هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الخيار الوحيد لتحرر الشعوب هو الاعتماد على الذات وعلى قوة الشعب، وهي قوة جبارة لا يمكن هزيمتها إلا إذا غاب وعيها ونامت وخرجت من معادلة الفعل..
إننا أمام "مشروع تاريخي" مفتوح على أكثر من مسار. فقد لا تكون "جبهة الخلاص الوطني" (مهما كانت مخرجات الصراع الحالي) إلا واجهة لإعادة تدوير منطق التوافق وإعادته إلى الحكم، ولكنها قد تكون لحظة تجاوز جدلي لهذا المنطق الذي كان هو الآخر انقلابا ناعما على استحقاقات الثورة وانتظارات المقهورين والمقموعين
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا أشارت فيه إلى أن غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا بدا في البداية بمثابة المبرر المثالي لحملة الرئيس الأمريكي جو بايدن الديمقراطية العالمية، "فأي تأييد يمكن أن يكون أفضل من مشهد ديمقراطية شجاعة تقاتل مستبدا وحشيا؟".
التريث الذي تبديه المعارضة تحت مبرر انتظار انضمام هؤلاء إلى المعارضة هو خطأ كبير، مبني على مثالية سياسية تتوهم وحدة شاملة ضد الانقلاب. إنها لحظة حسم وتقدم، والنتائج على الأرض ستأتي بكثير من هؤلاء طمعا وتزلفا كما فعلوا دوما مع كل منتصر
على هذه الجبهة أن تراجع خطابها بصورة معمّقة حتى لا تكون مجرد صرخة في واد، أو مجرد مبادرة لا مستقبل لها خارج الأطراف التي عارضت الرئيس منذ ظهور مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"
ماذا في حالة الديمقراطية في العالم العربي؟ وما هي مؤشرات هذه الديمقراطية اليوم بعد أحداث وتطورات الربيع العربي طيلة السنوات الماضية؟ وماذا عن آفاق المستقبل والتحديات التي تواجه الديمقراطية في العالم العربي؟
كلما كانت الفجوات الاجتماعية ضعيفة أو شبه منعدمة، تحققت للمجتمع مكنة التماسك، وفرصة الانصهار العضوي بين أبنائه، وتقوّى الولاء الجماعي، وشاعت ثقافة التضامن والتكافل، وتوطنت في السلوك الجماعي للأفراد والجماات، ولعكس صحيح
مهما كان موقفنا من إجراءات الرئيس قيس سعيد منذ 25 تموز/ يوليو الماضي، فإن تلك الإجراءات قد جاءت لتؤكد هشاشة الوعي/ المنجز الديمقراطي في تونس، كما جاءت لتؤكد أيضا أكذوبة الانشغال الغربي بالديمقراطية وبما قد تتعرض له من انتكاسات
أمثال المرزوقي يبعثون الأمل في نفوس التونسيين، وهم قادرون على إحداث ثورة فكر ووعي من شأنها أن تغير الواقع المر الذي نعيشه اليوم على وقع الفقر والغلاء والتهميش وانعدام الثقة برئيس مشوه الفكر، مرتبك الخطى.
نناقش إمكانيات بقاء حكومة مدنية تحاول إنقاذ بلد من انقلاب مسلح بأدوات الدولة العنيفة، وهي سابقة في تاريخ الحكومات والانقلابات
المشهد الآن يشهد سباقا في زمن سياسي ساخن بين "جبهة الخلاص الوطني" من جهة بقيادة الأستاذ نجيب الشابي، وبين "مقاولات الاجتياح" بقيادة قيس سعيد من جهة ثانية..
في ظل هذه الضبابية الكثيفة وفقدان الرؤية، يواصل الرئيس سعيد قيادة الدولة والمجتمع نحو المجهول
يبدو أن هيمنة الرئيس التونسي على المشهد السياسي لن تتعرض إلى تهديدات جدية ما لم تقع تحولات عميقة في المستوى المحلي سياسيا واقتصاديا، وما لم تقع كذلك تغيرات جذرية في الموقف الدولي من مشروع "الديمقراطية القاعدية" ومن يسندها في الدولة العميقة.
كل ما يعرفه هو ونعرفه نحن، أنه ماض نحو برنامج مفكك غير واضح المعالم، يقع بين الحلم وحلم اليقظة، غير مبرمج ولا محدد الأطر.
نشر موقع "أكسيوس" تقريرا قال فيه إن الديمقراطية مفيدة للصحة، حيث أشارت عديد الدراسات إلى أن العيش في ديمقراطية مستقرة يؤدي إلى حياة أطول وأكثر إرضاءً..
توتر قيس سعيد يكشف عن شعوره بالفشل وربما أيضا بقرب نهاية إجراءاته الاستثنائية، وقد لا يكون جزءا من التسوية. استمرار الانقلاب ليس لعوامل ذاتية وإنما لضعف وتشتت خصومه، ولذلك فهو يسعى إلى عدم اتحادهم..