الجيش المصري يعاني من مشاكل هيكلية فضلا عن الاستبداد والفساد الهائل، وهذه المشاكل مترسخة منذ نشأته، ولم يحل مرحليا إلا قبل حرب 73، ولكن الطبع يغلب التطبع وبالقول المصري: "رجعت ريما لعادتها القديمة"
هذا الغضب ربما ينتهي كما بدأ سريعا بلا أي تغيير، ولكن تسارع خروج الغاضبين في أكبر اقتصادات العالم، كفرنسا وأمريكا، في عام واحد وبعد سنوات قليلة من أكبر خروج عربي جماعي للشوارع، يشير إلى أن الخروج من كهوف المختبئين لن يتوقف وستزداد وتيرته مع استمرار فشل النظام العالمي
لنتذكر أن أهل سيناء أهلنا، وأن التمرد في سيناء حقيقي، وأن الجيش مؤسسة مجرمة في حق شعب مصر، وأن صناعة الأبطال حرفة يجيدها الإعلام والنظم المستبدة، وأن الجيش غير مُدرب ويدفع مَن فيه للمحرقة، وأن قياداته أقرب للشياطين وليسوا أبدا ملائكة. لقد قالوا قديما الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد، وهي كذلك وستظل.
تمكن إعادة بناء المباني المدمرة، وتمكن إعادة بناء النظام السياسي كله، ولكن المأساة التي نواجهها أكثر قسوة من كل ذلك هي كيف نعيد بناء أنساق القيم التي تنهار تباعا؟
إن حالات الانتحار المتزايدة والكثيفة والعلنية في مصر تتجاوز مجرد إنهاء الحياة بقرار، ولكنها أقرب أن تكون إعلانا على استحالة الحصول على معطف يمكن به مجابهة العالم أو الخروج من العزلة..
هذه التفاصيل تشير إلى أن الخلل كبير في مناطق الحدود السورية التركية، وهي فقط نموذج للتشوه في كل المناطق الحدودية بين الدول العربية ودول الشرق الأوسط كما تسمى، ليس فقط ناتجا عن صراع مصالح أو قوى إقليمية، بقدر كونه خللا بنيويا نتج منذ مئة عام، وقد عاش طويلا بأمراضه وربما لم يعد قادرا على الاستمرار
هذه المفاهيم المؤسسة لثقافة الاعتذار والعفو يجب أن لا تغيب عن ذهننا في أي عمل عام أو حتى شخصي، حتى لا نخدع أنفسنا بمصطلحات رنانة تبدو أخلاقية وسامية، وفي حقيقة الأمر هي طريقة لتجميل الذات أو خداعها لتحقيق منفعة ما، أو الهروب..
أزعم أن الاستمرار في استخدام هذا المصطلح المائع والمراوغ والبائس مع استمرار تجاوز المفاهيم والقيم والأحداث التي عشناها بأنفسنا هو أحد المحاولات للقضاء على الثورة وتصعيد قوى الثورة المضادة..
صحيح أنهم مجرمون، ولكن أصل الجريمة في هؤلاء القابعين خلفهم، فضرب طفل بهذا الشكل هو أزمة سلطة وليست أزمة جندي متهور، فما ذكر في كتب ووثائق تتحدث عن تعامل الشرطة أو "رجال الأمن" مع المصريين عبر تاريخهم الحديث، لم يتغير إطلاقا عبر الزمن، مما يؤكد أنه نمط ثابت لا بديل عنه للنظام
عبور تركيا هذه الأزمة، سواء بقدر قليل من الخسائر أو بمكاسب سياسية وربما اقتصادية، سيقلل من استبداد كهنة المعبد الجدد وآلهتهم، وسيزيد من مسارات المقاومة التي نحتاجها جميعا لنتحرر من عبودية الدولار وكهنته
لكل منا لحظة ما على الأقل في حياته يقرر فيها أن يقول لا، ولسبب ما وربما مناقضا حتى لنفسه يمكنه أن يضحي بحياته في سبيل هذه اللا؛ يكون رفضا قاطعا حاسما مهما كانت النتائج، وهذا الوصف لألبير كامو للإنسان المتمرد، هذا الشخص الذي بقي طول الوقت لا يعترض ثم فجأة يتحول إلى هذا الرفض الصلب جدا وكأنه يقول كفي... لن أكمل مهما كان الثمن.
ألعاب الكولوسيوم والعبودية والعنصرية، ذلك الثلاثي القديم الحديث لا زال يدور بنا منذ كولوسيوم روما إلى الآن؛ عابرا لدارون ومئات الملايين الذين راحوا ضحية ألعاب السلطة وألعاب الجوع وألعاب دارون