نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا، تقول فيه إن وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" عينت عميلا مثيرا للجدل داخل الوكالة، ويعرف بـ"أمير الظلام"، لرئاسة عمليات التجسس الأمريكية ضد
إيران، مشيرة إلى أنه كان مسؤولا عن ملاحقة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بالإضافة إلى أنه كان مسؤولا عن مقتل عدد من الناشطين الإسلاميين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن تعيين
مايكل دي أندريا، والمعروف أيضا باسم آية الله مايك، الذي تناول دوره الفيلم الهوليوودي "زيرو دارك ثيرتي"، مسؤولا عن مواجهة التهديد الإيراني، يعد جزءا من التعهدات التي قطعها الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب على نفسه أثناء حملته الانتخابية.
وتورد الصحيفة أن المحامي السابق في "سي آي إيه" روبرت إيتنجر، الذي عمل مع دي أندريا، قال لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه "يستطيع إدارة حملة شرسة بذكاء"، مشيرة إلى أن دي أندريا اعتنق الإسلام، وتزوج سيدة مسلمة عندما كان في الخدمة.
ويلفت التقرير إلى أن زملاء دي أندريا، الذين عملوا معه، يصفونه بأنه "وقح"، ومدمن على العمل، منوها إلى أنه كان مهندس سياسة استخدام الطائرات دون طيار في باكستان وأفغانستان واليمن، التي أدت إلى مقتل مئات الناشطين، إلا أنها أدت كذلك إلى مقتل المئات، إن لم يكن الآلاف، من الأبرياء المدنيين، ما أدى إلى تلقيبه باسم "الحانوتي".
وتفيد الصحيفة بأن دي أندريا شخصية مثيرة للاستقطاب داخل الدوائر الأمنية، ويحترمه الكثيرون بسبب خبراته العملياتية وفطنته، حيث يصفه نائب مدير "سي آي إيه" السابق مايكل موريل، بأنه "أحد أفضل الضباط في (سي آي إيه) من بين جيله"، بعد خبرة عمل، مدتها 38 عاما، عمل من خلالها على إضعاف تنظيم القاعدة.
ويكشف التقرير عن أن دي أندريا يحتفظ بسرير في مكتبه للنوم عليه، وسئل مرة عمن يقوم بعمله في أوقات فراغه، فأجاب: "عمل"، مستدركا بأنه يلام على عدم مراقبته نواف الحازمي، وهو أحد المهاجمين التسعة عشر، الذين شاركوا في عمليات 9 أيلول/ سبتمبر 2001، بل إن آخرين حملوه مسؤولية مقتل سبعة من ضباط الاستخبارات في أفغانستان، عندما فجر عميل مزدوج نفسه بينهم في عام 2009.
وتنوه الصحيفة إلى أنه عندما تولى دي أندريا إدارة مركز مكافحة الإرهاب في عام 2006، فإنه أسهم في إضعاف تنظيم القاعدة، مع أن برامج التعذيب التي طبقها على المعتقلين اعتبرت في عام 2014 غير إنسانية وغير فاعلة.
ويجد التقرير أن تعيين دي أندريا يشير إلى سياسة متشددة تبنتها "سي آي إيه"، تحت إدارة النائب الجمهوري السابق مايك بومبيو، لافتا إلى أن موقف إدارة ترامب من إيران واضح من تعييناته في مجلس الأمن القومي، رغم أنه تراجع عن موقفه من تمزيق الاتفاق النووي، الذي وقعته إدارة باراك أوباما مع إيران عام 2015.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم انتقاد ترامب الاتفاق النووي المهم الذي وافقت فيه إيران على وقف برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عنها، إلا أنه قام بالمصادقة عليه وبهدوء في نيسان/ أبريل.