نشرت صحيفة "
الغارديان" البريطانية، تحليلا تناول هوية الخليفة المحتمل للمرشد الأعلى
الإيراني علي
خامنئي، لا سيما بعدما تنفس التيار المحافظ الصعداء إثر رحيل أكبر هاشمي
رفسنجاني، باعتبار أن الكثيرين في إيران كانوا ينظرون إليه مرشحا لخليفة خامنئي، أو أنه يمكن له على الأقل أن يدفع بمرشح أكثر اعتدالا.
وحمل التحليل الذي أعده سعيد كمالي ديغان عنوان "المحافظ الذي قد يكون المرشد الأعلى القادم لإيران".
ووفقا لما توصل إليه ديغان في تحليله الذي ترجمته "
عربي21"، ونشر الثلاثاء، فإن رجل الدين المحافظ الأوفر حظا لخليفة خامنئي، هو
إبراهيم رئيسي، الذي يبلغ من العمر 56 عاما.
وعلى الرغم من أن رئيسي غير معروف بصورة كبيرة لدى العالم، فإن ديغان يرى أن رجل الدين المعني بدأ يبزغ نجمه بهدوء مرشحا قويا ليصبح الزعيم الأعلى لإيران.
وأورد ديغان بحسب المعلومات التي حصل عليها، أن رئيسي يعد رئيس أكبر أثرى مؤسسة خيرية في العالم الإسلامي، والمؤسسة المسؤولة عن إدارة أهم المزارات المقدسة في إيران.
وأكد أنه يتم في طهران اليوم إعداد رئيسي ليكون خلفا لخامنئي الذي يبلغ عمره 77 عاما.
وأشار إلى أن وفاة رفسنجاني المفاجئة، أدت إلى إلى تساؤلات عمن سيخلف خامنئي حال وفاته، إذ إن زعامة خامنئي تستمر طالما بقي على قيد الحياة.
ورفسنجاني، الذي سيدفن الثلاثاء، كان يعد قوة سياسية رئيسة في إيران، على الرغم من أن نفوذه قد تقلص في الأعوام الأخيرة، إذ إنه تحول ولاؤه السياسي إلى الإصلاحيين. ووفقا لديغان، فإن رفسنجاني كان لا يزال قادرا على أن يكون له تأثير في دفع مرشح أكثر اعتدالا لخلافة خامنئي.
وكان رئيس مجلس تشخيص مصلجة النظام رفسنجاني، كشف في مقابلة مع إحدى الصحف في حزيران/ يونيو الماضي، أن شخصين تم اختيارهما ليكونا المرشحين النهائيين من قبل مجلس خبراء القيادة، وهو الهيئة الدينية المسؤولة عن اختيار المرشد الأعلى المقبل.
وأتت هذه التصريحات حينها، على الرغم من أنه لم يكن هناك أي تأكيد رسمي.
اقرأ أيضا: كيف تسبب وفاة رفسنجاني إرباكا بتوازنات إيران الداخلية؟
وقال ديغان إن رئيسي يعد ضمن الدائرة المقربة لخامنئي، إلا أنه لا خبرة عملية له، مضيفا أن صعوده التدريجي مؤخرا كان مصدر دهشة للكثير من المعلقين السياسيين.
ولفت إلى أن رئيسي "لديه روابط وثيقة جدا بلاعبين بارزين في إيران، من المرشد الأعلى نفسه إلى الحرس الثوري"، مؤكدا أن كل الدلائل تشير إلى تزايد الفرص ليصبح الزعيم الأعلى المقبل للبلاد.
وأورد أن رئيسي وصل بالكاد إلى سن الرشد حين قامت الثورة الإسلامية عام 1979، ولكنه ارتفع بسرعة في الرتب.
ولفت إلى أن رئيسي شخصية مثيرة للجدل، إذ إنه كان في صيف عام 1988، واحدا من أربعة قضاة، الذين كانوا وراء عملية إعدام جماعي لليساريين والمعارضين.
وأفاد بأنه متزوج من ابنة رجل الدين المتشدد الذي يعد ممثلا لخامنئي في المنطقة الشرقية من خراسان رضوي، موطن ضريح الإمام الرضا.
ونقل عن مستشار إيران السابق في وزارة الخارجية البريطانية، حسين رسام، أن رئيسي هو "الوصي على ضريح يقصده الملايين من الزوار الشيعة كل عام، وأعتقد أن هذا أمر مهم للغاية، ويقدر بما يقرب من 30 مليون حاج يأتون لزيارة الإمام الرضا كل عام".
ولكنّ رسام عبر عن قلقه من أن دور رئيسي في الإعدام الجماعي للمعارضين السياسيين في 1980، من الممكن أن يضر بموقفه.
ونقل ديغان عن محسن كديور، الذي يدرس في مدرسة قم، أبرز مركز ديني شيعي في إيران، أن رئيسي تزيد فرصه في الحصول على المنصب بنسبة 30 إلى 40 في المئة.
في حين، قال مرتضى كاظميان، وهو ناشط سياسي بارز يعيش في المنفى في باريس، إن علاقات رئيسي مع الحرس الثوري ووكالات المخابرات والمقربين من خامنئي -بما في ذلك ابنه مجتبى- جعلته المرشح الأوفر حظّا ليكون المرشد الأعلى المقبل.
ولكن خبراء في الشأن الإيراني من بينهم كديور الذي يشغل منصب أستاذ باحث في جامعة ديوك الأمريكية، ذهبوا إلى أنه بمجرد وفاة خامنئي، فقد تتحول كل الولاءات السياسية، الأمر الذي يجعل كل ما يقال عن المرشحين المحتملين "مضاربة" ليس أكثر.