صحافة دولية

عمرو دراج: صفقة القرن ستزيد من جرائم النظام المصري بسيناء

دراج: صفقة القرن ستجعل من الصراع في سيناء أكثر دموية وأكثر تدميرا وأكثر امتدادا- جيتي
دراج: صفقة القرن ستجعل من الصراع في سيناء أكثر دموية وأكثر تدميرا وأكثر امتدادا- جيتي

نشر موقع "ميدل ايست آي" في لندن مقالا لرئيس المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، ووزير التخطيط والعلاقات الدولية المصري السابق، عمرو دراج، يقول فيه إن خطة الرئيس الأمريكي للسلام ستجعل الصراع في سيناء أكثر دموية، وأكثر تدميرا وأكثر تعقيدا.

 

ويقول دراج في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن ورشة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "السلام من أجل الازدهار"، التي عقدت في البحرين، لم يحضرها المسؤولون الفلسطينيون ولا الإسرائيليون، وافتقر المؤتمر، الذي يصفه البيت الأبيض على أنه "رؤية لتمكين الشعب الفلسطيني"، إلى حتى متحدثين سياسيين يمثلون البلدان المجتمعة.

 

ويرى الكاتب أن "تلك الورشة لا تشكل سوى خطوة ضمن مخطط كبير للمنطقة، والمصطلح المستخدم في المنشورات هو مصطلح (فلسطين الجديدة) وإقامتها هي الهدف النهائي في خطة ترامب المسماة (صفقة القرن)".

 

حل الدولة الجديدة

 

ويشير دراج إلى أن "صفقة القرن تقوم على فكرة أنه لأجل إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فإنه يجب إهمال فكرة حل الدولتين، كما يجب رفض فكرة (حل الدولة الواحدة) التي يعيش فيها المسيحيون والمسلمون واليهود تحت حكم ديمقراطي".

 

ويفيد الكاتب بأن "طريقة التفكير تجاه هذه الحلول هي أنها تهدد تصنيف إسرائيل على أنها دولة اليهود ذات السيادة، وتعرضها للتحول إلى دولة أبارثايد".

 

ويجد دراج أنه "لذلك تم التفكير بـ(حل الدولة الجديدة)، تتألف من غزة موسعة، ونصيب أصغر من الضفة الغربية وبعض المناطق في أطراف القدس، وهو ما سيصبح الوطن الجديد والدائم للفلسطينيين، وأقر مهندس هذا الحل، وهو مستشار ترامب وزوج ابنته جاريد كوشنر، هذا الأسبوع بأن للفلسطينيين حق (تقرير المصير)، لكنه رفض تأييد الدولة الفلسطينية". 

 

ويقول الكاتب إن "ما هو مقلق أن إدارة ترامب نفسها تشك في إمكانية نجاح حل الدولة الواحدة، ونشرت صحيفة (واشنطن بوست) تقريرا يفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو قال خلال اجتماع مغلق مع القيادات اليهودية، إنه يمكن للشخص الاحتجاج بأن الخطة (غير قابلة للتنفيذ)، وقد لا (تحصل على قوة دفع)". 

 

ويبين دراج أنه "مع ذلك، فإن الأشخاص المعنيين بالموضوع سيمضون قدما في الخطة، ومن الأمور الأساسية للخطة، التي يصفها أحد الزعماء الفلسطينيين بأنها (تصفي) القضية الفلسطينية، هو الجنرال الذي تحول إلى رئيس، عبد الفتاح السيسي".

 

ويلفت الكاتب إلى أن "السيسي يتآمر لتخصيص مساحات شاسعة من الأرض في شبه جزيرة سيناء لتوطين الفلسطينيين، وتقول مصادر من غزة، بأنه (وبحسب الخطة) سيتم توسيع القطاع من رفح الى العريش وأجزاء من شمال شبه جزيرة سيناء، التي ستبقى تحت السيطرة المصرية".

 

مشكلة السيسي

 

ويذكر دراج أنه "يزعم بأن هناك مخططا لإنشاء عدة مشاريع كبيرة، مثل مطار ومرفأ ومنطقة صناعية ومحطات طاقة، وبالطبع لن يتم تسويق هذه المشاريع للمصريين على أنها للتبرع، فلو كان الأمر كذلك فإنه سيتم رفضها من الشعب المصري رفضا شاملا".  

 

ويفيد الكاتب بأنه "بدلا من ذلك فإن شبه جزيرة سيناء ستسوق على أنها (منطقة حرة) تحت الإدارة المصرية، حيث سيسمح للفلسطينيين بالعمل والإقامة المؤقتة، بحيث يتم توفير الفرص وإمكانية التطور لكل من المصريين والفلسطينيين".

 

ويستدرك دراج قائلا: "لكن هذا كذب، ولدى السيسي مشكلة مؤلفة من سكان شبه جزيرة سيناء، مشكلة عليه حلها أن كان يريد القيام بدوره في خطة الإدارة الأمريكية، إنها مشكلة يقوم بحلها بالقوة".

 

وينوه الكاتب إلى أن "تقريرا لـ(هيومان رايتس ووتش) تم نشره في أيار/ مايو يفصل انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب في المنطقة على نطاق مروع، ولمدة ثماني سنوات، قام الجيش المصري والشرطة بالاعتقال الممنهج والتهجير القسري والتعذيب والطرد من البيوت والقتل خارج القانون". 

 

ويقول دراج إن "الهجمات الأرضية والجوية تسببت بمقتل عشرات المدنيين، بينهم أطفال، واستحضر السيسي طيلة الوقت حجة (مكافحة الإرهاب) لتبرير جرائمه وإخفائها، وبعض الجرائم التي ارتكبتها القوات الحكومية والمتطرفون قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية بحسب تقرير (هيومان رايتس ووتش)".

 

ويشير الكاتب إلى أنه "منذ الانقلاب العسكري في 2013 لم يخفق السيسي في تذكير العالم بازدرائه للشعب المصري، واليوم هو مستعد لقتل وتشويه وتشريد هؤلاء الناس بحماس أكبر، خدمة لأجندات آخرين، ولن يقبل الشعب المصري خطته أبدا".

 

ويقول دراج: "لن يقبل الشعب الفلسطيني تلك الخطة أيضا، ومع ذلك فهو يمضي قدما بها بغض النظر عن ذلك، وبفعله هذا فإنه فقط يضمن بأنه سيكون هناك مصدر كبير آخر لعدم الاستقرار في بلد قد بدأ فعلا بالزحف نحو الهاوية".

 

ويجد الكاتب أنه "في هذه الدوامة التي صنعها، فإن الجرائم التي ميزت نظامه ستزيد عددا وخطورة، وسيتم تكميم وقمع وخنق المزيد، وسيموت المزيد، وستقترب مصر جدا إلى كارثة فشل الدولة الكامل، وآثار ذلك ستهز المنطقة والعالم".

 

الانحدار إلى الفوضى

 

ويقول دراج: "إن هذه الآثار السلبية، إن لم تكن تدوس على القيم التي يدعون أنهم يحملونها، يجب أن تثير قلق القوى الغربية، فالغرب يغض الطرف عن حملة العنف التي يقوم بها السيسي؛ لأنه يعتقد أن نظامه يخدمهم بطرق أخرى". 

 

ويبين الكاتب أنه "كما هي التعاملات مع الجنرال خليفة حفتر، الذي تقول عنه منظمة العفو الدولية بأنه قد يكون مرتكبا لجرائم حرب، فإن الغرب قام بالعمل على أساس أن (الرجل القوي) هو أفضل ضمان للاستقرار".

 

ويذهب دراج إلى أنه "مع ذلك، فإن كلا من ليبيا ومصر تنحدران نحو الفوضى، وموجات الهجرة التي ستتبع ذلك تمثل تهديدا وجوديا لقارة تمر بمخاض تصاعد الحركات القومية".  

 

ويلفت الكاتب إلى أن إدارة ترامب وحكومة إيمانويل ماكرون تشاركان في الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سيناء.

 

ويختم دراج مقاله بالقول: "إنهما مشاركان أيضا في القمع والوحشية التي ميزت سنوات السيسي الست في السلطة، ولديهما الآن فرصة الشجب وسحب الدعم، سواء كان ذلك علنا أو سرا (لصفقة القرن)، وهي صفقة يعلمون أنها لن تنجح، وستجعل من الصراع في سيناء أكثر دموية، وأكثر تدميرا وأكثر امتدادا". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
محمد يعقوب
الخميس، 04-07-2019 10:01 م
يوميا يثبت ألسيسى أنه عدو ألأمة المصرية وعدو العرب جميعا. ألذى يقوم به السيسى في سيناء يتم بتعاون كامل مع إسرائيل وأقمارها الصناعية. هناك تنسيق كامل بين السيسى ونتنياهو لإفناء الشعب المصرى الذى يعيش في سيناء بحجة أنهم ينتمون لدولة الخلافة وغيرها من الحجج. كل هم السيسى هو أن يمهد الطريق لإقامة كيان للفلسطينيين على أرض سيناء كما يريد نتنياهو، حتى يتم إجلاء فلسطينيى غزة وربما الضفة إلى هذه ألأرض السيناوية لإقامة ما يشاؤون عليها، دولة ، كيان، أي شيء وبهذا يتحقق الحلم الصهيوني بأن تكون أرض فلسطين دولة لليهود فقط. لا زلت آمل بأن يقوم شباب مصر ألأحرار بثورة عارمة تقضى على هذا النظام الفاشى المستبد ألذى يحكمهم بالحديد والنار.