بالإضافة إلى قطاعي الفلاحة والطاقة والتي نعتبرها في حزب المؤتمر قائدة في أي اقتصاد إنتاجي ضمن الخصوصيات والحاجات التونسية، هناك أيضا قطاعات أخرى وهي الصناعات الكهربائية - الميكانيكية، وصناعات التكنولوجيا، والنقل واللوجيستيك والسياحة. سنتعرض إليها تباعا.
كنت تحدثت في جزء أول عن محور إصلاح إدارة الدولة من زاوية أن الدولة ستبقى بمعزل عن الميل إلى "اليسار" أو "اليمين" أداة تحكم الاتجاه العام للاقتصاد والمجتمع. أنتقل الآن إلى محور ثان سأتعرض إليه في جزأين لأهميته البالغة والمتعلق بتطوير قطاعات استراتيجية بوصفها قاطرة للاقتصاد ككل..
الانتخابات القادمة في تونس ليست الانتخابات العشرين في تجربة ديمقراطية عريقة. هي انتخابات مؤسسة للتجربة مثل سابقتها، وهي الثانية التي من المفترض أن تكون حرة ونزيهة. إقامتها في حد ذاته كان تحديا أمام الردة على مسارات الديمقراطية في المنطقة خاصة في مصر..
نجوم التنظير لدى "القاعدة" والتيار "الجهادي" عموما لايزالون محدودين في بعض الاسماء. أشخاص مثل عبد السلام فرج وعمر عبد الرحمان وابو محمد المقدسي وابو قتادة الفلسطيني وابو مصعب السوري وايمن الظواهري
قصة تشكل "داعش" هي بلا شك قصة ذات أبعاد جيوسياسية تخضع لخصوصيات إقليم "الهلال الخصيب" خاصة في سياق العشائر العربية السنية المنتشرة بين نظامين متشيعين إلى حد ما إلى طهران بين وسط وشمال العراق وشرق سوريا.
عندما تضع الحرب أوزارها سيأتي وقت الحساب وتبين موازين القوى التي انبثقت عنه. لكن قبل ذلك يجب على فصائل المقاومة أن تحدد إن كان عرض كيري لوقف إطلاق النار مقبولا ولا يحقق مكاسب ميدانية عبر السياسية لإسرائيل لم تستطع تحقيقها بالوسائل العسكرية.
تروج بين الحين والآخر تعليقات عامة بدون أدلة عن كون قيادات التيار "الجهادي" الإرهابي مخترقين وعناصر استخباراتية وحتى ربطهم بجهاز "الموساد". لا نحتاج إلى أن يكون كل هؤلاء في غرفة عمليات مشتركة تتبع "الموساد" أو أنهم مرتبطون عضويا وهيكليا ومسيرون بأجهزة التحكم عن بعد كي نرى الترابط الموضوعي والمصلحي
السؤال الدائر في غزة الآن لا يجب أن يكون حول ما إذا سيقتل فلسطينيون أكثر من إسرائيليين أم لا. معركة إلغاء الفلسطينيين من قبل الهمجية الإسرائيلية وصلت إلى مأزق منذ بدأت في الحرب 1948. كانت غولدا مائير تريد أن ترى "أرضا بلا شعب"، والحقيقة أن الاستراتيجيا الإسرائيلية كانت استئصال الشعب حتى تبقى أرضه..
لا يمكن الجزم الان بأن اي احد يدرك بشكل دقيق استتباعات زلزال توغل داعش في وسط العراق وشماله ثم إعلانه "الخلافة". ما يمكن ان نفعله هو ان نتحسس بعضها. فيما يلي جرد لبعض الافكار:
لنبدأ ببديهيات أساسية بالنسبة للتطورات الحالية في العراق. لم تكن "داعش" ممكنة لولا حالة الاحتقان العميقة في الأوساط السنية العراقية إزاء حكم المالكي الذي غرق في الطائفية على مستوى التركيبة وعلى مستوى القمع. فكك ذلك تدريجيا "الصفقة" التاريخية التي أبرمها الجنرال باترايوس بداية من الموصل في سنة 2007..
كان الصمت الطويل بل والأهم عدم المباردة إلى نفي أي مسؤولية من قبل تيار "السلفية الجهادية" خاصة منهم المنتسبين إلى القاعدة أو "انصار الشريعة"، ازاء العمليات الإرهابية التي تستهدف الدولة وشخصيات سياسية قد ترك المجال للتشكيك في صدقية اتهام وزارة الداخلية التونسية الرسمي للمنتسبين لـ"السلفية الجهادية"، وخاصة "انصار الشريعة" بالتورط في الارهاب.
أحد أكبر الأوهام التي تتم صناعتها بشكل مكثف في الأشهر الأخيرة وفي سياق تقويض ما تبقى من مسار الثورات، تحديدا التأسيس لتشاركية سياسية تضمن الحد الأدنى من إمكان التداول على السلطة، هي اعتبار "الربيع العربي" مصدرا لصناعة الإرهاب.
من بين كل ورشات "الحوار الوطني للاقتصاد" الدائر في تونس والذي يقارب على الانتهاء، بدت الورشة الأكثر أهمية الخاصة بـ"ترشيد الدعم في الطاقة". فعجز الميزانية الذي يستحث الجدال الاقتصادي الحالي ويطرح أكثر المهام استعجالا.. ناتج بالأساس عن الارتفاع الصاروخي في منظومة الدعم في قطاع الطاقة.