سياسة عربية

خمس فضائح لإعلام السيسي بالهند والصين.. ما هي؟ (فيديو)

نقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية تصريحا للسيسي أثار السخرية- أرشيفية
ارتكب الإعلام المصري، الموالي لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، خمس فضائح مهنية، على الأقل، كشف عنها إعلاميون وسياسيون، ونشطاء، وارتكبها هذا الإعلام، في تغطيته لزيارتي السيسي، إلى كل من: الهند، والصين، اللتين استغرقتا قرابة أسبوع، وشهدت مشاركته بقمة "مجموعة العشرين" بالصين، وعودته إلى مصر، الثلاثاء.

وتمثلت هذه الفضائح، أولا، في الهند في تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء الرسمية المصرية قال فيه إن على الهند ومصر نشر النموذج الصحيح للدين.

وجاءت الفضحية الثانية من الهند أيضا، وتمثلت في دفاع الإعلام المصري عن سؤال فرد أمن مصري لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عما إذا كان يحوز "موبايل بكاميرا"، لدى لقائه السيسي.

وقد علقت الخارجية الأمريكية على مقطع الفيديو، قائلة: "أحيانا تتسم سلوكيات طاقم الحراسة الأمنية بالإفراط"، فيما وصف الصحفي بمجلة أتلانتك، إيفي آشر، السؤال بـ"الخطأ الدبلوماسي المحرج".

وتعلقت الفضائح الثلاث المتبقية بما حدث للسيسي في الصين، إذ زعمت صحيفة "اليوم السابع" أن الرئيس الأمريكي اقتحم حوار السيسي والرئيس الفرنسي لمصافحة السيسي.

وحذف التلفزيون المصري، في الفضيحة الرابعة، المشهد المهين، الذي ظهر فيه السيسي، وهو يتطلع بتذلل إلى مصافحة أوباما له.

وتمثلت الفضيحة الخامسة في إبداء الإعلام المصري الشماتة في كيفية استقبال الصين لأوباما، مقابل استقبالها للسيسي، وهو ما علق عليه إبراهيم عيسى بالقول: "وإحنا مال أهلنا"، مضيفا: "القَرعة التي تتباهى بشعر بنت أُختها".

السيسي: على الهند ومصر نشر النموذج الصحيح للدين

جاءت الفضيحة الأولى حين زيارة السيسي للهند، إذ نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ. ش. أ"، وهي وكالة الأنباء الحكومية الرسمية، تقريرا، في الثاني من أيلول/ سبتمبر الحالي، بعنوان: "السيسي: على الهند ومصر نشر النموذج الصحيح للدين".

ومن العاصمة الهندية "نيودلهي"، قالت الوكالة: "أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة إطلاق مصر والهند مبادرات لإيصال الفهم الصحيح للدين، وذلك في حوار أجرته معه صحيفة "ذي إيكونموميك تايمز" الهندية".

وبحسب الوكالة: "نوه الرئيس السيسي إلى أن المؤسسات الدينية والفقهاء ورجال الدين المحليين وقادة المجتمعات لديهم دور في حماية الشباب، ومنع تطرفهم، مؤكدا الحاجة لإيصال التفسيرات الدينية السليمة، ونشر القيم الدينية الصحيحة المتسمة بالاعتدال والتسامح والرحمة وقبول الآخر".

وأثار التقرير، مع ما سلط عليه الضوء من تصريحات السيسي، استنكار إعلاميين وسياسيين ونشطاء، نظرا لمطالبة السيسي فيه للهند بنشر "الدين الصحيح".

وتساءلت الإعلامية آيات عرابي، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "عن أي دين يتكلم؟"، وأضافت: "ألا يعلم أن الهنود يعبدون البقر؟".

وأوضحت أن العقيدة الهندوسية تسمح لأتباعها بقضاء حاجتهم في الأنهار علنا أمام الناس، وتعتبر رائحة فضلات البقر أمرا عاديا.

وتابعت أن أحد الصحفيين الصينيين وصف الهند بأنها أقذر بلد في العالم، وروى أنه رأى النساء يجمعن فضلات البقر ليتباركن بها، مختتمة تدوينتها بقولها: "أي دين يقصد؟".

من جهته، علق الإعلامي سليم عزوز، بالقول: "هو الجدع ده بيقول أي كلام وخلاص.. لا هو عارف السعودية من الهند؟".

وأضاف: "يعني لما يروح الهند، حيث عبادة البقر، ويقول لهم هناك إن مصر والهند عليهما نشر النموذج الصحيح للدين؛ يبقى ده شخص طبيعي؟ أي دين، وأي نموذج؟"، وتابع تساؤلاته: "هو الشخص ده من هنا؟ قولوا لنا: ما دينه بالضبط؟".

واعتبر رئيس مؤسسة "تاور بريدج للاستثمارات والعلاقات الدولية"، أحمد عامر، الخطاب الذي توجه به السيسي، خلال زيارته للهند، حول الدين الصحيح، في بلد الدين الرئيسي به عبادة البقر، بدلا من الحديث عن الاستثمارات الهندية بدول كثيرة في إفريقيا وآسيا، أو يتكلم عن الهند والتطور التكنولوجي الكبير الذي حققته، أن السيسي ليس لديه رؤية.

الغيطي عن "موبايل كيري": خشية الصور الفاضحة

تناول الإعلام المصري واقعة سؤال أحد حراس السيسي لوزير الخارجية الأمريكي عما إذا كان معه موبايل بكاميرا أم لا، وذلك من زاوية إيجابية، تتعلق بالأمن المصري، وقيامه بدوره، لكن إعلاميين موالين لرئيس الانقلاب أنفسهم، تورطوا في تقديم تفسيرات مختلفة لما حدث، أثارت المزيد من السخرية.

فقد فسر الإعلامي محمد الغيطي الواقعة في برنامجه "صح النوم" بالقول إن المخابرات الألمانية حذرت المستشارة الألمانية من تغيير ملابسها في غرفتها بالفندق، وكذا حذرت المخابرات البريطانية رئيسة وزراء بريطانيا من الأمر نفسه، قائلا: "المخابرات البريطانية طلبت منها أن تغير هدومها تحت اللحاف".

وأضاف: "الأمر نفسه حدث مع الرئيس الروسي بوتين"، مستطردا أن "كل مخابرات العالم تفعل هذا لأننا رأينا قبل ذلك الكثير من الصور الفاضحة لزعماء وزعيمات العالم، وقبل ذلك سربوا صورا لرئيسة وزراء الدنمارك لها مع الكوافير الخاص بها".

واستدرك الغيطي: "فضائح زعماء العالم ملف أثير مجددا بعد التحذيرات التي تلقاها الزعماء المشاركون بالقمة، ومن باب الحرص أيضا قرر الوفد المرافق للسيسي سؤال جون كيري عن موبايل بكاميرا قبل لقائه بالرئيس السيسي".

حادثة "هاتف كيري" جعلت رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يدشنون وسما (هاشتاغ) يحمل اسم "معاك موبايل بكاميرا"، سخروا فيه مما حدث.






اليوم السابع: أوباما يقتحم حوار السيسي لمصافحته بالصين

ومنتقلا مع السيسي، من الهند إلى الصين، ارتكب الإعلام المصري فضائح جديدة في تغطيته لزيارة السيسي إليها.

واتهم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صحيفة "اليوم السابع" بأنها حاولت التغطية على فضيحة تجاهل الرئيس الأمريكي، وزعماء العالم، للسيسي، في القمة، إذ فبركت خبرا لا أساس له من الصحة تحت عنوان: "بالصور.. أوباما يقتحم حوار الرئيس وهولاند من أجل مصافحة السيسي".

وقال النشطاء: "حين ندقق في الفيديو نجد أن أوباما لم يتوجه إطلاقا إلى السيسي، بل كان في نهاية منصة الحفل، واتجه إلى مكان الخروج، وفي أثناء مروره، مر بالسيسي والرئيس الفرنسي هولاند، عرضا".

واكتفى أوباما بالإشارة باليد إليهم جميعا، ولم يصافح.. لا السيسي، ولا غيره.

ويكذب مقطع الفيديو أيضا صحيفة "الوطن"؛ التي ذكرت كذلك أن الرئيس الأمريكي اقتحم حوارا جانبيا بين السيسي، والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند.



المشهد الذي حذفه التلفزيون المصري

كما تداول النشطاء مقطع فيديو للمشهد الذي حذفه التلفزيون المصري، والقنوات التابعة لنظام السيسي، الذي دار بينه وبين أوباما في القمة.

وكان السيسي قد تعرض لموقف محرج مع أوباما، إذ انتظر دوره لمصافحة الأخير، وسط تجاهل عدد من زعماء العالم له.


إبراهيم عيسى: "القَرْعَة التي تتباهَى بشَعر بنت أُختها"

وتعليقا على تغطية الإعلام المصري للقمة، ومشاركة السيسي فيها، وشماتة الإعلام المصري في أوباما، وهي الفضيحة المهنية الخامسة له، كتب إبراهيم عيسى مقالا بصحيفته "المقال"، قائلا: "دعونا نندهش من هذا العبث الذي يطاردنا كل يوم".

وأضاف عيسى: "آخر منتجات الهراء هو حالة التشفِّي الساذجة في الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، جراء الاستقبال الصيني له في قمة العشرين، والموصوف بالمهين، وتلك الوصفات إياها، حيث أنزلوه من سلم الطوارئ، ودون سجادة حمراء فُرشت لغيره من قادة الدول العشرين".

وأردف عيسى: "افرض أن هذا حقيقي، وتخيل أن الصينيين كانوا من السخافة والفظاظة في التعامل مع ضيفهم الكبير بهذه الطريقة، افرض مجرد فرض، إحنا مال أهلنا بذلك؟".

وتساءل: "لماذا تُهلّل كتائب الأجهزة الأمنية المصرية في وسائل التواصل الاجتماعي له بمنتهى الفرحة، وكأن مصر حققت نصرا علميا طبيا مدويا أو كأننا صعدنا إلى القمر أو وفرنا علب ألبان الأطفال؟".

وأضاف عيسى: "صحيح: لماذا بدت هذه الكتائب والأبواق الحكومية سعيدة مرحة لما اعتبرته إهانة للرئيس الأمريكي؟".

ومشيرا إلى النظرة الأمريكية للواقعة، التي أشعلت فخار المطبلين المصريين، على حد وصفه، تساءل عيسى منفعلا: "مرة أخرى.. وإحنا مال أهلنا؟".

ووصف البعض ممن ينتمون إلى إدارة توجهات الدولة المصرية بأنهم ليسوا على المستوى اللائق بهذا البلد أبدا، و"هم مجموعة من صغار العقول والنفوس جعلوا من المكايدة والمعايرة ومن التفاهات والشكليات بابا للغل والحقد".

وتابع: "بدوا كأنهم في موضوع استقبال الصين لأوباما أشبه بالقَرْعَة التي تتباهَى بِشَعر بنت أُختها، ويا ريتها بنت أُختها، ولا حتى تعرفها".

واستطرد: "نفس هذا الولع بالصغائر في تعظيم وتفخيم توقيف وزير الخارجية الأمريكي بمقر إقامة الرئيس المصري في الصين (الموقف كان في الهند وليس في الصين)، وسؤاله عن امتلاكه تليفونا بكاميرا، وتقديم التصرف دليلا فارغا على الكبرياء المصري في مواجهة أمريكا"، وعلق قائلا: "يا للهول.. تفاهة المطبلين المزمرين".

وتساءل: "ألا يتأملون لحظة أن الولايات المتحدة يمكنها أن تفعل هذا وأكثر للرئيس المصري نفسه ولوزرائه حين زياراتهم للولايات المتحدة؟ ألا يفهمون أن قبول وزير الخارجية الأمريكي بالتفتيش أمر شديد الاحترام والتهذيب، ويخلو من أي عنجهية، إذ يخضع لإجراءات الأمن بمنتهى التواضع والأريحية، بينما لا نجد هذه الصفات، ولا تلك الأخلاق لدى آخرين عندنا؟".