العصيان المدني بوجه هذه السلطة جزء أساسي من تعريتها بشكل سلمي وحضاري؛ يبتعد به الفلسطيني عن المواجهة المسلحة أو العنف الدموي مع شقيقه حتى لو كان مارقا، فحقن الدم الفلسطيني واجب، وعدم تشميت الغاصب بنا ضرورة توازي الحاجة الملحة لفضح العملاء والخونة والوقوف بوجههم
هذه الدعوة برأيي غير عملية وهي أقرب لفائدة دولة مستقلة وذات سيادة على أرضها وشعبها، وكل ما تعانيه هو مجرد خلافات وانقسامات سياسية يمكن تجاوزها بانتخابات شاملة
المؤلم في هذا كله بصراحة هو حالة الهوان المقابلة لأنظمة عربية تداهن المحتل وتتقرب له زلفى، رغم كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني فضلا عن اغتصاب أرض فلسطين، وما يقوم به عدد من أتباعه من تصرفات على الأرض وصلت إلى الإساءة لنبي الإسلام وشتم العرب بالجملة، وحكامنا لا يحرّكون ساكنا
رغم مرور أكثر من قرن من الاحتلال نحو نصفه تحت نير الصهاينة، إلا أنّ عزيمة المقدسيين ما لانت وهمتهم لم تفتر، بل إن المحتل الغاصب لم يستطع فرض حواجزه المعدنية داخل ساحة من ساحات البلدة القديمة..
لا زلت أذكر مقولتك الشهيرة: إذا ربنا سبحانه وتعالى أعطاك مفتاحا فلا تتركه ولا تتخلى عنه ولكن إذا نازعك الناس عليه لا تكسره وأعطهم إياه؛ وكم فيها من حكمة وعبرة في عدم التكالب على المناصب مع عدم التخلي عن خدمة الناس والنهوض بالواجب لأجلهم..