هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم تقتصر تحدّيات حزب العدالة والتنمية المغربي في الحكم على حجم ومتطلبات المشاريع الحكومية والتعامل مع المؤسسة السياسية التي تريد الحفاظ على مكاسبها ودائرة نفوذها فحسب، بل وأيضا في تباين الصلاحيات بين السلطات.
لم تنطلق حركة "النهضة" التونسية من تاريخ تأسيسها، ولا من تاريخ الإرهاصات التي تسبق في العادة لحظة التأسيس، وإنما انطلقت فكريا من الرصيد الذي قدمته الحركة الإصلاحية التونسية في تعبيراتها المختلفة.
يرى الدكتور عبد اللطيف الحناشي. أستاذ التاريخ السياسي المعاصر والراهن جامعة منوبة تونس، أن نجاح التجربة الديمقراطية في تونس تحديدا مرتبط أشد الإرتباط بمشاركة فعالة وناجعة للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية الوسطية.
منطق السلطة لا يستبعد المعارضة، بل يستبعد العصيان والثورة. وعندما يلجأ صاحب السلطة إلى تفسير كل معارضة لحكمه بلغة العصيان أو التمرد أو الثورة، فإنّه يدل على أن سلطانه ضعيف..
حزب العدالة والتنمية يمثل جزءا من إسلاميي المغرب وليس كلهم كما يعلم الجميع، مع استحضار أن الحزب أصبح ينفي عن نفسه صفة الحزب الإسلامي..
ما معنى أن تكون مؤرخًا اسرائيليا، وحاصلا على دكتوراه في التاريخ وتُدرِسه في الجامعة العبرية وتؤلف كتبا تسجل مبيعات عالمية قياسية، وعندما يتعلق الأمر برأيك في العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة والاحتلال وحق الشعب الفلسطيني عموماً، تزعم أنك لست خبيرا في اسرائيل؟!.
تمثل تجربة إسلاميي العدالة والتنمية في المغرب، واحدة من التجارب الإسلامية المتميزة، ليس فقط لأنها أدارت حكومات بتشكيلات حزبية متنوعة وأحيانا متعارضة، ولكن لأنها أكملت دورتها الأولى وهي الآن تقترب من نهاية دورتها الثانية..
ارتدادات إعلان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي نهاية توافقه مع حركة النهضة، مازالت ترج الساحة السياسية التونسية وتفتحها على احتمالات عديدة أخطرها انتكاس مسار الانتقال الديمقراطي.
هل أن تعاطي حركة النهضة التونسية مع آليات النظام الديمقراطي (الوجود القانوني والانتخابات) وخيار التحالف مع أطراف أخرى كان تعاطيا مرحليا تكتيكيا أو ظرفيا فرضته إكراهات الواقع المحلي والإقليمي والدولي، أم إنه يشكّل قناعة راسخة بقيم النظام الديمقراطي بأبعاده المختلفة الثقافية والسياسية والاجتماعية؟
يحاول الكاتب والباحث الدكتور خليل العناني في كتابه الجديد: "داخل الإخوان المسلمين: الدين والهوية والسياسة" أن يدرس هذا التنظيم الحيوي من زاوية أخرى، تركز على الديناميات التي تؤطر عملية صياغة هوية الجماعة من الداخل
يرى أستاذ علم الاحتماع في جامعة سطيف الجزائرية، الدكتور عبد الحليم مهورباشة، أن أزمة علم الاجتماع في المشهد الثقافي هي أزمة إبستيمولوجية في أساسها، وليست فقط أزمة أكاديمية.
السؤال الكبير يظل في تونس وبقية دول المنطقة: هل نجح دعاة المشاركة والاعتدال والبراغماتية في إقناع أنصارهم بالأسس الفكرية والمرجعيات الإسلامية التي تبرر خياراتهم، أم يكون السلفيون المتشددون و"الصقور" أول المستفيدين سلبا من إخفاقات دعاة الخطاب الإسلامي المعتدل؟
لم يحقق التوافق الجديد بين الإسلاميين والعلمانيين إنجازات كبيرة في الحكم. وكانت نقيصته الكبرى في أن النجاح السياسي لم يعاضده نجاح اقتصادي..
قدمت بعض الحركات الإسلامية نفسها على أنها حركات وسطية معتدلة، فرحبت بها أنظمة سياسية في المنطقة باعتبارها كذلك، واستخدمتها لبعض الوقت في ضرب حركات إسلامية أخرى، تصمها تلك الأنظمة بالمنظمات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة.
الإسلام دين سياسي بامتياز، والأخطار الوجودية المحدقة بالأمة من تجزئة وغيرها، توصلنا إلى أن الإسلام يبيح التشارك مع "الآخرين" في الدفاع عن وجود الأمة والمحافظة عليها شريطة أن يكون "الآخرون" مرتبطين بالأمة ومهتمين بشأنها.
تمكن الإسلاميون في تونس بعد ثورة العام 2011، من نحت تجربة سياسية مغايرة لمسار حركات الإسلام السياسي في العالم العربي، وجلبت بذلك اهتمام السياسيين والباحثين لدراسة معالمها وما إذا كانت تصلح لأن تكون نموذجا للتعاطي مع الإسلاميين..