صحافة دولية

البايس: لماذا يثير مشروع "الناتو العربي" مخاوف إيران؟

أجواء "حميمية" خلال زيارة ترامب للرياض - أ ف ب
أجواء "حميمية" خلال زيارة ترامب للرياض - أ ف ب
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن مشروع الناتو العربي الذي يثير مخاوف إيران، فهو من شأنه أن يزيد من عزلتها.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المسؤولين الإيرانيين هم أكثر من يتابع عن كثب رحلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية وإسرائيل؛ لأنهم يدركون تماما أن هدف التحالف بين المملكة والولايات المتحدة يتمثل خاصة في التصدي لإيران، وهو ما أكده الملك سلمان خلال افتتاح القمة الإسلامية الأمريكية التي غابت عنها طهران.

وأضافت الصحيفة أن ترامب حث، خلال زيارته إلى السعودية بحضور العديد من القادة العرب، على ضرورة محاربة الإرهاب. وخلال هذه القمة التي عقدت في الرياض، عبرت السعودية إلى جانب عدد من الدول الأخرى عن موقفها من إيران، حيث اتهمت بالإرهاب وأنها لا تختلف بتاتا عن تنظيم الدولة.
 
وفي هذا السياق، وفي هجوم غير مسبوق، تحدث العاهل السعودي عن إيران، وقال إنها تعد بمثابة "رأس حربة الإرهاب العالمي". وهذا لا يعد موقفا غريبا على المملكة، نظرا للمنافسة القائمة بين الدولتين، والتي يسعيان من خلالها إلى بسط نفوذ إقليمي في كل من سوريا والعراق والبحرين واليمن، أي الدول العربية التي تضم مجتمعات شيعية تستغلها طهران لتعزيز مصالحها. كما حمل ترامب إيران مسؤولية "الإرهاب العالمي"، ودعا الدول العربية والإسلامية إلى عزلها.

وذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع الإيراني، الجنرال حسين ديغان، كان قد حذر من الوضع السائد حاليا، إذ اعتبر أن "كلا من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني وآل سعود ساهموا في خلق ظروف حساسة ومعقدة للغاية في المنطقة. وساهم هذا التحالف في تعزيز خطط السعودية الخطيرة التي تحاول انتهاجها ضد إيران". كما دعا المرجع الشيعي، ناصر مكارم الشيرازي، المسلمين إلى التفطن إلى "مؤامرة" الولايات المتحدة التي تحاك ضدهم.

وبينت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإيرانية عبرت عن رفضها للمشروع القائم بين السعودية وإدارة ترامب، ووصفته بأنه "محاولة من السعودية للتغطية على مشاكلها الخاصة".

وكانت السعودية قد أعلنت في أواخر سنة 2015 عن تشكيل تحالف عسكري للدول العربية الإسلامية بهدف التصدي لظاهرة الإرهاب المتفشي في المنطقة. لكن هذه المبادرة لم تؤت ثمارها، ولم تفض إلى نتائج ملموسة، حيث اعتبرتها إيران مجرد حركة تسعى المملكة من خلالها إلى إحكام سيطرتها على المنطقة عوض التصدي لتهديدات تنظيم الدولة.

وفي هذا الصدد، يرى العديد من المحللين السياسيين الإيرانيين أن "الناتو العربي قد تجاهل الدعم السعودي للإرهاب، وأنه يسعى إلى قتل رغبة الشعوب في إرساء أنظمة ديمقراطية".

وأوردت الصحيفة أن الإصلاحي السياسي الإيراني، مرتضى ألفيري، والرئيس السابق لبلدية طهران، يعتبر أن "ترامب هو رجل أعمال قبل أن يصبح سياسيا، فهو يسعى إلى تثبيت مصالحه في المنطقة ويفضل في الوقت نفسه العمل مع إيران ضد دول أخرى، وذلك بحجة محاربة تنظيم الدولة. في المقابل، سيستطيع روحاني بفضل دهائه وسياسته البراغماتية في نهاية المطاف التوصل إلى حوار واتفاق بين البلدين".

ونقلت الصحيفة تصريحات مستشار المرشح الرئاسي الخاسر إبراهيم رئيسي، حامد رضا طرقي، الذي قال إنه "على الرغم من اختلاف كل من أساليب ترامب وأوباما، إلا أن كليهما يرغبان في السيطرة على إيران والحد من نفوذها في المنطقة". كما رأى العديد من السياسيين المحافظين في إيران؛ أن تمديد قانون العقوبات ضد طهران، فضلا عن ممطالة الجانب الأمريكي في تنفيذ بنود الاتفاق النووي، لا يهدف سوى إلى التعميق من حدة التوتر بين البلدين.

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أوروبية؛ أن تصريحات ترامب المعادية لإيران وشجبه للاتفاق النووي، سوف يصب لصالح طهران. وأشارت هذه المصادر إلى أن أوباما هو المسؤول عما آلت إليه العلاقة بين واشنطن وطهران، خاصة بعدما وضع جملة من العقبات الرئيسية على غرار وجوب الحصول على تأشيرة مسبقة لدخول الولايات المتحدة بالنسبة لأشخاص يحملون الجنسية أو سبق لهم أن زاروا إيران خلال السنوات الخمس الماضية.
التعليقات (0)