كتاب عربي 21

استعادة من انضموا لحزب الكنبة

آيات عـرابي
1300x600
1300x600
لم تكن وليدة اللحظة، تلك السهولة التي مرت بها كارثة تنازل الانقلاب عن ألف كيلومتر مربع في سيناء، تحت ستار التبرع لما يسمى بمدينة نيوم، وهي صفقة لابد أنها تمت نظير مبالغ فاحشة من "الرز". 

هذا الاستقبال الجماهيري غير المكترث للتنازل عن جزء من سيناء، جاء تتويجا لجهود مؤسسات العسكر التي عملت بدأب بعد الانقلاب لمحاصرة بؤرة الاحتجاج وعزلها عن الحاضنة الشعبية، كما أنها جاءت أيضا نتيجة التوظيف الخاطئ لنواة الحراك. وهي نتيجة لم تكن لتتحقق لولا العيوب الكامنة في نموذج 25 يناير الاحتجاجي. 
 
أجهزة العسكر كلها كانت منشغلة بمهمة إعادة الجماهير لحالة الكمون التي سبقت 25 كانون الثاني/ يناير 2011، ولابد أن نعترف بنجاحهم في هذا، وبأنهم عملوا وفق خطة واعية، بينما كان المعسكر الرافض للانقلاب يتصرف بصورة تعوزها الخبرة، وتفتقر إلى الإلمام بالثوابت السياسية، وبدت أشبه بمن يقود سيارة على طريق سريع مقفر دون أن يعرف وجهته. 
 
ومأزق من يتصدرون المشهد المناهض للانقلاب الآن، ليست أنهم يتعاملون مع جماهير جرت إعادة ضبطها إلى الحالة قبل الاحتجاجية، بل الاسوأ من هذا، أن هذه الجماهير تشبعت بفشل النموذج الاحتجاجي. 

مشكلة من يتصدرون المشهد الآن هي أنهم يتعاملون مع الجماهير الباحثة عن البامية اللاهثة خلف أسعار كل السلع. 

ليس هذا، فحسب، بل هم يتعاملون كذلك مع جماهير ملت حالة اللا ثورة، واللا تغيير، واللا نتيجة، واللا نجاح، واللا احتجاج، واللا شيء، التي تعيشها منذ الانقلاب، جماهير تبحث (كأي جماهير) عن لحظات استقرار حول مباراة كرة قدم تعرضها شاشة. 
 
التحدي الآن أمام مناهضي الانقلاب صار مضاعفا، فلم يعد عليهم فقط توجيه الجماهير لاحتجاجات، فالأمور صارت أكثر تعقيدا، فالآن عليهم أن يقنعوا تلك الجماهير الرابضة خلف شاشة ما تشاهد مباراة ما، أن يشاركوا في احتجاج، ثم عليهم بعد هذا إقناعهم بأن هذه الاحتجاجات سوف تحدث نتيجة ما!! 
 
بدأ الحراك المناهض للانقلاب عفيا هادرا، ولكنه مع الوقت تحول ما يشبه النبضات الواهية الآخذة في التباطؤ. لكن ما يملكه الجميع الآن هو محاولة إعادة النشاط لتلك الجماهير وتحقيق مكاسب تعيد التئام الحاضنة الشعبية التي عُزلت بنجاح بعد مجزرة رابعة. 
 
وحتى ندرك الضرر الذي لحق بحيوية الجماهير نتيجة للإدارة الخاطئة للحراك، فلنتخيل ما الذي كان من الممكن أن يحدث إذا كانت صفقة الألف كيلومتر في عهد الرئيس مرسي!! 
 
كانت مدينة الإنتاج الإعلامي ستتحول إلى خلية نحل، تدق طبول الثورة على شاشاتها. كنت سترى تلك الإعلامية تجهش بالبكاء على أراضي سيناء التي بيعت. مذيعة أخرى كانت ستحمل كفنا وتقدمه للجماهير على الشاشة. بعض الإعلاميين كانوا سيقدمون حلقات برامجهم وقوفا، مقسمين أنهم لن يجلسوا حتى تعود الأرض! 
 
طبعا في أجواء الحرية التي كانت تعيشها مصر كلها تحت حكم الرئيس مرسي، كان بإمكانك أن تجد مظاهرة متجهة لقصر الاتحادية مطالبة الرئيس مرسي بالاستقالة، لأنه لم يجد في المتجر نوع الشوكولاتة الذي اعتاد شراءه.
 
 في الأجواء التي أعقبت انتخاب الرئيس مرسي، كان الجميع يتعاملون معه وحتى قبل أن يستلم مهام منصبه فعليا على أنه مسؤول عن (الدابة التي عثرت في العراق). كانت المظاهرات تخرج فقط بسبب أخبار كاذبة، على عكس ما نراه الآن من ركود رغم التنازل عن الأراضي في سيناء. 
 
التحدي الأكبر الآن هو إعادة النشاط لتلك الشريحة المؤمنة بالتغيير، التي اختارت نتيجة للتراخي والخطأ في إدارة الحراك، أن تنضم إلى حزب (الكنبة). وهو تحدِ ليس أمام الجميع إلا خوضه على الرغم من تعقيده.
التعليقات (4)
عماد
الجمعة، 16-03-2018 07:25 م
بل هو مشروع للتطبيع بامتياز من طرف رئيس عسكر المسرائلي والطرطور زلمون وما دليلي على ذلك أن الصهاينة بدأوا بعرض خدماتهم التي لا يقدر عليها لا آل سلول ولا رئيس عسكر المسرائلي
مصري جدا
الأحد، 11-03-2018 03:00 م
الشعب المصري ليس بدعا من الشعوب لكنه مثال متكرر لكل الشعوب التي تبحث عن الحياة المطعم والملبس والمسكن ولا يهمها كثيرا اشياء اخرى يختلف فيها اهل الاختصاص بين الصواب والخطآ ،،، الشعب خرج 5 استحقاقات انتخابية قال فيها نعم للثورة والاصلاح والتغيير والاخوان ،،، فماذا كانت النتيجة ،،، الشعوب لا لاتلام لكن اللوم على النخبة التي تخصصت في اهدار الفرص ،،،، نحن بحاجة لمنصة قيادة جديدة شابة واعية تقدر المواقف وتدير المشاهد ادارة علمية وليست عشوائية ،،، هذا هو الحل وإن طال الوقت وادعو الله آلا يطول
ابو العبد الحلبي
الأحد، 11-03-2018 02:35 م
كما أنه مطلوب منا أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، مندوب لنا أن ندعو "الدعاء مخ العبادة" متأسين برسول الله صلى الله عليه و سلم ف فنقول "الْلَّهُم إِنِّي أَعُوْذ بِك مِن الْهَم و الْحَزَن , و أَعُوْذ بِك مِن الْعَجْز و الْكَسَل , و أَعُوْذ بِك مِن الْجُبْن و الْبُخْل , و أَعُوْذ بِك مِن غَلَبَة الدَّيْن و قَهْر الْرِّجَال". لا شك أن العجز و الكسل شيطانان موجودان بقوة لدى أعضاء حزب الكنبة و ينبغي الاستعاذة بالله منهما و قهرهما . من يحب نفسه و أهله و بلده و دينه ، يجب أن يدرك أن الواقع الحالي يسير بنا جميعاً نحو الهاوية إن لم نتدارك الأمر و نسعى نحو التغيير بما يرضي الله . في واقع سوريا الأليم ، المرشح لأن يتكرر ربما في جميع بلدان العرب، كان أكبر المتضررين أعضاء حزب الكنبة الذين جلسوا في البيوت يشاهدون التلفاز و يلعبون بالأتاري أو الكمبيوتر أو الموبايل. شباب دللتهم أمهاتهم و آباءهم "الجهلة" و طلبوا منهم عدم الاشتراك في المظاهرات و عدم الانخراط في فصائل الثورة . قصص كثيرة حصلت مع هؤلاء الشباب الخنوعين منها : و هو جالس مرتاح تأتي عناصر من عصابة بشار و تسوقه بالقوة للخدمة العسكرية و يضعونه في الخندق الأمامي ليهلك. كان جالساً على الكنبة الوثيرة فسقطت على رأسه قذيفة مدفع أو نزل عليه برميل متفجر ثم الله يرحمه. صدق مقولة "اطلب الموت توهب لك الحياة" شاهدها الناس واقعاً محسوساً في سوريا ، فالثوار الأبطال النشيطون المتحركون أقل من يموتون و أكبر الخسائر الموجعة المؤلمة هي في صفوف القاعدين مع المتخلفين بأعذار . حين كنت فتى صغيراً أعجبني قول أمير الشعراء أحمد شوقي "قف دون رأيك في الحياة مجاهداً *** إن الحياة عقيدة و جهاد" . كنت و لا زلت أتبنى هذا و اعتبر الرجال "مواقف" ، و لقد تعرضت لمضايقات هائلة تنوء بحملها الجبال و لكنني - بفضل الله – حققت كل ما أريد على المستوى الشخصي رغم أنوف المخابرات النصيرية ، و يبقى وجع سوريا و وجع بلاد العرب ماثلاً في عقلي و وجداني حتى أثناء نومي القليل. لكن اعتقد ، من استقراء الواقع ، أن انهيار الأشرار قريب بعون الله بعد أن طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد.
محمد رابر
الأحد، 11-03-2018 12:36 م
تابعي ستنتصري لا لركوع الا لله