هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
إن وصف إخوان مصر والمشارقة بـ"الدوغماتية السياسية والطقوسية الجامدة" والتعامل مع كتابات البنا وقطب بما هو أقرب أحيانا لـ"لاهوت إسلامي" و"الحتمية الدينية" والانعزال عن المجتمع، كلها أوصاف أقرب إلى "الهرطقة الأكاديمية"، التي تنزع إلى تعميم أوصاف يروجها خصوم الإسلاميين.
هل تتأكد مشاركة الزعيم التاريخي للجماعة الإسلامية وحركة الاتجاه الاسلامي ثم حركة "النهضة" في السباق نحو قصر قرطاج؟
في رأيي أن النقد الذي كان يجب أن يوجه للإخوان ورفاقهم في الثورة أنهم قاموا في الواقع بـ"نصف ثورة" وأبقوا الكثير من عناصر الدولة العميقة في الجيش والأمن والقضاء والإعلام والاقتصاد، مما أتاح للدولة العميقة أن ترتب صفوفها وتسترجع قوتها، وتُفشل كل عمليات الإصلاح والتغيير، ثم تقوم بانقلابها على الثورة.
أكد قيادي في حركة "النضة" التونسية أن قوى التحرر الوطني في تونس تقف ضد المؤامرات والترتيبات التي تحصل بمشاركة بعض الدول العربية لتصفية القضية الفلسطينية.
تعرضت تجربة الحركات الإسلامية في المنطقة العربية للكثير من الدراسات والكتابات النقدية، خصوصاً في الفترة التي تلت انطلاق ما يعرف بـ"الربيع العربي" سنة 2011، وصعود الإسلاميين إلى صدارتها، سواء من خلال المشاركة الثورية أم من خلال الفوز بصناديق الاقتراع.
غيب القمع عبد الرؤوف بولعابي عن الساحة التونسية منذ 1981، بعد أن كان الصراع مع المرض الخبيث في مستوى الفم والحنجرة والأنف طوال 17 عاما قد حرمه من لعب دور مباشر في الصفوف الأولى في تونس قبل ثورة كانون أول (ديسمبر) 2010..
قال قيادي في جماعة العدل والإحسان المغربية: "في كل مرة يتفنن النظام المخزني في مواجهته لنا، فتارة بالاعتقال وتارة بحرمان قياداة الجماعة وأعضاء من العمل وفرض الإقامات الجبرية عليهم، اليوم تفتقت عبقريته بإقدامه على تشميع البيوت، بدعوى أنها تتخذ مقرات لأنشطة الجماعة".
نحن اليوم أمام تجربتين معاصرتين: "المغاربة طبقوا نظريتهم على أرض الواقع وحققوا نجاحًا لافتًا، في حين فشل الإخوان المسلمون. وبلغة أخرى فشل الإسلام الثوري الهدام ونجح الإسلام التنموي البناء"!
من منطلق المقارنة مع الفكر الديني والسياسي في أوروبا، يلتقي الفكر المقاصدي في الاعتداد بفطرة البشر والقانون الطبيعي الذي تمسك به أيضا أبو الحداثة الغربية الفيلسوف إيمانوييل كانط.
يتبنى إسلاميو المغرب شعارات لا تنمّ عن طموحات الدين المركزي في العالم أو الاستثناء الإسلاموي Islamist exceptionalism، ولا الطموح بنشر الشريعة في المجتمعات الأخرى، بقدر ما ينادون بالتعايش ضمن التعددية الفكرية والسياسية والقبول بالآخر.
بين النظرية والواقع مسافات كبيرة، تفاوتت فيها تجارب الإسلاميين نجاحا وفشلا في تحويل الأفكار إلى نماذج سياسية على الأرض.
شكّلت العلاقة المتأرجحة بين الإسلام والسياسة والعنف مراحل مدّ وجزر بين الحركات الإسلاموية والسلطة المركزية في أغلب الدول العربية التي تنازعها في المرجعيات الإسلامية وأساسا في الفقه ونظام الإرث ومجالات أخرى، وتباينت بالتالي في دينامياتها وتوجهاتها المجتمعية بين المشرق والمغرب.
أبدى الأمين العام السابق لحزب المؤتمر الشعبي في السودان، ابراهيم السنوسي تفاؤله بمستقبل الحريات والديمقراطية في السودان، مستبعدا أي امكانية لإبعاد الحركة الإسلامية أو تهميشها.
تطورت الظاهرة الدينية التونسية بسرعة إلى تيار شبابي ثقافي فكري سياسي نقابي وطني ثم إلى حراك ثوري في الجامعات والنقابات تأثر ببعض الحركات اليسارية والأحزاب الليبيرالية الوطنية التونسية والمغاربية ثم بحركات التحرر الفلسطينية والمقاومة اللبنانية والثورة الايرانية..
قال زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي: "إن الحركة لا تزال بانتظار العصفور النادر الذي ستدعمه في الرئاسية"، مشددا على أنّها "تبحث عن مرشّح توافقي لتدعمه سواء من داخلها أو من خارجها".
حركة النهضة ساهمت في هذا النجاح من خلال تمسّكها بالوفاق الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية والحوار والتوافق والتواصل مع القديم والسعي إلى طي صفحة الماضي وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.