صحافة دولية

إيكونوميست: رحيل بوتفليقة لا يكفي وهذا ما يريده الجزائريون

إيكونوميست: استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هي بداية جيدة- تويتر
إيكونوميست: استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هي بداية جيدة- تويتر

خصصت مجلة "إيكونوميست" افتتاحيتها للحديث عن رحيل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

وتبدأ الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، بوصف رحيل بوتفليقة بالبداية الجيدة لتغيير وإصلاح النظام، مشيرة إلى أن شوارع الجزائر احتشدت مرة ثانية يوم 2 نيسان/ أبريل، وهذه المرة احتفالا برحيل بوتفليقة، الذي تمسك بالسلطة لعشرين عاما وتنازل أخيرا عنها. 

وتشير المجلة إلى أن الجزائريين الفرحين، الذين لم يعرفوا إلا زعيما واحدا، لفوا أنفسهم بالعلم الوطني، وتحدثوا عن بداية جديدة للبلد، لافتة إلى أنه كتب على يافطة رفعتها الجماهير "انتهت اللعبة". 

وتؤكد الافتتاحية أن "المعركة من أجل الجزائر قد بدأت، فرحيل بوتفليقة هو انتصار رمزي، فالرجل العاجز قد ذهب، لكن إن أرادت الجزائر التحرك (نحو مستقبل أفضل)، الذي تحدث عنه بوتفليقة أو أحد حاشيته في رسالة الاستقالة، فلا بد من التغيير". 

وتحذر المجلة من أن "البلاد تتحرك نحو فترة محفوفة بالمخاطر، فقد سبقت استقالة الرئيس سلسلة من التنازلات الفارغة -رئيس وزراء ووعد غامض بتحول سياسي- تهدف لتهدئة الجماهير، لكنها زادت من جرأة وحماس الجماهير الذين زادت طموحاتهم ومطالبهم، ولن يرضوا بالطريقة الدستورية التي تعني تولي رئيس مجلس الأمة السلطة لحين انتخاب رئيس جديد، بل إنهم يريدون بداية جديدة". 

وتعلق الافتتاحية قائلة إن "اقتراب المتظاهرين من مركز السلطة أدى إلى توتر (جماعة السلطة)، فقد حاول قائد الجيش أحمد قايد صالح السيطرة على كل خطوة في العملية لكنه فشل، وحذر المسؤولون من دخول البلاد في حرب أهلية دموية، في محاولة لمنع التغيير، في إشارة إلى السنين السوداء التي بدأت بعد إلغاء الجيش للانتخابات عام 1991، التي أدت إلى فوز الإسلاميين في الجولة الأولى منها. ولهذا قرر الجنرالات إلغاء الثانية، ما أدخل البلاد في عشرية سوداء أدت إلى مقتل 200 ألف شخص". 

وتجد المجلة أن "الحرب الأهلية في ليبيا قدمت درسا قاتما حول ما سيجري عندما يسقط ديكتاتور، وبالتأكيد هناك مخاوف من العنف، إلا أن المتظاهرين التزموا حتى الآن بالسلمية، بالإضافة إلى أن الإسلاميين ليسوا أقوياء كما كانوا والتزموا بالهدوء، ومقارنة مع ليبيا فإن الخلافات القبلية ليست بالوضوح ذاته في الجزائر". 

وترى الافتتاحية أن "تحذير السلطة من حمام دم هو عادة تنتهجها الأنظمة الديكتاتورية، فقد بررت القمع والاضطهاد بناء على الماضي المظلم، لكن الذي يعاني من التفكك هو النظام لا الجماهير، وتم اعتقال عدد من حلفاء بوتفليقة، وتم احتجاز بعضهم وهو يحاول الهروب من البلاد، ويرى البعض أن الاعتقالات هي محاولات تطهير بتدبير من قائد الجيش، وهذه ليست خطوة للأمام". 

وتقول المجلة إن "على السلطة الحاكمة أن تتبع مثال بوتفليقة وتتخلى عن السلطة، وكذلك الجنرال قايد صالح الذي يكره على ما يبدو التخلي عن دور الجيش بصفته محكما في اللعبة السياسية، فقد وبخ من يحاولون التمسك بالسلطة، باعتبار ذلك محاولات لحماية مصالحهم الشخصية الضيقة، مع أنه دعم بوتفليقة، حتى بدا واضحا أن التظاهرات لن تتوقف". 

وتلفت الافتتاحية إلى أن "المتظاهرين يريدون بداية جديدة ورحيل النخبة، التي أصبحت منفصمة عن الواقع، وما تحتاجه الجزائر هم جنود يشعرون بالراحة مع الحكم المدني، ويثمنون الحرية على الاستقرار". 

وتعتقد المجلة أنه "يجب تشكيل حكومة تصريف أعمال من أجل إدارة عملية التحول وبناء نظام أكثر انفتاحا، تبدأ من مؤتمر وطني، ومن أجل أن يحدث هذا فعلى المعارضة العمل متحدة". 

 

وتنوه الافتتاحية إلى أن "المظلة التي تضم الإسلاميين والليبراليين والنقابيين وغيرهم من المشاركين في التظاهرات وشكلت الشهر الماضي تعاني من انشقاقات، وفي حال عقدت الانتخابات خلال 90 يوما، كما يقضي الدستور، فإنه ليس من الواضح من سيقوم بتمثيل المعارضة، وهو ما أثار المخاوف من مضي الجزائر بالطريق ذاتها التي سارت فيها مصر، بعدما أطاحت بالزعيم الديكتاتوري العجوز عام 2011". 

وتستدرك المجلة بأن "تهشم المعارضة أدى في النهاية إلى تدخل الجيش والسيطرة على السلطة، فيما عمل التونسيون معا من أجل دعم الديمقراطية الناشئة، فمن خلال الإطاحة بالرئيس بوتفليقة دون حمام دم فإن الجزائريين حققوا الكثير، لكن أمامهم الكثير، وهم بحاجة للتعلم من الجيران والاتحاد حتى يتم تعزيز النظام الجديد". 

وتختم "إيكونوميست" افتتاحيتها بالقول إن "عملية التحول الديمقراطي السلمية تظل وردة نادرة في الصحراء العربية، ومع ذلك فإنها يمكن أن تنتعش في تربة الجزائر الجافة".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)