تحدث نائب عربي في الكنيست
الإسرائيلي، عن خيارات الاحتلال الإسرائيلي تجاه جهود
المصالحة الفلسطينية.
عمليات عسكرية
وأوضح النائب العربي، جمال زحالقة، أن "إسرائيل من منظورها السياسي غير معنية بالمصالحة الفلسطينية، حيث تكمن سياساتها أمام العالم في أنه لا يوجد ممثل للشعب الفلسطيني، كما أنها ترى أن استمرار الانقسام يضعف الفلسطينيين، وبالتالي فهي لا تريد للمصالحة أن تتحقق".
ولفت في حديث خاص لـ"
عربي21"؛ إلى أن "الاستراتيجية المركزية لإسرائيل في مواجهة الشعب الفلسطيني؛ هي تقسيمه وتجزئته إلى ضفة وقطاع وقدس ولجوء وداخل"، مضيفا أن "الانقسام الفلسطيني الطوعي، يندمج ضمن هذه الاستراتيجية الإسرائيلية، وبالتالي فهو يخدم ويصب في مصلحة إسرائيل".
اقرأ أيضا: إتمام المصالحة الفلسطينية.. مفاجأة سيئة لإسرائيل
ومن المنظور الأمني الإسرائيلي تجاه المصالحة الفلسطينية، فإن "هناك تيارين في إسرائيل: الأول يقول دع حركة
حماس تتورط أكثر وأكثر، حتى نستطيع أن نسحقها عبر خوض عمليات عسكرية ضدها، وأما التيار الثاني؛ فيرى أن ارتباط حماس بأطراف معتدلة بالنسبة لإسرائيل، يساعدها على المستوى العسكري والأمني"، بحسب زحالقة.
وأكد أن "تل أبيب تريد أن تستغل هذه الفرصة، حتى تفرض إملاءات عبر الولايات المتحدة الأمريكية، والتدخل في تفاصيل الاتفاق الفلسطيني الخاص بإنجاز المصالحة برعاية النظام المصري".
وحول طبيعة التحرك الإسرائيلي تجاه المصالحة، أشار زحالقة إلى أن "إسرائيل لن تقوم بخطوات سياسية من شأنها أن تدخل الساحة الفلسطينية في نقاش، بمعنى أن أي نقاش حول العملية السياسية، وما يسمى بالعملية السلمية، فإسرائيل لا تريد أي عملية من أي نوع في هذا الجانب".
مأزق المصالحة
وتابع: "لهذا السبب فهي لن تقوم بهذه الخطوات، من أجل إتاحة مساحة مناورة أمام بنيامين نتنياهو، الذي يرأس حكومة إسرائيلية مركبة من اليمين المتطرف، والتي لن تسمح له بالمناورة في هذا الاتجاه".
ورجح زحالقة قيام "إسرائيل، وبالتعاون مع أمريكا، بالتدخل على المستوى الأمني والعسكري، من أجل دق الأسافين عبر إجراءات أمنية وما يسمى بالتنسيق الأمني"، موضحا أن "إسرائيل ستضغط عبر واشنطن وتطلب تنسيقا أمنيا في قطاع غزة، على غرار ما هو موجود في الضفة الغربية؛ وهذا من شأنه أن يفجر كل الاتفاق"، وفق تقديره.
اقرأ أيضا: أبو مرزوق: لقاء القاهرة في منتهى الأهمية ونجاحه بيد عباس
وأكد أن "تل أبيب ستسعى جاهدة للاستفادة من كافة الحالات (نجاح أو فشل)؛ ففي حال تحققت المصالحة، فهي تريد أن ترضع منها للمحافظة على أمنها عبر تحقيق استراتيجيتها الأمنية بوجود هدوء كامل على جبهتي غزة والضفة"، مضيفا: "هذا ما ستعمل عليه إسرائيل، وستضع موضوع التنسيق الأمني في الواجهة".
ونوه النائب العربي إلى أن "إسرائيل من الممكن أن تشن عدوانا عسكريا على غزة، ولكن هذا العدوان بحاجة لظروف مواتية ومناسبة لأنها لا تستطيع أن تقوم به بدون مقدمات"، مؤكدا أن "إسرائيل في حال رأت أن المصالحة بدأت تضر بمصالحها فستستخدم كل الأدوات لإفشالها".
وقال زحالقة: "يجب أن تكون جميع الأمور واضحة من الآن، وذلك لمنع المأزق الذي قد تدخله إسرائيل إلى المصالحة الفلسطينية"، على حد قوله.
اقرأ أيضا: "عربي21" ترصد آراء الفلسطينيين حول المصالحة (فيديو)
من جانبه، أكد المتابع والمختص في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن جهود الوساطة التي تبذلها مصر بشأن إنجاز المصالحة بين حركتي
فتح وحماس؛ هي "رغبة أمريكية وليست إسرائيلية"، مذكرا بأن "السيسي حاول سابقا فرض محمد دحلان على رئيس السلطة محمود عباس فرفض".
خطة أمريكية
وأوضح في حديث لـ"
عربي21"؛ أن "المسافة بين المنهجين المختلفين، حماس وفتح بعيدة جدا، ولذلك فإنه لولا الضوء الأخضر الأمريكي لما تحرك السيسي كعامل ضاغط على قطاع غزة وليس كوسيط، ومن هنا قبل أبو مازن حتى الآن بما يدور في القاهرة".
ولفت جعارة إلى أن "المعلق العسكري الإسرائيلي روني دانييل؛ أكد أن الجلسة التي ستعقد في القاهرة (بين حماس وفتح) لن تثمر عن شيء، ويؤيده في ذلك آخرون، حيث إنه لا يوجد استعداد لدى حماس لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية من أجل عباس؛ وأعلن أبو مازن أنه لا يقبل بنموذج حزب الله في غزة"، كما قال.
وأضاف: "لا يمكن أن تتفق حماس وفتح، إلا إذا كانت هناك خطة أمريكية واضحة يعمل السيسي على تنفيذها، ولا يستطيع عباس أو حتى نتنياهو أن يقول لها لا، في حين أن غزة للأسف لا تستطيع أن تصمد أكثر في مقابل هذا الحصار"، وفق تقديره.
اقرأ أيضا: عبد الله الأشعل يكشف لـ"عربي21" عن مخطط لتصفية "حماس"
وأكد المختص في الشأن الإسرائيلي؛ أن "إسرائيل لا تمتلك حق الفيتو على أي خطة أو رغبة أمريكية، كما أنها لا تستطيع أن تخالف واشنطن، وكذلك القاهرة، ووفق هذا الوضع فإنه لا يمكن لتل أبيب أن تسعى لتخريب المصالحة".
وذكر أن لـ"إسرائيل أربعة شروط بشأن المصالحة، حيث زعم نتنياهو أنه مع المصالحة؛ إذا كانت ليست على حساب الشعب اليهودي، وتضمنت اعتراف حماس بإسرائيل وقطعت علاقاتها مع إيران، وأخيرا وهو أخطر ما في جعبة نتنياهو؛ أن لا يتعزز دور حماس في الضفة الغربية المحتلة".
ومن المقرر أن تستضيف مصر غدا الثلاثاء؛ حركتي حماس وفتح في جولة مباحثات جديدة، لبحث تنفيذ تفاهمات المصالحة وإنهاء الانقسام، وذلك عقب تسلم حكومة الوفاق الفلسطينية برئاسة رامي الحمدالله؛ مهام عملها في قطاع غزة، بحضور وفد أمني مصري.