هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الملفات التي ينبني عليها الخلاف الخليجي الحالي ليست هي المشكلة، بل هي آثار للمشكلة الجوهرية التي نتغافل عنها، وهي مشكلةٌ مركبة من مسألتين:
ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا (توصف بأنها البوق المعبر عن ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو)، أن وضع نظام الحكم في السعودية في الوقت الحاضر يسمح بتحقيق المصالح الاستراتيجية لإسرائيل.
من يدعون إلى حصار الجماعة وضربها وإغلاق المنافذ أمامها وحلّها في العالم العربي، ويحاصرون أبناءها في كل مكان عليهم أن يفكروا بالنتائج المتوقعة لهذه السياسات، ليس من باب حب أو كره الجماعة، أو صدقها أو ادعائها، بل من زاوية براغماتية واقعية سياسيا.
البابا تواضروس المثقف لا أظنه يجهل أن الخراب والدمار لم يكن من الربيع العربي وإنما من الثورات المضادة على الربيع، شعوب استبيحت كرامتها على مدار عقود طويلة، نهضت تبحث عن الكرامة والحرية والعدل، لماذا تشتمها، لماذا تهينها، بدلا من أن تقوم بدورك الأخلاقي،
في انتظار اللقاء المنتظر بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين والذي يرجح حصوله في 20 تموز (يوليو) المقبل في هامبورغ على هامش قمة العشرين، تبقى العلاقة بين الدولتين خاضعة للتجاذب والتصادم بالواسطة حينا، ثم ضبط المواجهة، لاسيما في سورية، أحيانا أخرى.
انتهت التكهنات بخصوص الحكم في المملكة العربية السعودية؛ فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتخذ قرارا ينص على تنحية ولي عهده الأمير محمد بن نايف، وتعيين نجله الأمير محمد بن سلمان بدلا منه وليا للعهد.
ها قد اكتمل للتو آخر فصل في انقلاب القصر الذي ما فتئت أكتب عنه منذ أن استلم الملك سلمان السلطة. كان الجميع ينتظرون انقلابا ضد قطر، إلا أن الانقلاب وقع داخل المملكة ذاتها.
كما كان منتظرا، قرر الملك سلمان يوم الأربعاء ترقية ابنه الشاب محمد إلى ولاية العهد، بعد تنحية محمد بن نايف
نهاية الحرب في سورية والحل السياسي مستبعدان طالما الموقف الروسي عازم على حماية هيمنته في هذا البلد وفي المنطقة. والمؤلم أن سقوط الضحايا والنزوح السوري والكوارث الإنسانية ستستمر.
يتساءل الشارع العربي عن دور مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية في أزمة حصار قطر، وما هي الأدوار المنتظرة منهما في حل هكذا أزمة، والغريب في الأمر أن حتى كتابة هذه السطور لم نسمع أي تصريح من الأمين العام للمجلس ولا أمين عام الجامعة. ماذا يعني هذا في لغة السياسة والدبلوماسية والعلاقات الدولية؟
تكاثرت الأخبار والأنباء عن وجود لقاءات بين مسؤولين عرب وصهاينة إما على صورة تسريبات أو على هيئة معلومات منقولة من الكيان الإسرائيلي؛ أو على شكل لقاءات غير رسمية مع متقاعدين ومسؤولين سابقين في دول خليجية وعربية كبيرة عرفت بمواقفها المناهضة للصهيونية والمدافعة عن المقدسات والحقوق الفلسطينية.
من مفارقات زماننا أننا نشهد معركة شرسة بين «الأشقاء» في الخليج، تحاط أسبابها الحقيقية بالكتمان والشكوك.
ما حدث ويحدث هذه الأيام، يدفعني لاستحضار ما قلته من قبل، من أن الإرهاب هو صناعة سياسة وليس صناعة دين، وإذا كان العالم جادا وصادقا في محاربة الإرهاب ومحاصرته، فعليه أن ينطلق من الموقع الحقيقي لتفجر الإرهاب، من علاج الخلل الإنساني والمعنوي الذي أحدثته مظالم سياسية في أكثر من منطقة من عالم اليوم.
أكملت إيران السيطرة على مناطق حدودية بين العراق وسورية، وتتوسع في المناطق الشرقية على تخوم الرقة، وفي محافظة دير الزور، وطريق بغداد- دمشق قيد التدشين الكامل، بالرغم من المحاولات الأمريكية لعرقلة "الممر البرّي" الاستراتيجي المذكور.
لقد استعْدت الأنظمة الحاكمة الخليجية بعضها بعضا، وتعاونوا على إيذاء قطر، ولكن الأخطر أن الأنظمة المحاصرة لقطر استعْدت الشعوب، وجعلت هناك جراحا ليس من السهل تضميدها.
هل فقد العالم عقلَه، اليوم، أم مشاعرَه، أم الاثنين معا؟ هذا التساؤل كان يُمكن أن يصح ربما في قرن آخر أو في زمن آخر، لكن ماذا يعني، أن يتجرّد العالم مما راكمه، واستثقفه، واستذكره على امتداد أجيال وأجيال، وعصور وعصور، من علم، وتنوير، وعقلانية.