ملفات وتقارير

إطلاق حملة "رجعوا ولادنا".. لإعادة أردنيين اعتقلتهما مصر

مطالبات باستدعاء السفير المصري في عمان- أرشيفية
مطالبات باستدعاء السفير المصري في عمان- أرشيفية

طالبت عائلة الشاب الأردني عبد الرحمن الرواجبة المعتقل في مصر منذ ما يقارب الأسبوع، السلطات الأردنية بالتدخل فورا للإفراج عن ابنهم وزميله ثائر مطر، اللذين تتهمهما السلطات المصرية بالمشاركة والتحريض على التظاهر، الأمر الذي نفته العائلة جملة وتفصيلا في حديث لـ"عربي21".

وقال أنس الرواجبة شقيق المعتقل عبد الرحمن، إن "شقيقه الذي يبلغ من العمر 24 عاما قصد مصر، للبحث عن فرصة عمل في مجال السينما، وكان حلمه دوما العمل في هذا المجال، و قبل 8 شهور حصل على دعوة من مخرج مصري يدعى باسل رمسيس، للمشاركة في ورشة تدريبية على الإخراج والمونتاج ما دفعه إلى السفر هناك على أمل إيجاد مستقبل له في هذا المجال.

ويتابع شقيقه: "يسكن عبد الرحمن في شقة مستأجرة في القاهرة، وفجر الثلاثاء الماضي قامت الأجهزة الأمنية باعتقاله من بيته وفي نفس اليوم مساء تمت فبركة اعترافات لعبد الرحمن في برنامج الإعلامي المصري عمرو أديب، تظهره على أنه شيوعي يدعم مرسي ويناهض السيسي".

وأكد: "نحن متأكدون أنها اعترافات تحت الضغط، كون عبد الرحمن لا يلتفت إلا لعمله ويحلم بأن يصبح مخرجا".

ودعت العائلة الخارجية الأردنية للعمل من أجل الإفراج عن عبد الرحمن وصديقه ثائر مطر، وناشدت الملك عبد الثاني، للاطمئنان بشكل عاجل على صحة عبد الرحمن وصديقه، وإعادتهما إلى البلاد.

وكان الإعلام المصري نشر اعترافات مصورة لشابين أردنيين، قالا فيها إنهما شاركا بالتظاهرات ضد النظام المصري وإنهما ينتميان للحزب "الشيوعي الديمقراطي الأردني". رغم عدم وجود حزب بهذا الاسم تحديدا في الأردن.

وأطلق ناشطون حملة بعنوان "رجعوا ولادنا" ممثلة بأُسر وأصدقاء المعتقلين "ثائر مطر" و"عبدالرحمن الرواجبة"، وقالت الحملة في بيان صحفي وصل "عربي21" نسخة منه: "بعد مرور أيّام من الاعتقال، نطالب الجهات الرسميّة، الممثّلة للمملكة الأردنية الهاشميّة في جمهوريّة مصر العربيّة، بالتّحقق من سلامة وصحّة المواطنين الأردنيين "عبدالرحمن الرواجبة" و"ثائر مطر" الجسديّة والنفسيّة ومكان اعتقالهما بمعلومات مؤكَّدة، ونقدّر جهود السّلطات الأردنيّة ممثّلة بوزارة الخارجيّة وسفارتنا في القاهرة لمتابعتها للقضيّة".

 

اقرأ أيضا: كيف حول الإعلام المصري مواطنا أردنيا إلى شيوعي يدعم الإخوان

 ودعت الحملة إلى "توكيل محامٍ من طرف السّفارة الأردنية في القاهرة للتمثيل القانوني للمعتقلين الأردنيين خلال فترة التّحقيق؛ بما يضمن إجراءات عادلة وشفّافة، التزاماً بحقوق المتّهمين في الدّفاع والمحاماة المنصوص عليها في القانون المصري والمواثيق والمعاهدات الدوليّة".

بدوره قال السفير الأردني في القاهر، علي العايد لـ"عربي21" إن "السفارة تتابع قضية الشابين الأردنيين بشكل مكثف"، بينما قالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان صحفي، إن "الشابين قيد التحقيق بحسب ما أبلغت السلطات الأمنية المصرية السفارة الأردنية في القاهرة، ويجري التأكد من أنهما بصحة جيدة ويتلقيان معاملة حسنة".

وطالب النائب الأردني خليل عطية، الحكومة الأردنية باستدعاء السفير المصري في عمّان، واستخدام أوراق ضغط على النظام المصري، للإفراج عن المواطنين الأردنيين على غرار ما فعلت السودان.

وتابع في حديث لـ"عربي21" بأنه "يجري اتصالات مكثفة مع الخارجية الأردنية ومع نواب في مصر للعمل على الإفراج عن الشابين".

أما عائلة الشاب ثائر مطر (24 عاما)، فاستغربت ما لفق له من اعترافات مفبركة وتلفيق، واعتباره كبش فداء، وتساءل شقيقه نجم مطر في حديث لـ"عربي21": "كيف كان ثائر يحرض على الثورة في عام 2011 كما أثير بالبرنامج التلفزيوني، وكان عمره 15 عاما ولا يملك جواز سفر".

ويتابع بأن "شقيقه ذهب إلى مصر لتعلم اللغة الألمانية، ولا يوجد له أي انتماءات سياسية، وتم اعتقاله من الشارع بعيدا عن ميدان التحرير".

شيوعي يدعم مرسي!!

بدوره، فند الحزب الشيوعي الأردني، ما ورد من الاعترافات المتلفزة للشابين الأردنيين، وقال الناطق باسم الحزب عمر عواد لـ"عربي21" إن " قيادة الحزب الشيوعي الأردني تؤكد أن المواطنيْن الأردنييْن اللذين عرض الشريط التلفزيوني صورهما واعترافاتهما، غير منتميين للحزب الشيوعي الأردني، بعكس ما أورده الشريط على لسانهما".

ويرى أن "الشريط الذي بثته المحطة الفضائية تعمّد التوظيف السياسي وترافق مع درجة عالية من الإثارة والابتعاد عن الموضوعية وخروج على أصول المهنية الصحفية والإعلامية. كما أن بث اعترافات لمواطنين من على شاشة محطة تلفزيونية وقبل صدور حكم قضائي يتعارض مع أحكام القانون. فالاعترافات يعتد بها فقط حينما تعرض أمام قاضي المحكمة المختصة".

وشدد على أن "الاعترافات المزعومة للمواطنيْن الأردنييْن فيها تناقضات صارخة، لا يقبل بها عقل سليم ولا يقرها منطق قويم. فالمبادئ والقيم الاشتراكية العلمية التي يتمسك بها الشيوعيون تتعارض تماماً مع أي فكر سياسي أو أيديولوجي يسترشد بأي من أشكال السلفية الدينية وحتى العلمانية، فما بالك بالسلفية الجهادية كالتي تواجهها الدولة المصرية منذ أعوام؟ وكيف يمكن لإنسان ينتمي لحزب ما، أن لا يعرف اسمه الصحيح؟".

 

التعليقات (0)