هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دوماً كانت حسابات الواقع العربي حسابات تحدٍ، فالشعوب التي واجهت القمع والقهر والفقر والاستبداد والطغيان والتآمر، والتي تقف اليوم مناهضة ورافضة للتطبيع مع المؤسسة الصهيونية، إنما تخوض كل معاركها مجتمعة لتصنع مستقبلها
ترامب سيغادر البيت الأبيض في غضون أسابيع قليلة، فلماذا تسارع أقطار عربية إلى تطبيع العلاقات مع الكيان إرضاء له واستجابة لضغوطه؟
نحن أمام أنظمة عربية تخاف من المعارضين المعتدلين، ويسعدها جدا وجود التيارات المتطرفة، والتنظيمات المسلحة
الأسبوع الماضي، أبلغ سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان الأمينَ العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه ينوي تقديم مشروع قرار يطالب الهيئة الدولية "بإقامة تكريم سنوي لمئات الآلاف من اليهود الذين طُردوا من الدول العربية نتيجة إقامة دولة إسرائيل"
تلك المعوقات وغيرها لن تنال من عزم الشعوب التوّاقة للحرية والاستقلال الفكري والسياسي بفعل تجذر الوعي لدى قطاعات واسعة من الأمة، ومن المستحيل أن يعود وضع ما قبل ٢٠١١م، نظرا للتطور الفكر السياسي العربي
قلق المستبدين العرب الذين منحهم الرئيس الخاسر في الانتخابات دونالد ترامب مساحة واسعة من الاستبداد والقمع، سيصبح قلقاً مضاعفاً مع رئيس يعرفون أجندته مسبقاً باعتباره استئنافاً لرؤية الرئيس السابق أوباما في إطار مقتضيات البراغماتية الواقعية..
بعد إخفاق العديد من حركات "الإسلام السياسي" في تجارب سياسية معاصرة، تتباين الآراء حول تحديد أسباب ذلك الإخفاق، وتتراوح التقييمات بين من يشيد بتلك التجارب ويثني عليها ويدافع عنها، وبين من ينتقدها بقسوة ويدعو إلى مراجعتها للإفادة من أخطائها المتكررة، ولتحاشي الوقوع فيها في قادم الأيام.
مخطط وأد الاخوان هو الورقة الأخيرة في معركة التحرر من الاستبداد، فهل تنجح أنظمة الحكم في تنفيذ المخطط؟ أم تنجح الجماعة في مقاومة هذا السيناريو بمشروعات فكرية جديدة وأدوات عملية مناسبة؟ أم تبقى الجماعة في خندقها الضيق تراهن على الصبر والوقت دون أدوات فعل؟
إن رهان النخب المعارضة على الخارج يزيد الضغط على النظم، ويجعلها أكثر توجها وخضوعا لإملاءات القوى الكبرى؛ وهذا يجعل دول المنطقة رهينة بين يدي هذه القوى ويجعل الجميع يدورون في حلقة مفرغة من التبعية
من هذا الفهم للعمالة يجب أن نتجاوز فكرة التخوين الهجائي الذي تتبادله القوى السياسية والذي طال كل شيء في حياتنا
ضرورة إصلاح المحكوم والحاكم بالوعي والفهم، وتجريد المنصب من المنافع حتى يصبح كالدول الديمقراطية ملكا للمجتمع لا يجوز الانقضاض عليه
وضع تركيا لنظامها الإصلاحي في قوالب فكرية يجعله شرعية إقليمية ويضع الشرق الأوسط على طريق الاستقرار
المؤسسات العامة في العالم العربي غير مهيأة للتعامل مع الوجوه السياسية المتغيرة مثلما هو الحال في الدول الغربية. وتكشف لنا كثير من التقارير أنه حتى الأنظمة السلطوية تحتاج وقتا حتى تستطيع أن تطوع هذه الأجهزة وتضمن ولاءها رغم قبضة القهر..
والخلاصة أن التزام بايدن بأمن إسرائيل هو استمرار للخط الأمريكي حتى قبل قيام إسرائيل، وأن بايدن سوف يمكّن إسرائيل من الحصول على ما تريد، ولكن بالتدريج ودون حرق المراحل وإحداث الفجوات
عَلِم من لم يكن يعلم أنَّ الانتخابات الأمريكية المكلفة أفضل من الصراعات السياسية الدموية المسرفة، والحرب الأهلية المتلفة، وهذا ما لا يختلف عليه عاقلان، لكن الأعنز الحاكمة الوراثية العربية تنتطح فيه، وتسخر من سهرنا أياماً وليالي ونحن نعدّ الأصوات الأمريكية الانتخابية