هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد مختصون أن نجاح "الشباب الثائر" في تنفيذ عملية إطلاق
نار وسط الضفة الغربية المحتلة، يعكس فشل الاحتلال الإسرائيلي ومنظومته الأمنية والعسكرية،
وهي أول اختبار لبنيامين نتنياهو في منصبة الجديد كوزير للحرب.
"عملية
جريئة"
وأصيب 7 مستوطنين إسرائيليين بجراح مختلفة بينهم إصابة خطيرة، في عملية
إطلاق نار وقعت مساء الأحد قرب مستوطنة "عوفرا" شرقي رام الله في الضفة الغربية
المحتلة، وفق ما أكدته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، وأظهر مقطع فيديو
بثه الاحتلال، قيام أفراد يستقلون سيارة بإطلاق نار على مستوطنين، والفرار من المكان.
وفي تعليق لها على عملية إطلاق النار في الضفة، أكدت حركة المقاومة
الإسلامية "حماس" على لسان المتحدث باسمها، حازم قاسم، أن "الضفة الغربية
كانت وستبقى منتفضة ضد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، ولن تهدأ ثورتهم إلا بخلاصهم
من هذا الاحتلال".
وأوضح في تصريح له وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، أن "الشباب
الثائر في الضفة؛ لا يرى غير المقاومة طريقا للحرية"، مؤكدا أن "جرائم الاحتلال
والاعتقالات وهدم البيوت؛ كل هذا لا ترهب الشباب الثائر، كما أن استمرار سياسة التنسيق
الأمني في الضفة، لن توقف مقاومته".
وأكد المختص في الشؤون الإسرائيلية، سعيد بشارات، أن ما حدث هو
"عملية جريئة وقوية، وهي الأولى في فترة نتنياهو كوزير للحرب بدلا من المستقيل
أفيغدور ليبرمان".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "عملية إطلاق النار هذه
ستكشف عن طريقة تعامل نتنياهو الأمني مع الضفة، خاصة في ظل ما يدعيه من تحقيق إنجازات
في جبهات أخرى"، لافتا إلى أن "هذه العملية تضاف إلى عمليات سابقة فشل الاحتلال
في التعامل معها".
"اختبار
نتنياهو"
من جانبه، رأى رئيس معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية إياد الشوربجي،
أن "الضفة مرة أخرى تؤكد أنها تعيش على صفيح ساخن، وأن إرادة المقاومة لا تزال
متجذرة في وجدان شعبنا هناك، ولم تفلح مختلف السياسات والإجراءات الاحتلالية في منع
أبناء شعبنا للثأر للجرائم الصهيونية المتكررة".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "هذه العملية تؤكد من جديد،
أن سياسة القمع والإذلال والتهويد والاستيطان التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، لن تزيده
إلا إصرارا على المقاومة وإشعال النار تحت أقدام المحتل وقطعان مستوطنيه".
وحول نجاح تنفيذ تلك العملية رغم استمرار التنسيق الأمني بين الاحتلال
والسلطة الفلسطينية، أوضح الشوربجي، أن "التعاون الأمني؛ رغم أنه يشكل عامل إحباط
للعمليات الفدائية؛ لكنه لم يفلح في منع هذه العملية، على غرار العديد من العمليات
التي استطاعت الإفلات من رصد الاحتلال رصد السلطة كذلك".
وذكر أن هذه العملية "تأتي بعد الإخفاقات الأمنية والعسكرية للاحتلال
في غزة، وإخفاق الإدارة الأمريكية في تمرير قرار إدانة حركة حماس والمقاومة، ومع استمرار
التوتر الذي تشهده منطقة الشمال"، مضيفا: "كل هذا يزيد من حالة الإرباك والفشل
الذي يعاني منه الاحتلال".
ونبه إلى أن "الاحتلال يحاول التعويض عن فشله، بالإعلان عن نجاحه في
الكشف عن بعض الأنفاق، أو بالكشف عن مدى التغلغل التطبيعي مع بعض العواصم العربية،
كي يرمم صورته المهتزة أمام جمهوره وخصومه".
"تصعيد
مسلح"
أما الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، فقد أوضح أن هذه العملية
تأتي مع قرب ذكرى انطلاقة حركة حماس الـ 31، وعقب فشل المشروع الأمريكي لوصف المقاومة
بالإرهاب، وعشبة تسخيف محمود عباس (رئيس السلطة) من الصواريخ ومن المقاومة".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذا العمل المقاوم في
قلب الضفة الغربية المحتلة، جاء ردا على كل المتخاذلين ودرسا للصهاينة المحتلين".
ونوه أبو شمالة، إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أشار هذا
اليوم، إلى أنه "لا يرغب بالتصعيد في غزة والضفة الغربية؛ فهو قد ربط بين غزة والضفة
الغربية في التصعيد، وكأنه يدرك أن المقاومة تحضر نفسها في الضفة الغربية، وهي جاهزة
لتشارك شقيقتها غزة الفعل الموجع في صدر المحتلين".
وأكد أن عملية ليلة الأحد، "تشكل بداية انتفاضة وتصعيد مسلح؛ ستتطور
وتكبر وتوجع الغاصبين، وفي جانب آخر تؤكد فشل التنسيق الأمني"، موضحا أنه
"رغم المطاردة والتنسيق والمداهمات الليلة والاعتقالات اليومية، وعملية جز العشب
كما يسمونها، ورغم كل الإجراءات، تخرج المقاومة بعزة وقوة، وتفرض نفسها صفعة على وجه
المتعاونين".
وتوقع الكاتب، أن "حدوث عملية أخرى في الأيام القادمة، سيقدم نتنياهو
كتاب الإقالة لقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ويستغني عنهم بمن هم أكثر نجاعة"،
مؤكدا أن "فشل المخابرات الإسرائيلية ومعها الفلسطينية يؤكد إرادة المقاومة،
وإبداع المقاومين"، وفق قوله.
اقرأ أيضا: إصابة 6 مستوطنين بعملية بإطلاق نار قرب رام الله (شاهد)
اقرأ أيضا: للشهر الثاني.. الجيش الإسرائيلي يفشل بالوصول للمطارد نعالوة