نشرت صحيفة "تسوريشر تسايتونغ" السويسرية، الناطقة بالألمانية، تقريرا؛ تناولت فيه طبيعة
العلاقات بين
الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية
السعودية، مشيرة في الآن ذاته إلى علاقات "منفتحة" مع
إسرائيل.
وأشارت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الإمارات العربية المتحدة تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل، حيث أن وفدا دبلوماسيا إسرائيليا زار أبو ظبي للتباحث مع السلطات الإماراتية حول مشروع طاقات متجددة في أبو ظبي. كما أشيع أن هذه المباحثات شملت أيضا إحداث مشاريع في مجال التكنولوجيا المتطورة. وفي سنة 2011، نظم عازف البيانو الإسرائيلي، دانييل بارينبويم، حفلا موسيقيا في أبو ظبي.
وأكدت الصحيفة أن الإمارات تعتبر قوة عسكرية لا يستهان بها، حيث أنها تشارك في العديد من الحروب، وخصوصا في اليمن، إذ تشارك في الحرب التي يقودها التحالف العربي ضد الحوثيين. وخلال هذه المعارك، قتل حوالي 45 جنديا إماراتيا على يد الحوثيين. وفي الأثناء، أرادت الإمارات اختبار ردة فعل السعودية، وذلك من خلال الإعلان عن انسحابها من التحالف.
وأضافت الصحيفة أن التوتر أصبح يسود العلاقات السعودية الإماراتية بسبب توجهات الإمارات "الحداثية" المتعارضة مع النهج السعودي "الوهابي"، حيث أن الإمارات تعتمد على النظام الليبرالي وتنادي بفصل الدين عن الدولة. بالإضافة إلى ذلك، قطعت الإمارات أشواطا متقدمة في طريق التنويع الاقتصادي مقارنة بالسعودية، حيث أصبحت دبي قطبا تجاريا وسياحيا لا يعتمد كليا على قطاع النفط. وعموما، تعتقد أبوظبي أن السعودية في حاجة إلى إجراء إصلاحات عاجلة وجذرية حتى تنأى بنفسها عن أية مشاكل يمكن أن تواجهها.
وأفادت الصحيفة أن إيران تمثل العدو المشترك بين السعودية والإمارات، على الرغم من أن أبو ظبي رحبت في السابق بالاتفاق النووي الإيراني. وفي هذا الصدد، قال برناردينو ليون، رئيس بعثة الأمم المتحدة السابق في ليبيا والمدير العام الحالي لأكاديمية الإمارات
الدبلوماسية، إن إيران تعد بمثابة "كابوس فعلي" في المنطقة.
وتابعت الصحيفة أن مواقف كل من الإمارات والسعودية تجاه اليمن وليبيا متباينة، حيث أن أبو ظبي حاولت في مناسبات عديدة لعب دور الوساطة في الحرب اليمنية، الأمر الذي رفضته السعودية بشدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات رحبت بالاتفاق السياسي الليبي الذي أبرم برعاية الأمم المتحدة سنة 2015. وفي الوقت نفسه، تقدم دعما كبيرا للجنرال المتقاعد خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا. في المقابل، تميل السعودية إلى الوقوف في صف الجهات المعتدلة في طرابلس.
وذكرت الصحيفة أن الإمارات ترغب أيضا في لعب دور الوساطة في ليبيا، حيث أنها احتضنت لقاء جمع بين رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، وحفتر، بهدف التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، حيث تحاول الإمارات لعب دور مشابه للدور الروسي في الملف الليبي.