هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لعل مأتى الاحتراز حول الديمقراطية أن يرتبط بسعي من تبنوها من المسلمين إلى استيراد النموذج الغربي دون أن يأخذوا بعين الاعتبار العناصر الثقافية المحلية أو أن يرتبط بعملها على فرض أفكارها في عديد المسائل الثقافية (حقوق المرأة، دور الدين في المجتمع)..
ما هو حادث هو أن قضية فلسطين، التي بسببها يُفترض أن العرب يعادون إسرائيل، لم تعد قضية عربية (من الناحية الرسمية)، بل قضية فلسطينية "شخصية"، أي تهم الفلسطينيين وحدهم، بعد أن نفضت معظم الدول العربية أيديها منها، ولكن ما زالت قلوب المواطنين العرب على فلسطين..
إن صلاحية أي تشريع تقرر على أساس صلاحية قيمه، ومبادئه، وتجانسه مع الواقع، فالسياسة التشريعية الرشيدة يتعين أن تعتمد على عناصر متجانسة مع البيئة التي تضبطها، فإن قامت على عناصر متنافرة معها افتقدت الصلة بين النصوص ومراميها، بحيث لا تكون مؤدية إلى تحقيق الغاية المقصودة منها، باعتبار أن أي تنظيم تشريعي ليس مقصودا لذاته، وإنما هو مجرد وسيلة لتحقيق أهدافه المتعلقة بضب الحياة وإسعاد الناس.
يتفّق الجميع تقريبا على أن الشعوب اليوم من المشرق إلى المغرب ومهما اختلفت سياقاتها تتقدم بسرعة نحو الهاوية السحيقة التي وقعت فيها ليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان ولبنان. بل إن الجميع يقرأ الفنجان اليوم عن الدولة أو الدول التي سيأتي الدور عليها لتسقط في الخراب الكبير..
لست أشك في أن الكثير يقارن ما يجري في إسرائيل من تصد متين لإرادة المستوطنين إفساد شروط دولة القانون وفرض الفاشية السياسية وما يجري في أي بلد عربي بين اليسار خاصة وأدعياء الحداثة عامة من النخب العربية.
للحاكم العربي دائما مشروع وحيد، وهو البقاء على كرسي السلطة إلى الأبد، وتوريثه إلى سلالته إذا أمكن، وفي إطار ذلك، يكيف مخرجات سياساته لخدمة هذا المشروع، الذي يتطلب أحيانا كثيرة إجراء تعديلات دستورية، رغم أن الدساتير العربية لا قيمة لها.
سعيا وراء تبيّن أسباب الانكسار الذي آلت إليه الأمة من المحيط إلى الخليج تختلف الآراء وتتباين فمنهم من يرى أن الخارج والغرب تحديدا هو سبب أزمتنا وتخلفنا. يمثل الغرب من ناحية أولى السبب التاريخي لتخلف الشعوب العربية وهو الذي غزاها ثم احتلها عقودا فنهب ثرواتها ونصب على حكمها أشرس المستبدين..
ما كانت دعواهم ووصاياهم للمستخلفين "في الأرض، والمستأمنين على الغنيمة" الفرنسية إلا العض عليها بالنواجذ ومواصلة المعركة بها ومن أجلها، حتى إزالة آخر حرف عربي من على شواهد القبور في الجزائر وباقي البلاد المغاربية أسوة بما فعله أبناء العمومة من الإسبان في غرناطة سنة 1492..
نعتقد أن هذا الرفض القاطع للجنسية الفرنسية وهويتها اللغوية والدينية والثقافية، من أصحاب البيان، والذي يصرح فيه قادة الشعب من الثوار بأن للجزائر هوية وشخصية متميزة تتكامل فيها كل المقومات التاريخية والجغرافية واللغوية والدينية والثقافية التي تجعلها غير فرنسية بكل المقاييس!!
مع إحياء العرب ليوم الأرض تتجدد إثارة الملف الحارق الذي اتسعت آثاره لتشمل العالم بأسره، حيث تحول إلى تهديد مستمر لأمن الجميع أشارت منظمة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي في تقريرها الأخير لمنظمة (الأسكوا) وأمينتها العامة (د. فرجينيا تليه) إلى ممارسات إسرائيلية ضد العرب الفلسطينيين فوصفتها بالتمييز العنصري من خلال فرض طابع الدولة اليهودية على إسرائيل مما يعني أن غير اليهود يعاملون كمواطنين منبوذين عنصريا.
التيارات والأحزاب والنخب والمدارس الفكرية السياسية كانت في قلب هذا الحدث دون ذكر الفترة التي سبقت الثورات والفترة التي نعيشها اليوم. أخطر هذه التيارات التي تحالفت مع الاستبداد ضد مطالب الشعوب وبررت القمع ودعمت الانقلابات وشاركت فيها، هي دون شك التيارات العروبية القومية التي أحرقت آخر الرصيد المتبقي لها. لكن تيارين كبيرين آخرين أصابهما شلل كبير خلال السنوات الأخيرة وتآكلت قواعدهما بشكل ملحوظ، وهو ما يؤشّر على نهاية طور مركزي من أطوار النخب العربية.
هذا العقل الذي قدم للإنسانية علوم الرياضيات والفلك والجغرافيا والجبر والطبيعة والطب والصيدلة وأسس لها علم الاجتماع وفلسفة التاريخ وعرف كيف ينقل عن الثقافات المختلفة ويضيف إليها دون عقدة أو انغلاق، كيف تقهقر إلى الوراء وتصلبت شرايينه ولحقه عفاء الزمن؟
صارت الوطنية شهادة يوزعها النظام وأدواته الإعلامية على من يشاؤون، بل إن الولاء للوطن صار شعار المرحلة عند أنظمة كثيرة وجدت في المصطلح ضالتها وظفرت من خلاله بكنز ثمين..
الثابت أولا أن هناك طورا قد انتهي وأن طورا جديدا هو بصدد التشكّل على كل الأصعدة. الثابت ثانيا هو أن الطور الجديد يحمل في طياته عناصر أساسية من الطور السابق هي التي ستحدد طبيعته وأبعاده رغم اختلاف السياق المستجدّ..
يسارع اليمين الإسرائيلي المسيطر على الحكومة لتشريع قوانين ضد فلسطينيي 48، ومنها ما يتعلق بالتعليم
إن جاز لديمقراطية القرب والتفضيل الاجتماعي أن تدعي لنفسها امتيازا ما، فبشرط أكيد يتبلور أكثر فأكثر في إقامة رؤيتها السياسية الثقافية على ثوابت استراتيجية متكاملة ثلاثة، ندكرها تحديدا لكونها غير محققة بعد ولا فاعلة في واقع الحال بما يضمن ترسخها وتطورها.|.