أما زلت حيا؟!
أذكر أني قتلتك، نعم تحت برتقالتك. طردت ذريّتك إلى الصحراء، وهدمت بيتك. سحقت عظام أطفالك، فكيف رجعت؟!
رجعتَ مرة في المخيم، ومرات على حدود وهمي وخرافاتي. سجنت بقاياك في
غزة. وحاصرتهم بالحديد. أحرقت خبزهم بالنار، وأثخنت ماءهم بالسم، ثم لا تفتأ تعود. تنقضّ على مدني التي حصّنتها بعظام أجدادي المدفونة في التيه. دمك مسفوح بسيفي والعالم يصفّق لي. وأنت لا تصدّق أنك ميت، فمتى تموت أخبرني؟! متى تنفض الطيور من ذاكرتك، ويغادر عبير البرتقال روحك، متى تصبح رمالا يتيه فيها نسلك من بعدك، فأنا أحيا بموتك ألا تفهم؟!
مُت بلا آهة أو ضجيج. هذه رغبة البلهاء الذين يسكنون زماننا.. زمني وزمنك، فلا أحد غيرنا في ساحة التاريخ الغبي.. مُت حتى يرتاح كلانا.