وصل رئيس الوزراء بوريس جونسون في خضم مذبحة ارتكبتها الدولة. فيوم السبت حطمت المملكة العربية السعودية رقمها القياسي في الإعدامات الجماعية عندما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية أن واحداً وثمانين شخصاً تم إعدامهم، ثم ما لبث ثلاثة أخرون أن أعدموا في اليوم السابق لوصول رئيس الوزراء.
فشلت المملكة العربية السعودية دولياً في استعادة دورها المحوري، الذي تعودت على القيام به قبل مجيء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للسلطة. بل لقد حمل عام 2021 سلسلة من خيبات الأمل للرياض، إلى جانب إدراك أنها لم تعد القوة الوحيدة التي يعتمد عليها الحلفاء الغربيون للسيطرة على العالمين العربي والإسلامي.
ثمة مؤشرات على بدء تحسن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران بعد أن شهدت حالة من التوتر والعداء مما أسفر عنه تسميم الأجواء بين البلدين وإحداث حالة من الاستقطاب الشديد في منطقة الخليج والعالم العربي.
أعلنت المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع عن مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن وتطبيق وقف شامل لإطلاق النار. إلا أن المبادرة قوبلت بالرفض من قبل مجموعة أنصار الله، والتي تعرف باسم "الحوثيون"، الطرف الرئيسي المقابل في هذا الصراع الذي تدور رحاه منذ ست سنين.
الناشطة السعودية الشهيرة والشجاعة، لجين الهذلول، لم تنل حريتها، ولم تحصل على تعويض بعد قضائها ألف يوم ويوم وراء القضبان، يُزعم أنها تعرضت خلالها للتعذيب على يد سيئ الصيت سعود القحطاني، الذي يعدّ مع آخرين متهما رئيسيا في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018..
لم تكن هذه السنة سهلة بالنسبة للملكة العربية السعودية، فقد انتهت على غير ما يرتجى، إذ لم تنجز معظم الوعود التي قطعها ولي العهد محمد بن سلمان على نفسه، فظلت إما تراوح مكانها أو صدر قرار بتأجيلها.
يعتقد المتشككون في العالم العربي بأن نجاح جو بايدين في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 سوف لن يؤدي إلا إلى فترة أخرى من المقاربات الضالة في التعامل مع القضايا الملحة التي تبتلى بها المنطقة.
إذا انتخب الأمريكيون بايدين الشهر المقبل، فسوف تسعى البلد بمشقة ليس فقط إلى تصحيح إخفاقات ترامب، ولكن أيضا تصحيح ما يزيد عن قرن من السياسات الأمريكية الخاطئة في الشرق الأوسط.