خطا "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، خطوة كبيرة على طريق تقديم إبراهيم عيسى، الكاتب الصحفي الموالي سابقا لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، إلى
المحاكمة الجنائية، بتهمة إهانة المجلس، في صحيفة "المقال"، التي يرأس تحريرها، وذلك بعد موافقة المجلس على تقديم بلاغ ضده للنائب العام، نبيل صادق.
وجاءت الموافقة بأغلبية الأعضاء، لدى انعقاد الجلسة العامة للمجلس، الثلاثاء، استجابة لمقترح تقدم به النائب مرتضى منصور، استنادا إلى وصف الصحيفة للمجلس بأنه "أفضل فيلم كارتون".
ماذا قال رئيس المجلس؟
وفي الجلسة اتهم رئيس المجلس، إبراهيم عيسى، صراحة، بأنه دأب على مهاجمة البرلمان بأحط الألفاظ. وقال: "أعلم جيدا أن ما ورد في "المقال" يشكل جرائم طبقا لقانون العقوبات"، مضيفا أن "هذا الصحفي دأب على الهجوم على البرلمان خلال الفترة الماضية دون أسباب".
"ياخد بالجزمة"
من جهته، قال مرتضى منصور، إن صحيفة المقال "المجهولة" اتهمت البرلمان بأنه برلمان كارتوني، وبأن أمن الدولة هو ما أتى بنا، وأننا نواب لرئيس الجمهورية، متابعا بأن المادة 8 من اللائحة تنص على أن رئيس البرلمان ملتزم بحماية كرامة المجلس وأعضائه.
وأردف بأن عيسى واصل هجومه على البرلمان بعد الاتجاه لإسقاط عضوية النائب محمد أنور السادات التي تمت، الاثنين، بأكثر من أغلبية ثلثي الأعضاء، مدعيا أن هناك شراكة بين زوجة عيسى وزوجة السادات في إحدى الجمعيات الأهلية التي تمول من الخارج.
واستكمل منصور: "نحن في برلمان عريق، ومن غير المقبول مهاجمته بهذا الشكل". واستطرد قائلا: "لا يصح أن يقال علينا إننا مجلس حشاشين.. دي قلة أدب وسفالة.. ومن لم يحترم نفسه هياخد بالجزمة القديمة".
"سب وقذف"
ومن جانبه، قال عضو لجنة الإعلام في المجلس، النائب مصطفي بكري: "إن تطاول جريدة المقال لا يمثل نقدا أو احتراما لهذه المؤسسة العريقة، وإنما يمثل سبا وقذفا في حقنا، واستباحة لكل المحرمات، التي أكدها الدستور".
واستطرد: "لذا أطالب بالتقدم ببلاغ إلى النيابة العامة، وإلا فإن كل شيء سيكون مستباحا". ووصف عدد جريدة "المقال"، بأنه "جريمة في حق الشعب
المصري والبرلمان".
تضامن النواب والإعلام
ومتضامنا مع رئيس البرلمان، قال النائب صلاح حسب الله، في مداخلة هاتفية مع برنامج "هنا العاصمة"، عبر فضائية "سي بي سي"، إن مشكلة البرلمان مع الكاتب إبراهيم عيسى أنه يواصل الاستهزاء من المجلس وجميع مؤسسات الدولة، معتبرا أنه صاحب نظرة سوداوية دائما تجاه مصر، وفق قوله.
وانضمت إليه، الإعلامية أماني الخياط في الهجوم. وقالت، في برنامجها "بين السطور"، عبر فضائية "أون لايف": "هذا الأداء الصحفي هو أداء الأربعينيات، حيث كانت الجرائد تمتلئ بالمنشورات اليسارية التي قضت على اليسارية آنذاك".
وتحت عنوان "النواب يقاضي إبراهيم عيسى بتهمة إهانة المجلس"، نشرت صحيفة "اليوم السابع"، في عددها الصادر الأربعاء، تفاصيل موافقة مجلس النواب على تقديم بلاغ للنيابة العامة ضد عيسى، بتهمة إهانة المجلس في صحيفته "المقال".
وقالت الصحيفة في عناوينها: "النواب" يقاضي إبراهيم عيسى بتهمة إهانة المجلس.. مرتضى: "اللي يهاجم البرلمان ياخد بالجزمة القديمة".. وعبد العال يرد: "بلاش الجزمة.. إحنا برلمان عريق وأقدَّر الأهرام والصحافة وحريتها".
"فيلم كارتون"
وكانت جريدة "المقال" نشرت في عددها، الثلاثاء، عنوانا يصف مجلس النواب بـأنه "أفضل فيلم كارتون". وتصدَّر الصفحة هجوم على المجلس والحكومة وجهاز الأمن الوطني، وجاء فيه أن أفضل فيلم كرتون هو البرلمان، وأفضل ممثل شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، وأفضل إخراج هو جهاز الأمن الوطني، عن إخراج البرلمان الحالي، والقنوات الفضائية.
ووصفت الصحيفة هدى، ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بأنها أفضل ممثلة مساعدة في قضية تيران وصنافير، لتأييدها وجود الجزيرتين ضمن المياه الإقليمية السعودية، واصفة الحديث عن تجديد الخطاب الديني بأنه أفضل خدعة سينمائية.
"زي سوريا والعراق"
وكان عيسى خاطب، في مقال سابق هذا الأسبوع، السيسي بعنوان "ارتحت.. أدينا بقينا زي سوريا والعراق.. عار تهجير الأقباط من سيناء"، محاولا أن يكون الحديث موجها للنظام ككل.
لكن الكاتب الصحفي، ماجد حبته، وتحت عنوان "وصلة ردح يستحقها الأستاذ إبراهيم عيسى"، قال إن "عيسى استخدام ألفاظًا ساخنة، لا تمتّ للواقع بصِلة كـ"التهجير"، و"اللاجئين"، و"غير ملم بمنطوق الكلمتين تاريخيا"، متسائلا: "لماذا استخدم عيسى كلمة تهجير، ولم يستخدم كلمة نزوح؟".
وأجاب: "الحقيقة أنه يفعل في جريدته الصهيونية ما لم يفعله راديو إسرائيل معنا منذ 1973 بما يعني أنه هو وجريدته أخطر على مصر من إسرائيل، وأكثر كراهية لمصر من أعدائها".
وكان عيسى تحدث في عنوان آخر عن هيبة الدولة ضائعة، ساخرا من حديث السيسي عن هيبة الدولة التي استعدناها قائلا: "هيبة الدولة في سيناء وليست في كلية الشرطة".
حصار عيسى
وفي نطاق فرض حصار شامل على إبراهيم عيسى، رفضت الأجهزة الأمنية الطلب الذي تقدم به إلى الهيئة العامة للاستثمار لإنشاء شركة مساهمة للصحافة والطباعة والنشر، خشية وجود تمويل قطري، بزعمها.
ويُذكر أن برنامج "مع إبراهيم عيسى"، عبر فضائية "القاهرة والناس"، قد تعرض للمنع، قبل أسابيع، بعد هجوم لعيسى على البرلمان، وحديثه عن نية النواب تعديل مدة رئاسة الجمهورية لتصبح أكثر من مدتين محاباة للسيسي.