هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
افتتح رئيس سلطة الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، مساء السبت، المنتدى الثاني لشباب العالم الذي تحتضنه مدينة شرم الشيخ، بحضور نحو 5 آلاف مدعو من معظم دول العالم.
وحشدت الدولة المصرية قوتها وسخرت إمكانيات وزاراتها لخدمة منتدى شباب العالم، بداية من محافظ جنوب سيناء خالد فودة، الذي ظل يتابع استعداد محافظته والإدارات المحلية بالمدينة السياحية للمنتدى على مدار أسابيع، كما راجع وزير الكهرباء محمد شاكر، أوضاع الكهرباء بالمدينة، ووقف وزير الطيران المدني على استعدادات مطار شرم الشيخ الدولي، إلى جانب دور وزارة الصحة والسياحة، ووزارة الثقافة التي أعدت برنامجا ثقافيا للمنتدى، فيما تتابع برامج وفضائيات الإعلام المصري وقائع المؤتمر.
وفي الوقت الذي تقوم فيه وزارة الداخلية بتأمين المؤتمر والحاضرين منذ بداية قدومهم قبل أيام، وتضع مؤسسة الرئاسة كل إمكانياتها لإنجاح الدورة؛ وقعت أمس الجمعة، جريمة الاعتداء على 3 حافلات لمصريين مسيحيين في محافظة المنيا سقط على إثرها 7 ضحايا.
ويأتي تدشين منتدى شباب العالم للمرة الثانية بمدينة شرم الشيخ، وسط تساؤلات حول فائدة المنتدى العالمي للمصريين الذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة، وحول تكلفته لموازنة الدولة التي تستدين لأجل "تسديد فوائد الديون"، -تستحوذ على 45.2 بالمئة من إيرادات الدولة- حسب تصريحات رسمية.
وبينما يقبع نحو 30 مليون مصري تحت خط الفقر العالمي؛ بلغ رصيد الديون الخارجية على مصر 92.6 مليار دولار، وسجل الدين الداخلي نحو 3.695 تريليونات جنيه بنهاية يونيو/حزيران الماضي، حسب تقرير البنك المركزي قبل 3 أيام، وارتفع إجمالي حجم الدين العام -الداخلي والخارجي- لـ 3.8 تريليونات جنيه، ويتوقع وصول عجز الموازنة العامة للدولة نحو 440 مليار جنيه بنهاية العام المالي الجاري، حسب تصريحات وزير المالية محمد معيط.
وفي رده على تساؤل حول حجم الفوائد المتوقعة من المنتدى، قال الخبير الاقتصادي، عبد الحافظ الصاوي، إن "هذه الفاعليات نوع من تحسين الصورة لدى الخارج عن النظام الانقلابي في مصر، ولكن حقيقة الأمور واضحة فيما يخص تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية نتيجة الممارسات الخاطئة التي شهدتها مصر منذ انقلاب يوليو 2013".
وأكد الباحث الاقتصادي، لـ"عربي21"، أن "الشباب الحقيقي في مصر يعاني البطالة والفقر، والأشد من هذا فقدان الأمل، ولذلك فالرغبة في الهجرة لديه عالية، وهو ما تدلل عليه الإحصاءات الرسمية، من ارتفاع عدد المهاجرين المصريين من 6.1 ملايين في 2013 إلى 9.1 ملايين في 2017".
وحول حجم ما يصرف من أموال على هذه المؤتمرات، يعتقد الصاوي، أنه لا يعرف أحد حجم ما يتم إنفاقه، مشيرا إلى أن "غياب الشفافية سمة بارزة في أداء الحكومة المصرية، في اختيار المشروعات وفي طريقة تنفيذها، وبالتالي ليس بمستغرب أن تكون ميزانية هذه الفاعليات بعيدة عن الرأي العام"، مضيفا: "أولى بهذه النفقات؛ توفير مقاعد بالمدارس الحكومية أو تحسين أجور المدرسين أو الاطباء، أو رفع معاش الضمان الاجتماعي".
وتساءل المحلل السياسي إبراهيم فايد: "هذا منتدى شباب العالم فماذا عن منتدى شباب مصر؟"، ليجيب بقوله: "شباب مصر خارج المعادلة تماما لأن الدولة المصرية لا تسعى من وراء كل ذلك إلا للشو وتوصيل رسالة للعالم كيف أن مصر بلد الديمقراطية والتحاور".
الكاتب الصحفي، أضاف لـ"عربي21"، أن "الدولة كذلك ترسل رسالة عن تحسن اقتصادياتها، وأنها قادرة على الإنفاق ببذخ واستقبال كل تلك الوفود بمتطلباتهم من مسكن وضيافة وترفيه.. إلخ"، معتقدا أن "هذا ما سيحققه المؤتمر إلى حد ما وستكون الحكومة في غاية الرضا عن نتائجه".
واستدرك بقوله: "أما الاهتمام بشباب مصر؛ فلن يحقق تلك المعادلة على الإطلاق لأنهم بسطاء مساكين لا حول لهم ولا قوة والتحاور معهم لن يرفع من مكانة مصر بقدر ما سيظهر ضعفها ومعانات أهلها".
وعبر صفحته بـ"فيسبوك"، تساءل الدكتور مصطفى جاويش، قائلا: "ما هي جدوى انفاق مئات الملايين على مؤتمرات شبابية و40 بالمئة من البطالة هم من حملة المؤهلات العليا، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء".
وعلى الجانب الآخر يرى رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي، أن هناك فوائد جمة، قائلا إن "مصر تطل من خلال منتدى الشباب العالمي الثاني الذي يحضره 5000 شاب من مختلف الجنسيات؛ على كل دول العالم مرسلة رسائل مهمة أولها أن مصر بالرغم من حربها ضد الإرهاب الأسود فإنها تنعم بالأمن والأمان والاستقرار وأن الإرهاب لم يستطع إيقاف حركتها في البناء والتنمية والانفتاح على العالم".
الشهابي، أكد لـ"عربي21"، أن "ثاني تلك الرسائل؛ هي دعوة لكل دول العالم بأن ترسل أبناءها لزيارة آثارنا التاريخية في الجيزة والأقصر وأسوان والتمتع بجوها المعتدل الساحر".
وبين أن "ثالث تلك الرسائل؛ تؤكد قدرتها التنظيمية الرائعة باستقبال هذا العدد الكبير من الشباب والحضور وتسكينهم والوفاء لكل متطلبات إقامتهم على أرضها"، موضحا أن "رابع تلك الرسائل فهو برنامج المنتدى الحافل والخاص بمحاور حول القارة الإفريقية والأورومتوسطي والسلام".
وعاشت القاهرة أمس الجمعة حالة من التناقض بين أحزان الأقباط على 7 من ذويهم قتلوا في واقعة اعتداء على حافلة تقل عددا منهم بالصعيد تبناها تنظيم الدولة، وبين الاستعدادات الجارية للمنتدى.
وفي الوقت الذي غادرت فيه وزيرتا التضامن غادة والي، والصحة هالة زايد، أعمال المنتدى بشرم الشيخ للاطمئنان على المصابين بالمستشفيات، لم يغادر السيسي وتواصلت فقرات المنتدى دونما تأثر بالحادث، واكتفى بتقديم العزاء لأهالي الضحايا وقوله إنه سيلاحق الجناة.