سياسة عربية

هكذا سيطر الأمن المصري على الجماهير ببطولة إفريقيا

سيدة تسير بجانب جدارية لمحمد صلاح في أحد أحياء القاهرة- جيتي
سيدة تسير بجانب جدارية لمحمد صلاح في أحد أحياء القاهرة- جيتي

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي ثلاثة مشاهد كشفت عن وسائل النظام العسكري الحاكم في مصر لمراقبة الجماهير في مباراة مصر أمام الكونغو، مساء الأربعاء، والسيطرة عليها ومنع الهتافات المناهضة للنظام والنداء على اللاعب السابق محمد أبوتريكة، الذي يحسبه النظام على جماعة الإخوان المسلمين.

وأظهرت مشاهد لطائرة مصرية على مسافة قريبة من الأرض وهي تراقب الجماهير أثناء توجهها إلى استاد القاهرة أمس الأربعاء، قبل مباراة المنتخب المصري الذي فاز بنتيجتها بهدفين مقابل لا شيء للكونغو.

كما ظهر رجال أمن بزي مدني في مدرجات المباراة بعضهم يقوم بتصوير الجماهير التي تهتف لأبوتريكة بالدقيقة 22 عبر كاميرا محمولة، وبعضهم يصور الجماهير عبر كاميرا موبايل.

 

الأمن دخل في الدقيقة 22 بكاميرات تصور الناس الذي بتهتف لتريكه وقالو للناس تبطل هتاف pic.twitter.com/oPuxAikurH — Tarek Masaken (@viragsud) 26 يونيو 2019



متابعون انتقدوا مشهد الطائرة التي تراقب الجماهير وطالبوا بأن يتم استخدامها في مراقبة العناصر الإرهابية في سيناء التي تشهد مقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين بشكل دائم، فيما شهدت سيناء ثلاثة اعتداءات على ثلاثة كمائن أمنية، وهجوم على سوق للأهالي الثلاثاء والأربعاء.

وتساءل الأكاديمي المصري الدكتور مجدي ماجد، "هل من الممكن أن تؤدي تلك الطائرة ذلك الدور في مراقبة الكمائن في سيناء والعريش حفاظا على أرواح أبنائنا من الضباط والجنود بالجيش والشرطة".

 

 

"مرعوب.. والإنفجار قادم"

وحول دلالات مشاهد مراقبة الجماهير باستاد القاهرة وخارجه، وكيف تكشف عن حالة الرعب لدى النظام من الجماهير، قال السياسي المصري المعارض عمرو عبدالهادي، إنه "نظام هش للأسف وتُظهر كل تحركاته مدى هشاشته"، مشيرا إلى أن "حسني مبارك، ترك الجماهير تسب وزير داخليته وحكوماته ما يقارب 10 سنوات"، مبينا أن "ذلك يدل على ثبات نظامه الذي لا يتحرك لمثل تلك الصغائر".

عبدالهادي، أكد لـ"عربي21"، أن "السيسي، يعلم جيدا أن التحرك الصغير سيكبر مثل كرة الثلج في مواجهته، ولن يستطيع السيطرة عليه؛ لذلك يقمعه من البداية"، مشيرا إلى أنه "يعلم جيدا أنه لن يستطيع مراقبة الجماهير كما وكيفا".

وأوضح أنه "ولذلك وعبر تلك المشاهد يروج لبعض الحركات الصبيانية لإيهام الجماهير بالسيطرة عليهم حتى يقمع أفكارهم"، مضيفا: "ولكن هذا سيمر لفترة من الزمن لكن الإنفجار قادم لا محالة".

"الجماهير هي المرعوبة"

وفي رؤية رياضية قال الناقد والمحلل الرياضي ناصر صادق: "لا أرى أن النظام مرعوب على الإطلاق بل إن الجماهير هي المرعوبة من النظام"، مضيفا: "والدليل على ذلك أن الجماهير لم تخرج عن النص في المدرجات، باستثاء الهتاف لأبوتريكة وهو الأمر الذي يشهد شبه إجماع من الجماهير وبينهم نسبة كبيرة من المؤيدين للنظام".

الحكم الدولي السابق، أكد لـ"عربي21"، أن مشاهد الطائرة وهي تراقب الجماهير وتصوير رجال الأمن بزي مدني للجماهير، إنما هي محاولات "لبث مزيد من الرعب في قلوب الجماهير".

وأشار الناقد الرياضي، إلى خبر  تناقلته وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، ووكالات الأنباء، يوم افتتاح البطولة الإفريقية الجمعة الماضية، بأن الطائرات تقوم بتصوير الملعب ووجوه الجماهير، موضحا أن الهدف هو "تهديد الجماهير بأننا (النظام) نراقبكم ونراكم ونسمعكم".

وتساءل صادق: "كيف تصور الطائرات وجوه 70 ألف متفرج باستاد القاهرة؟"، موضحا أنها فقط يمكنها التوجه لتصوير الجماهير عند هتافها وأن الهدف من ذلك تصوير قيادات الجماهير، والتعامل معها لاحقا".

وأكد أن خطة النظام نجحت تماما، حيث أن "الجماهير لم تستطع قول أي كلمة ضد النظام من مدرجات البطولة مثلما كانت تفعل روابط ألتراس الأهلي التي تم حلها عندما هاجمت النظام وهتفت ضد الشرطة".

"مسموح لإسرائيل فقط"

وحول أسباب استخدام النظام لطائرات الأباتشي لمراقبة الجماهير وعدم استخدامها لمراقبة العناصر الإرهابية في سيناء، يرى الناشط المعارض أشرف أيوب، أنه "ليس هناك إرادة سياسية لدى النظام لهذا الأمر".

عضو الحركة الثورية الاشتراكية، أوضح لـ"عربي21"، أن "مصر مكبلة باتفاقية (كامب ديفيد) وملاحقها الأمنية، وحسب الاتفافية أي تغيير بملاحقها لا يتم إلا بموافقة دولة الكيان وأمريكا ومصر".

وأضاف، أنه "تحت عنوان الحرب الكونية على الإرهاب تم تعديل تلك البنود بشرط ضمان أمن إسرائيل، مقابل انتشار الجيش المصري بالمنطقة (ج)، وزيادة أعداد الوحدات العسكرية بالمنطقة (ب)، على أن تستخدم دولة الكيان الصهيوني الطائرات المسيرة بضرب تمركزات (داعش) الإرهابي، مشاركة لمصر بحربها على الإرهاب".

أيوب، أكد، أنه "وبالتالي فالمسوح له باستخدام تلك الطائرات حسب ما سبق هو العدو الصهيوني".

وقال إن "العمليات الأخيرة تصاعدت للضغط على نظام السيسي، بعد تراجعه نسبيا وإعلاميا عن دوره المرسوم بـ(صفقة القرن)، وتبنيه الخطاب القديم الذي تجاوزه الواقع الالتزم بالشرعية الدولية والمبادرة العربية أي حل الدولتين على حدود 4 يونيو 1967، وتصاعد أصوات إعلامية موالية لا مساومة على الصفقة ونقد مصطلح سكة السيسي، ورفض أولي للمشاركة بورشة البحرين الاقتصادية لتصفية القضية الفلسطينية".

التعليقات (1)
مصري
الجمعة، 28-06-2019 12:20 ص
هذا هو جاسوس تل ابيب و مرحاض خنازير العرب بن زايد و بن سلمان ، يُرهب الشعب و يرعبه لمجرد هتاف لا يؤثر عليه و علي بياداته من العسكر الأنجاس و شبيحته من بلطجية الداخلية العميلة و قد تكون المرة القادمة هي قصف المدرجات ببراميل البارود كما يفعل قرينه القذر بشار مع الشعب السوري و لكن لكل شئ نهاية قربت أم بعدت سوف يأتي هذا اليوم و لسوف يعض الظالمون علي أيديهم و أرجلهم .