هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لماذا تصرفت النخبة بهذه الطريقة وخلا سلوكها من أية رغبة في التضحية من أجل بناء ديمقراطية دائمة؟ هل هي المدرسة ونظام التعليم الفرداني والتنشئة الاجتماعية الفردانية؟
على من أراد الحكم والبقاء فيه أن يدخل على الناس من هذا الباب قبل أن يتقدم إلى الصندوق الانتخابي. المنظومات فهمت ذلك وحكمت به، وعادت إلى السلطة في بلدان الثورة..
ليس للعرب الديمقراطيين إلا مواجهة مصيرهم بأنفسهم، ونقطة الانطلاق هي الإقرار بأن العدو الداخلي لا يعامل بالحسنى..
الصراع على هوية الدولة والمجتمع في العالم العربي لم تكتب نهايته بعد، فقد بلغت الأنظمة الإمبريالية والصهيونية والدكتاتوريات ما بعد الكولونيالية ذروة ترابطها ووقاحتها وعنفها، وذلك لسبب بسيط؛ أنها تعيش لحظات شك حول ديمومة هيمنتها وبقاء وجودها.
علينا أن نسعى للقضاء على الدكتاتورية، وأن نحفظ للمواطن في بلادنا أياً كان اتجاهه السياسي الحقَ في التعبير عن رأيه، والحق في إنشاء التنظيمات السياسية والاجتماعية التي يمارس فيها نشاطه طالما لا يستخدم العنف في ذلك.. فإن هذا هو جوهر النظام السياسي في الإسلام
كبُر على القوميين العرب أن يأخذوا شيئا من الدول الاستعمارية الديمقراطية، وأظن أن عداءهم للديمقراطية كان نابعا من رفض تقليدهم للغرب. كما أن الديمقراطية تتناقض مع فكرة الزعيم الذي يقدسه القطيع العربي..
نتداعى إلى كلمة سواء ورؤية مشتركة لا تقف في خنادق الماضي إلا بقدر ما تستفيد منه لبناء المستقبل، وتتجاوز الخلافات والحواجز، للعمل على إخراج رؤية جامعة تعمل على إخراج مصر من أزمتها الحالية التي تستفحل يوما بعد يوم في تفاصيل معروفة ومعلومة للجميع..
نحن ممن يحبون الوطن والأهل، وحريصون على ديننا الحنيف بغير مزايدة ولا نفاق. فكان لزاما الرد على الملأ ليعرف الناس كيف نفكر جميعا، نحن وهم، والهدف هو التوصل لحل لصالح الوطن قبل أن يكون تسجيل انتصار لفصيل وإقصاء لآخر..
نشهد حاليا تداعي نظرية الإسلام السياسي من الداخل، بعد أن أثبتت هذه النظرية السياسية في دول الربيع العربي أنها غير قادرة على الحياة والبقاء والاستمرار وعجز القائمين عليها ومن يمثلونها؛ عن اجتراح حلول لمشاكل حياة الناس اليومية من عمل وصحة وتعليم وبنية تحتية أو إحداث حالة نهوض في البلاد التي حكموها
كانت الثورة الإسلاميَّة في إيران تهديدا صريحا ومباشرا وخطيرا، قد يؤدي إلى إخراج الوضع الحركي الإسلامي عن السيطرة الكولونيالية
إنّ غرور التديّن آفةٌ تتجاوز مخاطرها السّلوك الفرديّ لتغدو حالةً منهجيّة إن تمّ إهمالها والتّغاضي عنها، وهذا يستدعي من الدّعاة والعلماء والمربّين من أبناء هذه الجماعات والكيانات استنفار جهودهم لمواجهة هذا الدّاء بجرعاتٍ معرفيّة وتربويّة مركّزة ومتتابعة، وإلا فإنّ القادم لن يكون أحسن حالاً ولا مآلاً
مهمة المبعوث رهينة ظروف كثيرة خارجية ومصالح دولية وأجندة إقليمية وبيئة سياسية داخلية ذات تقاطعات عديدة، ومن الصعب استيعابها من خلال فرد أو مكتب، ولن نظفر بمردود إذا انتظرنا وارد الخلاص من لقاءات جانبية وقاعات باردة وحديث هامس
وماذا بعد نقض الوهم الجميل؟ هل نرتكس إلى الإحباط المطلق؟ إني أفضل عوض الذهاب وراء الحلم بأمة متخيلة لدور متخيل عدم تجاهل العوائق الداخلية، أي العودة إلى سؤال آخر في العمق
إذا كان المبرر الأساسي لقيام حزب جديد سيكون فقط الخلاف التنظيمي حول احتكار القيادة من قبل راشد الغنوشي، فإن هذا الحزب لن يذهب بعيدا، وسيكون مآله الدوران من جديد في نفس الحلقة المفرغة.
إن أقدار الأمم والشعوب أكبر من أن تحاصرها مخططات واهنة وقصيرة الأمد، ولحظات الانتقال "الهش" قد تكون فرصة لبعض الأجندة لاختراق الثوابت ولكنها حتماً ستسقط. ذلك مدار الأحداث وسنن التاريخ، وما أكثر المخاوف من أن تكون "الكلفة عالية"
ما نعيشه اليوم من أزمات يتطلب عقليات سياسية جديدة وخيالا سياسيا جديدا، وهذه مسؤولية الإسلاميين والحركات الإسلامية أولا، لكنها مسؤولية كل الذين يتحكمون في بلادنا ومسؤولية النخب العربية والإسلامية من أجل البحث عن طرق جديدة للخروج من النفق الذي نعيش فيه