محمد سرسك يكتب: تحمّلنا كل الموت القادم من شتى أصقاع الأرض ومن كبد السماء تقذفونه وتضحكون، تحمّلنا كل الجوع بعد أن أغلقتم علينا الأفق، وأصبحنا من غير قمح وزرع. احتملنا كل العطش عدا ما تجود به السماء من مطر، لكننا أبقينا بنادقنا مُشهرة في وجوهكم، فنحن ملتصقون بأرض كانت لنا دوما.
محمد سرسك يكتب: يحلّق الموت وينقضُّ مع الطائرات، وتنفجر قذائف الدبابة تحت الأقدام، وفي الوجوه وبين الخيام. يأخذ الموت حصَّته منّا مرَّة بعد أخرى، ولا بصيص للحياة أو النجاة. ندفن ما تبقى من الأشلاء ونمضي نحو موت جديد
محمد سرسك يكتب: انثروا الأشلاء في الخراب، لا تدعوا لهم ركنا تعود فيه هدأتهم، اتركوهم حفاة راكضين حتى تنفتق أحشاؤهم. لا خبز، لا ماء، لا دفء ولا سكينة. بعثروا آمالهم الصغيرة بالبقاء، أشعلوا أحزانهم حتى تستحيل رمادا..
محمد سرسك يكتب: إذا انفجر الفزع موتا ودمارا من القذائف المنهمرة، وكان ضجيجه يملأ الفضاء رعبا، وارتجفت قلوب الأطفال حتى كادت تنخلع، وارتعدت أطرافهم دون توقف، وامتلأ الهواء بالخوف؛ فأنت في غزة
هذه معضلتي، فقد وجدت نفسي كبيرًا فجأة، وكنت أرافق ذلك الرجل كل صباح مبكّرين، نحمل صناديق وأكياس الخضار ثم نرجع ببعض النقود، لكنه ارتأى أن يريح ظهره وساقيه فمات، وبكت أمي قليلًا، فقد كنا نقتصد في الدموع أيضًا..
محمد سرسك يكتب: الأرض ممتدة أبدا بلا وطن، وانطلقت في ذُعْرها السّيقان. أخي أصبح صانعا كبيرا. أختي استقرّت مع زوجها في دولة خليجية. صديقي هاجر مع عائلته إلى أمريكا، لكنهم لم يقيموا فوق بيته تمثالا للحرية