نشرت صحيفة "واشنطن
بوست"
مقالا للصحفي إيشان ثارور، قال فيه إن الرئيس المنتخب دونالد
ترامب أطلق
تحذيرا واضحا: إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين في أسر حماس في
غزة بحلول
الوقت الذي يتولى فيه منصبه، فسيكون هناك "ثمن باهظ يدفع". لكنه كان
أقل وضوحا بشأن ما يستلزمه هذا التهديد.
وأضاف ثارور، "في المحصلة، دمرت
أكثر من 15 شهرا من الحرب المتواصلة الأراضي الفلسطينية حيث تسيطر حماس، ودمرت
الكثير من بنيتها التحتية المدنية، وأفقرت مليوني شخص".
ويعتقد المسؤولون
الإسرائيليون أن هناك حوالي 100 أسير متبق في جحور وأنفاق الجماعة المسلحة، تم
أسرهم عندما شنت حماس هجومها القاتل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على جنوب الأراضي المحتلة، بحسب الكاتب.
وقالت "إسرائيل" إن
حوالي ثلثهم قد ماتوا، لكن جثثهم لا تزال محتجزة لدى حماس كجزء من نفوذها التفاوضي.
وأضاف الكاتب، أنه "على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها
الجماعة المسلحة، بما في ذلك تقليص صفوف قيادتها، أو ربما بسببها، فإن حماس تتمسك
بموقفها؛ فقد حجبت معلومات دقيقة عن وضع الأسرى المتبقين كجزء من موقفها التفاوضي".
اظهار أخبار متعلقة
وأردف ثارور، "قد انتعشت هذه
المحادثات في الأيام التي سبقت تنصيب ترامب. وكان مبعوث الرئيس المنتخب إلى الشرق
الأوسط، ستيف ويتكوف، في نهاية الأسبوع في كل من إسرائيل والدوحة، قطر، لإجراء
مناقشات حول صفقة للرهائن".
وأرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفدا
بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنيا إلى العاصمة القطرية، حيث كان مسؤولون من إدارة
بايدن المنتهية ولايتها يوجهون الجهود الأمريكية.
وقال مدير وكالة
المخابرات المركزية ويليام جيه بيرنز للإذاعة الوطنية العامة (أن بي أر): "أعتقد أن المفاوضات
الجارية الآن جادة للغاية وتوفر إمكانية إنجاز ذلك في غضون الأسبوعين المقبلين على
الأقل، وقد عملت هذه الإدارة بجدية شديدة في هذا الصدد حتى 20 يناير، وأعتقد أن
التنسيق مع الإدارة الجديدة بشأن هذه القضية كان جيدا. وقد أوضح الرئيس المنتخب ترامب
اهتمامه بمحاولة التوصل إلى اتفاق، كما تعلمون، قبل تنصيبه".
وتساءل الكاتب، "لكن ماذا لو لم يتم
التوصل إلى اتفاق كبير؟ إن إعلان ترامب الأسبوع الماضي بأن "الجحيم سوف تندلع"
في الشرق الأوسط يثير تساؤلات حول الأدوات الفعلية التي يمتلكها".
وكما كتب مايكل
كوبلو من منتدى السياسة الإسرائيلية في مقال مؤخرا، فإن الرئيس الذي خاض حملته
الانتخابية على أساس سحب الجنود الأمريكيين من الشرق الأوسط من غير المرجح أن ينشر
المزيد من القوات الأمريكية في مناطق الحرب هناك، ولن تحقق حملة القصف الأمريكية
نتائج مختلفة عن تلك التي حققتها أصلا أشهر من القصف الإسرائيلي.
وقد تخفف إدارة
ترامب القيود القليلة التي فرضتها الولايات المتحدة على النشاط العسكري
الإسرائيلي، ولكن كما أشار كوبلو، فإن إسرائيل لم تقم بحربها وهي ترتدي قفازات
الأطفال.
والخيار الآخر المتاح أمام ترامب هو دعم ما طالب به عدد كبير من الساسة
الإسرائيليين اليمينيين منذ فترة طويلة ــ أي فرض المزيد من القيود أو حتى وقف
المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى الأراضي التي مزقتها الحرب تماما، بحسب الكاتب.
وأردف ثارور، أن مثل هذه
الخطوة تخاطر بتداعيات دولية ضخمة، ولا يوجد سوى القليل من الأدلة التي تشير إلى
أن حماس سوف تخفف من مواقفها مع معاناة المزيد من المدنيين الفلسطينيين.
وكتب كوبلو:
"إن عبارة "سيدفع ثمنا باهظا" مقنعة وجذابة، ولكن ما تعنيه هذه
العبارة مهم حقا إذا قررت حماس أن ترامب يخادع. إذا قررت حماس تجريب مدى جدية
ترامب، واتضح أنه ليس لديه استراتيجية لإجبارها على الدفع، فلن يكون الخطاب
العدواني بلا ثمن. بل إنه سوف يأتي بنتائج عكسية ويجعل إطلاق سراح الأسرى أكثر
صعوبة".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار الكاتب إلى أن هناك حواجب مقطبة
داخل الدوائر الأمنية الإسرائيلية أيضا. قال مصدر أمني إسرائيلي كبير، تحدث شريطة
عدم الكشف عن هويته، لموقع "المونيتور"، وهو موقع إخباري يركز على الشرق
الأوسط: "نحن لا نعرف حقا ماذا يعني الرئيس المنتخب. من الصعب أن نرى أي
تهديد يمكن استخدامه ضد حماس الآن بعد القضاء على قيادتها بالكامل تقريبا وقتل
عشرات الآلاف من مقاتليها".
وأشار يوآف
ليمور، المراسل العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم"، إلى أن التقدم الحقيقي في
إنهاء الحرب لن يحدث إلا بعد أن يواجه نتنياهو الترتيبات السياسية في المنطقة التي
تجنبها لفترة طويلة لإرضاء حلفائه من اليمين المتطرف.
وكتب ليمور: "الحل
الوحيد هو حكومة بديلة في قطاع غزة تكون مسؤولة عن القضايا المدنية وتترك لإسرائيل
مسؤولية الأمن. لقد امتنعت إسرائيل باستمرار عن الترويج لهذا الحل في محاولة
للحفاظ على الائتلاف سليما".
ويقول الكاتب إن
بؤس الفلسطينيين العاديين في غزة لا يمكن إنكاره. يبدو أن حوادث الإصابات الجماعية
تحدث أسبوعيا وسط القصف الإسرائيلي.
وفي حين يسخر المسؤولون الإسرائيليون وأنصارهم
من أعداد القتلى التي أحصتها السلطات الصحية المحلية في غزة، وجد تحليل إحصائي تمت
مراجعته من قبل أقران في المجلة الطبية البريطانية "لانسيت" أن عدد
القتلى في القطاع في الأشهر التسعة الأولى من الحرب ربما كان أقل من العدد الحقيقي
بأكثر من الثلث. ولا يزال عدد كبير من الجثث تحت أنقاض الأحياء المدمرة في غزة.
وقد قدر
الباحثون، الذين ضموا أكاديميين من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي وجامعة ييل،
أن هناك 64,260 حالة وفاة بسبب "الإصابات المؤلمة" خلال تلك الفترة، وهو
ما يزيد بنحو 41% عن العدد الرسمي من قبل السلطات الصحية المحلية.
اظهار أخبار متعلقة
وكان ما يقرب من
60% من القتلى من النساء والأطفال والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما. ولم
يقدم الباحثون تقديرا للمقاتلين الفلسطينيين بين القتلى.
وتابع ثارور، "عندما لا
يواجهون القصف الإسرائيلي، يستسلم عدد متزايد من الفلسطينيين، خاصة الأطفال، لبرد
الشتاء القاسي، وقد أدت القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية والافتقار إلى
المأوى المناسب لآلاف الأسر النازحة عدة مرات بسبب القتال إلى وفاة الرضع في
الخيام، وآباؤهم عاجزون عن
حمايتهم".
وقال أحمد الفرا،
طبيب الأطفال في مستشفى ناصر في جنوب غزة، حيث تم إحضار عدد من الأطفال موتى عند
وصولهم بسبب البرد، لصحيفة "واشنطن بوست": "عندما يكونون في منزل
من الخرسانة، وعندما تكون الكهرباء متاحة، وعندما تكون التدفئة متاحة، لا يستطيع
[الرضع] تحمل انخفاض حرارة الجسم. فماذا يمكننا أن نتوقع عندما يكونون في خيمة دون أي مصدر للديزل أو الكهرباء أو البنزين أو حتى النار لتدفئتهم؟"