أثارت التصريحات التي أطلقها وزراء
إسرائيليون قبل أيام وتحدثوا فيها عن احتمالات قوية وتحديد مواعيد لعدوان جديد على قطاع
غزة، العديد من التساؤلات حول صدقية أمثال هذه التصريحات ومدى احتمالية وقوعها الفعلي، أم أنها مجرد تصريحات تعبر عن رؤى شخصية لا تعكس بالضرورة توجهات دولة الاحتلال .
وفتح التصعيد الأخير على قطاع غزة المجال أمام كل من وزير التعليم نفتالي بنات ووزير الإسكان يوآف
غالانت، للحديث أن إسرائيل ستشرع في
الربيع القادم لشن حملة ضد الأنفاق على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، ما قد يدفع حماس لشن عمليات عسكرية عبر بعض الأنفاق قبل تدميرها، وهو ما سيفضي بشكل مؤكد إلى
حرب ستكون "أكثر شراسة" من الحروب السابقة.
فهل ستشهد غزة فعلا عدوانا جديدا في الربيع المقبل يكون بمثابة الحرب الرابعة على القطاع بعد حروب اعوام 2008 و2012 و2014 ؟
محللون أشاروا أن التهديدات الإسرائيلية بشن حرب وشيكة على غزة، ليس لها ما يترجمها على أرض الواقع ،في ظل حالة الهدوء الميداني النسبي في القطاع، فيما اعتبر آخرون أن التصريحات الإسرائيلية ليست مستبعدة، كونها صادرة عن مسؤولين بارزين في حكومة الاحتلال.
بالونات اختبار
وفي حديث لـ"
عربي21"، رأى المحلل الأمني والعسكري إسلام شهوان، أن التهديدات الإسرائيلية بشن حرب ليس لها تطابق على أرض الواقع، منوها أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة تعتبر بالونات اختبار تهدف لرصد رد فعل
المقاومة.
وعن موعد الحرب قال شهوان:" تحديد موعد الحرب في الربيع المقبل ما هي إلا هرطقات، لأن الساحة الإعلامية ليست المكان المناسب لتحديد موعد الحروب والمواجهات".
وحول الرد الفلسطيني حال اندلاع أي مواجهة، أشار المحلل العسكري أن المقاومة الفلسطينية لديها من الإمكانيات ما يدعو إسرائيل للتفكير مليا قبل اتخاذ قرارات مفاجئة وقال:" إسرائيل دائما تتحدث عن أسلحة متطورة في يد المقاومة الفلسطينية ولن تجازف بخوض حرب جديدة قد لا تتحمل تبعاتها".
وعزز المحلل استبعاد شن حرب على غزة بوجود ملفات عالقة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة
وقال:" هناك ملفات عالقة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية يجب أن تغلق قبل بدء أي مواجهة جديدة كملف الأسرى لدى حركة حماس، حيث تحاول إسرائيل تسويته بالإضافة لملفات أخرى".
مبالغ فيها
ورغم اعتباره أن التصريحات الإسرائيلية مبالغ فيها، لم يستبعد المحلل السياسي عدنان أبو عامر اندلاع حرب في غزة.
وقال في حديث لـ"
عربي21" :" التصريحات المتعلقة باندلاع الحرب في الربيع القادم قد يبدو مبالغ فيها ولكن عندما تصدر عن وزير إسرائيلي وعضو في المجلس الأمني المصغر فإنها تضفي نوع من التخوف في الأوساط الفلسطينية خشية أن تترجم على أرض الواقع".
اقرأ أيضا: إسرائيل تحدد موعد الحرب الرابعة على غزة وحماس تستعد للرد
وعن التصعيد الأخير في غزة اعتبر أبو عامر أن هناك حالة من جس النبض بين الجانبين وأضاف:"إسرائيل تتعمد الرد على أي قذيفة تنطلق من غزة بكم كبير من الضربات والقصف المتنوع، الذي يحدث خسائر جسيمة للمقاومة، كالأنفاق، ومستودعات الأسلحة، وأماكن التدريب".
حافة الهاوية
وفيما يتعلق بموقف المقاومة من التصعيد الإسرائيلي قال:" المقاومة الفلسطينية لا ترى أن الوقت مناسب للرد على تصعيد الاحتلال، على اعتبار أن ذلك قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة عسكرية لا تريدها المقاومة كما يبدو في هذه المرحلة". مشيرا أن الحالة القائمة في غزة قد تبقى تراوح مكانها بين الفعل ورد الفعل، دون أن يقترب الجانبان من حافة "الهاوية" والانزلاق إلى مواجهة.
اقرأ أيضا: نفتالي بينيت: جولة القتال التالية مسألة متى وليس مسألة هل
وقال غالانت إنه :"لا أعتقد بأن حماس معنية بالمواجهة في الفترة القريبة، وأنا أنظر الى الربيع القادم كنقطة يجب أن نكون مستعدين لها".