هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا راعي الكنيسة اللاتينية في فلسطين الأب مانويل مسلم، "المسيحيين الفلسطينيين إلى مقاومة الأصولية المسيحية الصهيونية، التي تجعل من الأرض المقدسة أرض الميعاد".
وأكد عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات
خلال ندوة نظمها ملتقى القدس الثقافي في عمان، أن "فلسطين ليست أرض الميعاد
لإسرائيل، إنما أرض الميعاد لمن آمن إيمان إبراهيم نحن المسيحيين وإخواننا
المسلمين".
كما دعا الأب مسلم "العرب لدفع جزية السلاح
للفلسطينيين"، معلقا على قرار الرئيس الأمريكي بخصوص نقل السفارة بقوله:
"فقدنا الثقة بترامب ومن حوله، لا نثق إلا في بندقيتنا وأنفسنا ومقاومتنا،
ونرجو من الله أن يدفع العرب الجزية للفلسطينيين، فهم المسؤولون عن فلسطين
ويساندها المقاومون العرب في كل مكان".
وأضاف أن "القدس لا يمكن أن تكون مسلمة ومسيحية
وهي لكل العرب ولكل العالم"، متابعا قوله: "هي وطن للفلسطينيين بكافة أطيافهم"،
مؤكدا في الوقت ذاته أنها "لا شرقية ولا غربية، فالقدس هي القدس"، حسب
تعبيره.
اقرأ أيضا: إسطنبول.. مؤتمر عالمي يدعو لنصرة القدس ونبذ التطبيع (صور)
وحول تأثير قرار ترامب على المسيحيين الفلسطينيين،
قال: "ما يحدث لنا نحن المسيحيين العرب هو تفاقم الاحتلال، وقرار ترامب فاقم إرهاصات
الاحتلال"، لافتا إلى أن القرار "جعل الاحتلال يضع الكنائس تحت الضرائب،
وأضعف الاقتصاد بعد فرض ضرائب على الأوقاف المسيحية".
وعدّ الأب مسلم الصراع في فلسطين صراع هوية، قائلا:
"نحن نخاف من يهودية الدولة التي تعني أن الصراع أصبح على الهوية، ويريدون
إجبارنا على الجنسية الإسرائيلية، ولن نقبل بذلك، ونخشى أن يدخل شعبنا المسيحي في
موضوع التجنيد الإلزامي في الجيش الإسرائيلي".
من جهته، كشف مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر
الكسواني، عن ارتفاع وتيرة الانتهاكات والاقتحامات، للمقدسات الإسلامية، عقب إعلان
الرئيس الأمريكي قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة في السادس من كانون الأول / ديسمبر الحالي.
وعرض الكسواني خلال الندوة أبرز هذه الانتهاكات عقب
قرار ترامب، ومن بينها "صدور قرار رسمي لمصادرة جزء من مقبرة باب الرحمة لأجل
قيام حديقة توراتية مكانها، ورفع علم الكيان على الأسوار المجاورة للقصور الأموية،
وإقامة حفلات الأعراس في القصور".
وأكد الكسواني أنه بعد قرار ترامب ارتفع عدد
المقتحمين للأقصى من قبل المتطرفين وأعضاء الكنيست بحراسة قوات الاحتلال
الإسرائيلية، منوها إلى أنه "من بين هؤلاء من ارتدى ملابس كتب عليها عبارات
تدعو لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكلة المزعوم".
اقرأ أيضا: إسرائيل تقضي بأحقية مستوطنين في مبان تملكها الكنيسة بالقدس
من جانبه، قال مدير شؤون المسجد الأقصى في وزارة
الأوقاف الأردنية عبد الله العبادي إن "قرار ترامب الأخير تسبب في تجرؤ الاحتلال على زيادة الانتهاكات، وفرض واقع جديد على المسجد الأقصى"، مضيفا
أنه أدى أيضا لزيادة المضايقات على عمل الأوقاف الإسلامية.
وأشار إلى أن وزارة الخارجية الأردنية وجهت مذكرة
احتجاج لوزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن الانتهاكات بالقصور الأموية، مؤكدا أنه لا
"نرى أي أثر قانوني لقرار ترامب على الوصاية الأردنية على المقدسات في
القدس"، مشددا في الوقت ذاته على أنه "حق لا تنازل عنه، والمسار القانوني
أصبح لزاما ولا يجوز تغيير وضع القدس بقرار فردي".
وفي السياق ذاته، قال رئيس كتلة التحالف الوطني
للإصلاح في البرلمان الأردني عبد الله العكايلة، إنه شعر "بتخاذل وتراجع في
مواقف كثير من الدول العربية تجاه القدس وفلسطين، خلال اجتماع البرلمانات العربية
مؤخرا، إلى جانب هرولة واضحة من قبل بعض الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال".
وبين العكايلة أن "السلام المزعوم الذي قيد له
الأمة بضغط من قيادتها عبر 25 عاما ما هو إلا سراب قد تبخر بقرار ترامب الذي أطلق
رصاصة الإعدام على معاهدة وادي عربة".
وفي الإطار القانوني، ذكر أستاذ القانون الدولي أنيس
قاسم أن قرار ترامب يخالف الدستور الأمريكي، موضحا أن "زعم الرئيس الأمريكي
أن القدس حق للشعب الإسرائيلي مخالف للقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة
بخصوص القدس".
وشدد قاسم على أنه "منذ إقرار الكونغرس الأمريكي
مشروع قرار نقل السفار في عام 1980 لم تقم أي دولة بنقل سفاراتها إلى القدس، لكونه
قانونا باطلا يشرعن احتلال القدس وهي أرض محتلة، ولا يجوز اعتبارها عاصمة
لإسرائيل".