نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية، تقريرا قالت فيه إن
إيران فقدت بموت الرئيس السابق علي أكبر هاشمي
رفسنجاني؛ أحد أبرز الوجوه السياسية منذ الثورة الإيرانية، وأكبر الداعمين للرئيس الحالي حسن
روحاني.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن رفسنجاني يعد من أبرز رجال الأعمال الذين دعموا الثورة الإيرانية، وأحد أهم رجال الدين، مشيرة إلى دوره البارز في
الاتفاق النووي الإيراني "الذي أصبح مصيره على المحك بعد رحيله".
ونقلت الصحيفة تصريح المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي
خامنئي، الذي علق فيه على وفاة رفسنجاني، الأحد الماضي، قائلا: "لقد خسرت رفيقا"، مشيرة إلى أن خامنئي أعلن حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام، بالإضافة إلى إعلان اليوم التالي لوفاة رفسنجاني عطلة رسمية.
وقالت إن خامنئي لم يخفِ في حديثه اختلافاته القديمة مع رفسنجاني، حيث قال: "لا يمكن أن تلغي الاختلافات القائمة بيننا منذ حقبة زمنية طويلة؛ رابط الصداقة الذي يجمعنا".
وأشارت إلى الجدل الذي أثاره موت رفسنجاني على مستوى الصحافة الإيرانية، إذ اختلف تناولها لحادثة الوفاة بين الصحف الداعمة للنظام الإيراني التي أصدرت عناوين مثل "إيران تنعى الملك العظيم"، وتلك المناوئة له التي تحدثت عن الحادثة بشكل مقتضب.
ونقلت "فيلت" عن الخبير في الشؤون السياسية عدنان طبطبائي قوله إنه "بموت رفسنجاني؛ سيفقد روحاني سلطته التي تلقى دعما من طيف واسع من النخبة السياسية".
وأضاف طبطبائي: "تتفق أغلب الآراء السياسية على أن رفسنجاني أحد أبرز أعمدة الثورة، نظرا لتأثيره على رجال الدين ورجال الأعمال، فضلا عن أن موته سيخلق فراغا كبيرا في الساحة الدينية والاقتصادية".
وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق النووي خلق جدلا واسعا لدى الأوساط الإيرانية، حيث ترى الأصوات المحافظة أن روحاني قدم تنازلات كبيرة للغرب عندما وافق على إبرام الاتفاق النووي مقابل رفع العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على إيران بحجة تطوير الأسلحة النووية بصفة سرية.
وأضافت أن رفسنجاني في المقابل؛ يعد أبرز الداعمين لروحاني الذي وعد الشعب الإيراني بتحقيق نهضة اقتصادية بعد رفع العقوبات عن إيران، التي تعيش في الوقت الراهن صراعا سياسيا بين المعسكر المتشدد الذي ينتمي إليه خامنئي، وبين معسكر رفسنجاني، وخاصة مع قرب الاستحقاق الانتخابي الذي يطمح من خلاله الرئيس الحالي حسن روحاني إلى إعادة انتخابه.
وأشارت إلى أن رفسنجاني يعد مهندس الاتفاق النووي الإيراني، "وبوفاته؛ يواجه هذا الاتفاق خطرا، نظرا للدور البارز الذي لعبه رفسنجاني في نجاح المفاوضات، باعتباره الشخص الذي حدد الشروط الأولى للتفاوض، بصحبة روحاني، ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف".
ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات التي جمعت حكومة روحاني بالفقيد رفسنجاني؛ جعلت المراقبين الإيرانيين يلقبونه برئيس الحكومة الفعلي عند المفاوضات، على الرغم من أنه كان شخصية مكروهة من قبل التيار المحافظ في إيران.
وأشارت إلى أن رفسنجاني عرف عند توليه منصب الرئاسة منذ عام 1989 إلى غاية 1997، بتوجهه نحو الانفتاح الاقتصادي، حيث إنه بعد الحرب العراقية؛ حمل على عاتقه مسؤولية وضع برنامج لإعادة بناء الاقتصاد الإيراني.
وأكدت الصحيفة أن الفقيد انتخب رئيسا للبرلمان الإسلامي عند تولي المصلح محمد خاتمي السلطة، "وعند انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا لإيران عام 2009؛ انضم رفسنجاني إلى صفوف المتظاهرين الذين يطالبون بالتغيير الديمقراطي".
وفي هذا السياق؛ قال طبطبائي إن "نقطة قوة رفسنجاني تكمن في عدم انتمائه لأي معسكر سياسي"، مضيفا أن "هذا يُعد السبب المباشر في أنه كان يلعب دور الوسيط بين أغلب الأطياف السياسية، ولذلك يعد موته خسارة لكل الساحة السياسية الإيرانية".
وتابع طبطبائي: "في صورة بقاء رفسنجاني على قيد الحياة؛ كانت عملية انتقال السلطة القادمة ستحدث في هدوء".
وفي الختام؛ أكدت الصحيفة أن "المرض الخبيث الذي يعاني منه الرئيس الحالي لإيران، حسن روحاني؛ سيجعل المستقبل السياسي لإيران على المحك في الأيام المقبلة".