة .


عام كامل وإعلانات متكررة عن زيارة مرتقبة لموسكو لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية لا يعلم الأسباب التي وقفت خلف تأجيلها بعد دعوة وجهها السفير الروسي في فلسطين حيدر رشيد في 28 آب (أغسطس) من العام 2018؛ وتوّجها نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف ومن بعده وزير الخارجية سيرغي لافروف بلقاء كل من عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق وحسام بدران في موسكو أكثر من مرة كان أبرزها اللقاء الذي أعلن عنه في 15 تموز (يوليو) من العام الحالي وجمع عشرة من الفصائل الفلسطينية من ضمنها وفد حركة "فتح" في موسكو على أمل إنهاء الانقسام الفلسطيني.

 

وفود في موسكو

الجهود الروسية والمحاولات سبقها استقبال موسكو لوفد حركة "حماس" في شباط (فبراير) الماضي وتبعها لقاء في تشرين ثاني (نوفمبر) من العام الحالي؛ كثافة غير مسبوقة مع إصرار على إتمام اللقاء بين رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية والمسؤولين الروس الذين يبدون حرصا كبيرا على استضافة هنية في موسكو؛ إلا أن الإعلانات المتكررة وعمليات التأجيل غير المتوقعة تدفع موسكو للصمت بانتظار موقف القاهرة؛ في حين تبدي الحركة ورئيس مكتبها رغبة قوية وتقوم بمحاولات متكررة لإطلاق جولة تتوج بزيارة العاصمة الروسية موسكو .

الأسئلة تتكرر في كل مرة هل سيتم إنجاز الجولة؟ وهل سيتمكن رئيس المكتب السياسي للحركة من كسر الحصار وتجاوز المعيقات وإتمام جولته التي طال انتظارها منذ ثلاث سنوات؟ إنه سؤال يزداد إلحاحا مع غروب شمس كل يوم من الأيام الأربعة التي تلت وصول هينة إلى القاهرة .

رغم التحفظ الكبير على إمكانية إتمام الجولة إلا أن الإعلان عن جولة جديدة نهاية هذا العام يظهر حرص حركة "حماس" على إطلاق جولة إقليمية ودولية يتزعمها رئيس الحركة هنية تترافق مع وعود مصرية على الأرجح وتترافق مع تصريحات إسرائيلية توحي بأن هناك تقدما في ملف المفاوضات الذي تديره القاهرة والمتعلق بالأسرى الصهاينة لدى حركة "حماس"؛ وإنشاء مطار وميناء على شواطئ غزة وإنشاء مستشفى ميداني عند معبر بيت حانون "إيريز" شمال قطاع غزة .

كان لافتا في الإعلانات الأخيرة أنها جاءت على لسان وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بينت الذي يتولى حقيبة (الدفاع) ومترافقا مع عمليات نقل لمعدات المستشفى الميداني إلى معبر بيت حانون؛ انفراجة سياسية من الممكن أن تفضي إلى صفقة لإطلاق الأسرى في سجون الاحتلال وتهدئة طويلة الأمد يبحث عنها نتنياهو وأعضاء حكومته وحزبه إلى جانب حلفائه على أمل أن يعزز من فرصه في الانتخابات المقبلة.

ختاما: الإجابة على تساؤل جولة هنية وزيارته إلى موسكو بات لغزا كبيرا، فالإقامة في القاهرة قد تطول إلى حين حسم بعض الملفات الأمنية والسياسية، وهي مسألة يصعب تحقيقها دون مشاورات موسعة داخل حركة "حماس" بأجنحتها السياسية والعسكرية؛ ما يعني أن الغموض سيبقى العنصر المهيمن على احتمالات مغادرة وفد حركة "حماس" برفقة هنية القاهرة في جولة إقليمية؛ غموض يؤكده الصمت الروسي والمصري؛ فالجولة لازالت في حكم المجهول لم يحسم أمرها بعد حتى اللحظة بين غزة والقاهرة وموسكو وما وراءهما.

التعليقات (0)