هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خلص تقرير صادر عن منظمة حكومية سويدية إلى أن العالم أصبح أكثر استبدادا حيث أصبحت الأنظمة أكثر جرأة في قمعها، خاصة في دول الشرق الأوسط التي لا تزال "الأقل ديمقراطية في العالم"..
سيخلق انقلاب قيس سعيد ما يكفي من الفقر لكي يستفيق المفقرون إلى أسباب فقرهم فيستأنفون معارك التحرير، وهي الطريق الحقيقي لخلق الثروة دون فائض استعماري. بالثروة تبنى الديمقراطية وليس العكس
هذه الاتجاهات تجعل مهمة فهم الحكم الديكتاتوري الذي تدعمه واشنطن ذي أهمية كبرى، وعلى النقيض من ادعاءات الانقلابيين من الطغاة بإنقاذ البلاد وتصحيح المسار، تكشف الوقائع التاريخية افتقار الطغاة لاستراتيجية واضحة
كان قيام قائد الجيش السوداني بتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية واعتقال رئيس الوزراء عنده في "البيت"! تعبيرا خالصا عن واقع عميق في المجتمعات العربية، وفي القلب منها الدولة الحديثة (دولة ما بعد خروج الاحتلال الأجنبي)..
نشر موقع معهد "بروكينغز" الأمريكي تقريرا سلطت فيه الضوء على ردة فعل الدول الغربية تجاه إجراءات الرئيس التونسي قيس سعيد واستيلائه على مقاليد السلطة..
خطابات التخوين أو الترذيل المتبادل لن يكون المستفيد منها إلا الرئيس ومن يناصره من أعداء الانتقال الديمقراطي، وقد يكون الأهم من ذلك كله هو الاستراتيجية التي ستُعتمد في الصراع مع الرئيس ومشروعه
لقد اتضح الطريق ولا عذر لمن تخلف عن الخروج ضد انقلاب، لقد صار للشرعية خط سير واضح والمصباح يضيء طريق الجميع، وإنه فرز تاريخي ومستقبل وطن
قادة الانقلابات في الدول العربية دائما يبحثون عن غطاء سياسي لقراراتهم غير الدستورية، لتفادي الضغوط الداخلية والخارجية، وكسب الوقت لأجل إحكام السيطرة على السلطة
ظني أن "الحل الوسط" كي يفضي إلى تنفيذ الوثيقة الدستورية؛ هو في حاجة لنجاح دعوات العصيان المدني
القاعدة الأساس في كل ذلك أن نخضع جميعا لخيار الديمقراطية، وأن نقبل بما يريده الناس والشعب، وأن نترك الحكم للشعب ونخضع لما يريده وفق آليات محددة، سواء كانت انتخابات مباشرة أو اللجوء للاستفتاء أو أية صيغة تمثل تطويرا للتمثيل الشعبي
أكتب هذا وكلي يقين أنها صرخة في وادي أدعياء الديمقراطية من الشقين، لذلك انتهى إلى قناعة بأن هذه الصف المطعون من داخله لا يمكنه الوقوف بكفاءة أمام الانقلاب، وهو ذاهب ليكون مفاوضا مقنعا للقوى الخارجية المعنية بحالة سلم في تونس لا ترمي إليها بأوساخ بلد فاشل
لقد وقع الإسلاميون في فخ العسكر في مصر، ووقعوا في فخ السياسة المواربة في المغرب، ووقعوا في فخ التقلبات السياسية في السعودية واليمن، وفي فخ الطائفية في سوريا، وشمت بهم من شمت من العلمانيين واليساريين، وها هو اليسار العربي والعلماني في السودان يسقط في ذات الفخ..
حبل سري يربط الانقلابين في مصر والسودان، ظهرت مؤشراته في الدعم المصري المبكر للمكون العسكري السوداني بعد توقيع وثيقة المرحلة الانتقالية، وظهرت في اللقاءات المتعددة والمكثفة التي تركزت مع المكون العسكري طيلة الفترة الماضية، وظهرت أخيرا في تواصل المخابرات العامة المصرية مع القيادة العسكرية السودانية..
كان هدف المكوّن المدني أن يتم إقصاء الإسلاميين كلهم، برغم أن غالبية الإسلاميين كانوا في الشوارع ضد البشير خلال ثورة ديسمبر (المغدورة).. يقولون إن الإسلاميين تحالفوا مع العسكر.. ولكي يتخلصوا منهم تحالفوا أيضا مع العسكر..
هل يمكن للديمقراطيّة أن تنمو في مستنقعات الرشاوى والإرهاب والجوع والفقر وعدم الاستقرار؟
مستقبل الحياة السياسية في تونس ستحدده خيارات الفاعلين الأساسيين، سواء أكانوا في الحكم أم في المعارضة. فقبول الرئيس بتمرير "الإملاءات" الخارجية سيدفع بالقوى الدولية إلى إعطاء الضوء الأخضر للإمارات والسعودية لدعمه وضمان بقائه في السلطة. ولكنّ رفضه لأداء هذا الدور سيعني واقعيا فقدانه لعلة وجوده ذاتها