قال جنرال
إسرائيلي سابق في سلاح الاستخبارات العسكرية، أن إعادة انتخاب رئيس النظام
المصري عبد الفتاح
السيسي لولاية رئاسية ثانية تعتبر بشرى طيبة لإسرائيل، وللدول المتطلعة لتحقيق حالة من الاستقرار في المنطقة، ومن الواجب على إسرائيل أن تقدم مساعداتها لنظام السيسي، بل وتحديث معلوماته بكل جديد، كي يكون محتاطا لأي تطور قد يحدث.
وأضاف النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي، عيران ليرمان، ومساعد رئيس معهد القدس للأبحاث الاستراتيجية، أن إعادة انتخاب السيسي فرصة لإسرائيل لأن تقول الكثير عن تبعات الواقع السياسي المصري، خيرا كان أو شراً، إيجابا أو سلبا.
وأوضح في مقاله على موقع "
نيوز ون"، وترجمته "
عربي21" أن إعادة انتخاب السيسي ليس فيه الكثير من المفاجآت، في ظل أن الخراب الذي يعم دول الربيع العربي في ليبيا، اليمن، العراق، وخاصة سوريا، يعطي الكثير من الوجاهة للسيسي في توسيع صلاحياته لعدم السماح لإقامة أي كيان إسلامي في المنطقة.
ولذلك فإن هناك شكوكا كبيرة بأن تكون ولايته الرئاسية الثانية هي الأخيرة، لأن الأعوام الثلاثين التي قضاها الرئيس السابق حسني مبارك مرشحة لأن تتكرر مع السيسي.
وأكد ليرمان، المحاضر في جامعة تل أبيب ومعهد هرتسيليا متعدد المجالات، أن بقاء السيسي في الحكم لا يعتبر لإسرائيل وشريكاتها في المنطقة وعلى رأسها قبرص واليونان أخبارا سيئة، لأن الدول الثلاث باركت صعوده في 2013، وكان لها الكثير من الأسباب للقلق من في وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر.
واليوم يوجد مستويات من التعاون السياسي بين القاهرة وتل أبيب، بجانب التنسيق الأمني الاستخباري، فضلا عن مجالات الطاقة.
وأشار، ليرمان رئيس ملف إسرائيل والشرق الأوسط في اللجنة اليهودية الأمريكية، أن إسرائيل ترى في محاربة السيسي للجماعات المسلحة أحد مفاتيح الاستقرار في المنطقة، سواء في مجال الحروب المباشرة في سيناء، أو الحرب على الوعي الفكري، ولذلك تنظر إسرائيل بأهمية لما شرع به السيسي في مجال الإصلاح الديني، والعمل على تهميش الراديكاليين الذين حكموا المسار السياسي في الإسلام.
وفيما يتعلق بمجالات المياه وسد النهضة ونهر النيل، ترى إسرائيل أنه لديها ما تساعد به مصر، رسميا أو من خلف الكواليس، في ظل إنجازاتها الواضحة في قطاع المياه وتحليتها.
أما حين يتعلق بالوضع في قطاع غزة، فإن إسرائيل تلقي كثيرا من العبء على كاهل السياسة المصرية في التأثير على قيادة حماس لمعالجة تدحرج الوضع الأمني في القطاع، لأن المظاهرات الحاصلة في الآونة الأخيرة على حدوده تعتبر أحد مؤشراتها.
ويرى الكاتب أن إسرائيل ترى أن مصر السيسي قد تقوم بدور الكابح لجماح سياسة حماس، ومحاولة جلبها للمعسكر المعتدل في العالم العربي، بجانب السعودية وأغلب دول الخليج والأردن، وسحبها من مربع العلاقة مع تركيا وقطر، اللتين تتقاربان من محور التهديد الذي تمثله إيران والجماعات المسلحة.
وختم بالقول: إسرائيل ترى في استقرار مصر مصلحة استراتيجية عليا، لأن انهيار الوضع فيها له تبعات وآثار بعيدة المدى لا تقل خطورة عن القضية الفلسطينية أو التهديد الإيراني، ما يتطلب من إسرائيل وأصدقائها في الولايات المتحدة وأوروبا المحافظة على خطوط التواصل مع السيسي، في ظل ما بات يشعر به من عدم استقرار أمني لسلطته الحاكمة، بعد أن أقصى المرشحين المنافسين له.
كما أن الإجراءات القمعية التي ينتهجها السيسي ليست ضد الإخوان المسلمين فقط، بل وخصومه السياسيين والمجتمع المدني، ما يضع صعوبات أمام إسرائيل في محاولاتها جلب مساعدات لنظام السيسي من الكونغرس.