الحركة الإسلامية بتنوع مكوناتها وسمو غاياتها ونبل أهدافها وإخلاص عناصرها، هي حركة بشرية بفكر وأداء بشري، لها وعليها من النجاحات والإخفافات والإيجابيات والسلبيات.
فكرة حذف طرف من المشهد إرضاءً لطرف أو توسعة له أو تجنبا لمظالم ومخالفات وانتهاكات طرف آخر هي فكرة غير قيمية ولا قانونية ولاإنسانية، وعلى أصحاب الحقوق التمسك بها والنضال من أجلها وتحمل مسؤوليات ذلك، هكذا هو قانون الحياة لا شرعة الموت..
بمن نقاوم؟ في ظل بقايا المعارضة المنقسمة؟ وبمن نقاوم في ظل مجتمع متشرذم ومفتت؟ وبمن نقاوم وغالبية الشعب ترى أن لقمة العيش أهم من الحرية والكرامة؟ وبمن نقاوم في ظل نظم عسكرية قاتلة وأجهزة أمنية لا ترعى في إنسان إلاّ ولا ذمة؟ وبمن نقاوم في ظل مجتمع دولي وإقليمي متآمر لا يرانا بشر كباقي البشر؟
ولمثل هذه الأحداث والحوادث، يكون التيار الوطني المنشود الذي ينحاز للديمقراطية والقانون والوطن، بعيدا عن حسابات الأحزاب والجماعات والتنظيم والنظام، فالديمقراطية أولا.
من الرهان للخروج من الأزمة المصرية؟ من النفق المظلم، من الانقسام المجتمعي، من قتل المسار الديمقراطي وهيمنة حكم العسكر، من التردي في الخدمات الأساسية في التعليم والصحة، من هذا المستوى العام الذي وصلت إليه الشخصية المصرية إلى بناء الإنسان ليكون بمستوى يليق ببشريته وتاريخه وحضارته؟!
طُرحت حول فكرة الدعوة إلى تيار وطني جديد؛ حزمة من الأسئلة الجادة والتعليقات المهمة الجديرة بالنقاش، للمزيد من إنضاج الفكرة وسد الفجوات الحادثة والنقاط الناقصة
ما تعانيه السلطة تعانيه المعارضة وقطاعات كثيرة من الشعب، وهو الإهدار والتكرار وإعادة التدوير للأشخاص والأفكار، فمن الطبيعي أن نصل إلى نفس النتائج (الإخفاق والفشل)..
نعم يعاني مربع المعارضة كاملا العجز وعدم الاستطاعة، لكن لا يكون الاستسلام هو البديل، وإلا تكون الخطيئة بعد الخطأ بحرق وتدمير كل المسارات والطرق تحت أقدام بقايا الأجيال القائمة وكل الأجيال القادمة..
ربما لا تدرك بقايا النخبة المصرية أن الزمن قد تجاوزها واهتماماتها معا، وأن الأجيال الحالية والتي تمثل الحاضر والمستقبل لا تعنيها هذه الأفكار والأطروحات
تبقى النقاط ذات الأولوية ليس في إسقاط النظام حتى لا نحلق في سماء الأوهام، ولكن في بناء وعي تيار جديد لا يسقط هو أمام الأحداث بالارتباك والاشتباك، ولا يسقط أمام الواقع باليأس والاستسلام، ولكن يعمل وفق الممكن المتاح في نشر الوعي وتوضيح الرؤى..
التحدي الأصعب أمام عمليات التحولات الكبرى والتغييرات الجذرية داخل المجتمعات العربية خاصة مصر؛ هو فساد مؤسسات الدولة بتبعيتها لأنظمة الحكم المستبدة الفاسدة حين تختزل في كيان النظام أو شخص الحاكم، فتتحول من مؤسسات داعمة لكيان الدولة وضامنة لحقوق الشعب؛ إلى مؤسسات تقنن وتشرعن كل ما هو مخالف للدستور
وسط أجواء التراجع والإخفاق والتشرذم داخل مربعات الشعوب والنخب في بلدان الربيع العربي، وعلى الطرف الآخر أجواء السيطرة والتحكم والتغول داخل مؤسسات الدول ومفاصل البلدان، جاء ربيع فلسطين وشعبها البطل على كل الأرض المحتلة دعما للمقاومة وحماية للقدس والأقصى المبارك
لماذا يصمد شعب فلسطين في غزة وأخواتها من مدن فلسطين المحتلة ولسنوات طوال، ولم تصمد شعوب أخرى ولفترة أقل لإنجاح ثورتها والحفاظ على مسارها الديمقراطي؛ أمل الملايين وأهم مكتسبات الثورات؟!
استدعاء ثنائيات إسرائيل وحماس، وكذلك العسكر والإخوان، هو بمثابة سحب الرأي العام للأجزاء والتفاصيل، بعيدا عن صلب الموضوع والقضايا الأساسية في الاحتلال والاستبداد وحقوق المقاومة لاسترداد الأرض والنضال لاسترداد الإرادة
كثير من الحركات الإسلامية التي تتخذ منهج البيعة شرطا للعلاقة بين الأعضاء والقيادة أحدثت خلطا مربكا بين المفاهيم الشرعية التي تستند للنصوص من القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ وبين العلاقات والروابط التنظيمية التي تستند للفكر الإداري والتنظيمي المعمول به في الكيانات ذات الهدف في مختلف الأنظمة والبلدان