أزمة خبز مصر.. فرح حكومي واتهام الإخوان وكشف السر (شاهد)
القاهرة- عربي21- حسن محمود08-Mar-1702:29 PM
شارك
اتهامات حكومية للإخوان بالوقوف وراء أزمة الخبر بمصر- أرشيفية
كشفت أزمة الخبز بمصر، عن عدد من المفاجآت، في ما يتعلق بردود فعل حكومة الانقلاب عليها، إذ أعلن وزير التموين، علي المصيلحي، سعادته بها، لأنها أعادت ترتيب أولويات وزارته بالنسبة للمواطنين، وفق تعبيره.
ومن جهته، حمَّل مسؤول حكومي، جماعة الإخوان المسلمين، السبب فيها، بينما كشف خبراء اقتصاد أن السر وراء القرار الحكومي بتقليل حصة الخبز المدعم المخصص للمخابز، هو الاستجابة لشروط صندوق النقد الدولي.
وربط نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي بين القرار وتوجيهات السيسي، نفسه، باتخاذه، مشيرين إلى تصريحات الوزير، عقب لقاء السيسي به، إذ قال إن "الرئيس مهتم بمنظومة الدعم، ولابد من ضبطها".
وتساءلت ناشطة: "ضبطها لصالح من: الشعب أم الرئيس؟"، مبدية اندهاشها من فكرة تقليل الخبز لشعب لا يجد غير الخبز أصلا، ومعتبرة أنه قرار تسبب في ظلم المظلومين.
وشدَّدت مديرة الموقع الإلكتروني لصحيفة "المصري اليوم"، فتحية الدخاخني، في حوارها مع فضائية "القاهرة والناس"، على أن الأزمة "غير مفتعلة".
وقالت: "هناك فساد في منظومة الخبز والكارت الذهبي، بحسب كلام الوزير، لكن القرار يعاقب المواطنين على حساب أصحاب المخابز"، حسبما قالت.
وأضافت أنه "كان يجب، أولا، توفير بطاقات جديدة لحاملي البطاقات الورقية أو غير حاملي البطاقات، قبل عمل قيود على الكارت الذهبي، بجانب إيجاد حلول بديلة"، مؤكدة أن "الوزير عاقب المواطن، وليس المخبز"، وفق تعبيرها.
ومن جهتها، رأت الكاتبة الصحفية المؤيدة سابقا للسيسي، صاحبة مقال: "اغمز بعينك يا سيسي"، غادة شريف، عبر "فيسبوك"، أن "السيسى الآن أصبح في أضعف حالاته.. عمل كل حاجة حذرناه منها، وامتنع بعناد شديد عن كل حاجة ألححنا فيها".
وأضافت: "هو، كمثال، امتنع عن تشغيل المصانع المغلقة اللي تخليه بينتج ويصدر، وسبب امتناعه أنها مصانع عبد الناصر، وليست مصانعه، واتجه لتطويق رقبته بالديون الثقيلة، التي اضطرته لتنفيذ إجراءات اقتصادية جعلته يدوس على ظهيره الشعبي اللي كان معظمه من البسطاء والغلابة، فتآكل هذا الظهير".
وتوصلت غادة شريف إلى نتيجة خطيرة هي أنه: "النهار ده لما تسألني: هل أصدق أنه يفرط في سيناء؟ أقول لك ما أستبعدش أنه يشاور عقله.. لسبب بسيط جدا.. المديون لا يملك أن يقول: لا"، حسبما قالت.
ومن جهته، عقد وزير التموين، على المصيلحي، مؤتمرا صحفيا، مساء الثلاثاء، أعرب فيه عن سعادته باختفاء الخبز من المخابز، قائلا:" الحمد لله أن المواطنين ما لقوش العيش النهار ده علشان نتكلم في هذه الأمور"، مدعيا أن هدفه هو رفع الظلم عن المواطن في منظومة الخبز.
وأضاف: "بقي لي أسبوعان في الوزارة لم تكن مثل هذه الأمور في الأولوية، فأصبحت في الأولية القصوى الآن"، بحسب قوله.
ووصف المصيلحي، قراره بتخفيض عدد الأرغفة بالكروت الذهبية، التي من خلالها يتم صرف الخبز للمواطنين ممن لا يملكون بطاقات إليكترونية أو لمن لديهم بطاقات متوقفة، بأن "قراره مخلص، ويصب فى مصلحة المواطن، ومع ذلك يتأسف لكل مواطن لم يحصل على الخبز بسبب قراره"، على حد وصفه.
وشدَّد على أنه لن تمر 48 ساعة إلا والمنظومة سوف يتم ضبطها، وسيحصل الجميع على حقوقهم من الدعم"، وفق تعبيره.
"الإخوان هم السبب"
وبالرغم من سخرية المحامي الحقوقي، طارق العوضي، من التبريرات الحكومية، إذ قال في تدوينة عبر "فيسبوك": "أنا مستني الإعلام النهار ده يطلع يقول إن الاخوان اللي حركوا مظاهرات الخبز، ده لو اتكلموا أساسا عن الموضوع"، إلا أنه خرج من المسؤولين الحكوميين من يردد، بالفعل، هذا الاتهام للإخوان.
وبحسب رئيس شعبة المطاحن بالإسكندرية، عمرو الحيني، فإن تظاهر المواطنين في عدد من المحافظات، بسبب قرار تقليل حصص الكارت الذهبي، هو أزمة مفتعلة من قبل الإخوان المسلمين في محاولة لاستغلال غضب المواطنين.
وأضاف، في لقائه مع برنامج "العاشرة مساء"، عبر فضائية "دريم": "الإخوان سيخرجون مستغلين تصريحات أصحاب المخابز، ويترصدوا لأي موقف".
لكن هذه التصريحات تسببت في انفعال مقدم البرنامج، وائل الإبراشي، الذي اعتبرها إهانة للشعب المصري، مؤكدا بأنه لا يقبل بمثل هذه الإهانات، وأن رغيف العيش، وسياسة وزير التموين، هي التي دفعت المواطنين للخروج إلى الشوارع للاحتجاج.
وقال: "ما ينفعش نقول إن الست الغلبانة دي نزلت علشان الإخوان، لا بد من تحصين الناس قبل القرار، ونبطل نعلق فشلنا على شماعة الإخوان"، وهو ما دفع الحيني للتعقيب: "أنت تعلم جيدا أن هناك أياد خفية تعبث بالأمن القومي".
وأردف: "مصر هي الدولة الوحيدة التي تدفع خمسين مليار جنيه سنويا على الدعم".
ومن جهته، كشف الخبير الاقتصادي، سامح أبو عرايس، السر الحقيقي للأزمة.
وقال إن تخفيض عدد الأرغفة لكل فرد هو جزء من اشتراطات صندوق النقد الدولي، مشيرا إلى أن هذا جزء من خطة نفذتها الحكومة والصندوق قبل ذلك، أكثر من مرة.
وفي تدوينة عبر "فيسبوك"، قال: "من خبرتي في أساليب تطبيق أجندة صندوق النقد الدولي في عدة دول، أؤكد لكم أن اللي بيحصل في موضوع الخبز ده مش ثورة جياع، ولا غيره.. لكن جس نبض من الحكومة، وتمهيد لإلغاء دعم الخبز، وإلغاء بطاقات التموين نهائيا في المستقبل، وكل دي تعليمات صندوق النقد الدولي".
وضاربا المثل بتقليل السلع التموينية، وتعويم الجنيه، ورفع سعر الدواء والسكر، باعتبارها بالونات اختبار، لجس النبض الشعبي، قال: "رد الفعل الشعبي كان ضعيفا مقارنة باللي حصل أيام السادات مثلا، واللي حصل في دول كثيرة لما حكوماتهم ألغت الدعم".
وتابع: "علشان كده أنا متوقع أن الحكومة تأخذ خطوات أكبر في إلغاء الدعم عن بطاقات التموين والخبز.. وممكن يبدأ بتقليل عدد السلع على بطاقات التموين، وتقليل عدد الأرغفة للمواطن الواحد أو رفع سعرها، ثم تدريجيا يُلغى الدعم نهائيا".
ويُذكر أن مصر تستهلك نحو 7.5 مليار رغيف خبز شهريا، بحسب تصريحات وزير التموين السابق، محمد علي الشيخ.
ويمثل الخبز العنصر الرئيس في وجبات غالبية المصريين. ويستفيد نحو 71 مليون مواطن من 21 مليون بطاقة تموينية بمصر، وفق الأرقام الرسمية، التي يقال إنها تبالغ كثيرا.
واندلعت مظاهرات واحتجاجات عارمة، الثلاثاء، على خلفية نظام توزيع الخبز الجديد، الذي أقره وزير التموين الجديد، علي المصيلحي، الذي اتخذ قراره بتخفيض كميات الخبز المدعم المقدم للمخابز.